أرشيف

تقرير خاص- #غريفث في الحديدة لانقاذ الاتفاق وسط مطالبة حكومية بإدانة الطرف المعرقل

اخبار من اليمن عدن تايم/ وضاح الاحمديافادت مصادر دبلوماسية دولية ان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اختار الجنرال الدنماركي المتقاعد مايكل لوليسغارد ليحل محل الرئيس الهولندي لبعثة المراقبين الأمميين في اليمن باتريك كمارت الذي تم تعيينه قبل شهر واحد, بسبب توتر العلاقة بين الاخير والمبعوث الدولي الى اليمن مارتن جريفيث.
وطرح اسم لوليسغارد على أعضاء مجلس الأمن الـ 15 للموافقة عليه أو رفض تسميته في المنصب الجديد، لكن مصدر في الحكومة اليمنية اكد لـ” عدن تايم” ان انهاء فترة كمارت يعني افشال اتفاق السويد بين الحكومة الشرعية والانقلابيين, معللا ذلك ان الجنرال الهولندي كان أكثر صرامة في التعامل مع ما يجري في الواقع اليمني, وكانت تقاريره اليومية اكثر حيادية في قراءة المشهد السياسي اليمني, كما كان مؤملا منه ان يكشف الطرف المعرقل لتنفيذ بنود اتفاق السويد.

انقاذ الاتفاق

يأتي ذلك تزامنا مع وصول مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث إلى مدينة الحديدة اليوم الثلاثاء, لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من اتفاق السويد الذي افضى الى وقف اطلاق النار في المدينة التي تضم ميناء رئيسي تمر عبره ما نسبته 75 % من واردات البلاد, وانسحاب قوات الطرفين الى خارج المدينة اضافة الى تبادل الاسرى بين الجانبين, وهو ما لم يتم تنفيذه رفم مرور شهر على ذلك نتيجة خروقات ومماطلات الميليشيات الانقلابية.
ومن المقرر ان يطلع جريفث على الصعوبات التي اعلن عنها يوم امس وقد يؤسس الى مرحلة ما بعد كاميرت اضافة الى الاعداد لهمة 75 مراقبا دوليا اقر مجلس الامن ارسالهم الى الحديدة في مهمة لم يصمد امامها الجنرال الهولندي, الذي رفض محاولة الحوثيين خداعه لعملية تسليم وهمية لميناء الحديدة مما دفعهم الى اطلاق النار على سيارته بشكل مباشر واحتجازه داخل مقر اقامته بالحديدة لساعات طويلة.

تمديد الجداول

وابلغ غريفيث امس ، أن الجداول الزمنية لتنفيذ اتفاقات السويد حول مدينة الحديدة وموانئها الثلاثة إضافة الى تبادل الأسرى، مدّدت بسبب ما وصفها بالصعوبات على الأرض. وقال في مقابلة صحفية وزعها مكتبه إن “حالة الزخم لا تزال موجودة حتى وإن استغرق الجدول الزمني المزيد من الوقت فيما يخص اتفاق الحديدة وكذلك اتفاق تبادل الأسرى”.
وأضاف “مثل هذه التغييرات في الجداول الزمنية كانت متوقعة في ضوء الحقائق التالية: أولا، هذه الجداول الزمنية كانت طموحة بدرجة كبيرة، ثانيا، نحن نتعامل مع وضع بالغ التعقيد على الأرض”.
ووصل غريفيثس إلى العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الانقلابيين الحوثيين امس الاثنين، بعد أيام من زيارة قام بها إلى الرياض برفقة الجنرال الهولندي باتريك كاميرت, كبير المراقبين الأمميين في اليمن, حيث التقيا مسؤولين يمنيين في مقدمتهم الرئيس عبد ربه منصور هادي.

خيبة أمل حكومية

وعبرت الحكومة الشرعية اليمنية عن عدم تفاؤلها بالزيارة الحالية لمبعوث الأمم المتحدة, كونها تعتمد على وعود من المليشيات الانقلابية, دأبت على نكثها طيلة الاربع السنوات الماضية, حيث اكد راجح بادي الناطق باسم الحكومة الشرعية في تصريحات صحفية انه لا يوجد ما يبشر بمصداقية هذه الوعود, نتيجة توحش الميليشيات الحوثية في قصف مناطق بمحافظة حجة, ومخيم نازحين في الحديدة إضافة الى قيامها بحملات اعتقال تعسفية ضد مناوئين لها وتصعيدات في مناطق عدة.
واتهمت المبعوث الاممي بـ” تدليل” الميليشيات الحوثية على حساب الدولة اليمنية والمجتمع اليمني الذي بات يعاني وضعا انسانيا هو الاسوا في العالم, مطالبا الامم المتحدة بإنقاذ سمعتها الدولية باعتبارها الراعي الاولى للسلام الاممي, والدفاع عن قراراتها وفي مقدمتها 2216, وكشف من يعرقل مقترحات الحلول السياسية, محذرا من ان استمرار تغاضي الامم المتحدة عن ممارسات الميليشيات الحوثية في اليمن, يشجع على استنساخ ميليشيات مماثلة لاثارة الفوضى والإرهاب في كل العالم.
واختتم” نحن بالنسبة لنا لا نثق بهذا الميليشيات لاننا نعرفها جيدا, فهذا ليس الاتفاق الاول الذي وقع مع الحوثيين وتم تجاوزه.. كل ما في ايدينا قدمناه من اجل السلام في البلاد لكن الميليشيات لا تفهم الا لغة الحرب”.
من جانبه طالب وزير الإعلام معمر الارياني الأمم المتحدة بتحديد وإدانة الطرف المعرقل في إشارة إلى الحوثيين.
تمييع القرارات الأممية

من جانبه عبر المحلل السياسي اليمني عبدالله اسماعيل في تصريح لعدن تايم عن قلقه من تمديد المبعوث الاممي الفترة الزمنية لتنفيذ اتفاقات السويد لاتفاق على نحو مفتوح دون تزمين واضح ومحدد, معتبرا ان ذلك يخدم الميليشيات الحوثية التي تعمل على استغلال عامل الوقت لترتيب اوراقها ومواصلة انقلابها.
وقال ان تمديد الوقت يعني تمييع قرارات الامم المتحدة وإتاحة الفرصة امام الميليشيات لحشد قواتها ومنتقدا ما وصفه بتخبط الامم المتحدة داعيا الياها الى العمل وفق رؤية شفافة ومحايدة تخدم عملية السلام, وتحمي المكانة الدولية لها.
الى ذلك اكد المحلل السياسي فارس البيل ان ما وصفها بالزيارات المكوكية لمبعوث الامم المتحدة لا تخدم الوضع اليمن, لان الامم المتحدة لا تضع النقاط على الحروف – حد زعمه, مشيرا الى انها تتعامل مع الحوثيين بتراخي واضح الامر الذي مكنهم من مواصلة الانقلاب على الشرعية الدستورية في البلاد ومنحهم اكثر من مرة فرصة اعادة تموقعهم وخلق مناخ عسكري ملائم لهم.

عدم حيادية

وطالب الامم المتحدة بوضع خطة عمل مزمنة وواضحة المعالم تعتمد على اجراءات صارمة يتم تطبيقها على أي طرف يعرقل مساعيها لاحلال السلام في اليمن, وعدم التعامل مع ما يجري بمكيالين, في اشارة واضحة الى عدم حيادية عمل المبعوث الاممي الى اليمن.
ورأى القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام الدكتور عادل الشجاع, ان جريفث يبيع الوهم لليمنيين ولم يستطع منذ مجيئه الى اليمن الكشف عن معرقل الاتفاقات والتفاهمات السابقة بين الحكومة الشرعية والانقلابيين الحوثيين, مؤكدا في تصريح لعدن تايم ان اتفاق الحديدة “ولد ميتا” وسيكتب له الفشل اسوة باتفاقات سابقة نتيجة تعنت الميليشيات الحوثية وتغاضي المبعوث الاممي عنها, داعيا الحكومة الشرعية الى الضغط وبمختلف الوسائل على الامم المتحدة لتنفيذ قراراتها بشأن الازمة اليمنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى