أرشيف

"الأمناء" تميط اللثام عن العبث بأقدم موقع اثري بلحج

اخبار من اليمن في ظل عجز مكتب الآثار عن حمايتها..

“الأمناء” تميط اللثام عن العبث بأقدم موقع اثري بلحج

2019/01/31م الساعة 10:07 PM (تقرير/ عبد القوي العزيبي :)

رئيس فنيي مكتب الاثار لـ”الأمناء”: اشخاص باعوا واشتروا وهدموا معبد عمره 1800 عام قبل الميلادتتفاخر الأمم على مستوى العام بتاريخها  القديم في مختلف المجالات ومن  ابرزها المواقع الاثرية  كشاهد عن حضارات الاجداد، ويتوافد السياح من  بلدان مختلفة إلى تلك المواقع  لدراستها  او  للسياحة، فتكون عامل مساعد برفد خزينة الدولة  بالعملة الصعبة  التي تساعد على انتعاش الاقتصاد واحداث التنمية، لكن  في بلادنا  التي اكرمها  الله تعالى بذكرها في القرآن والسنة النبوية، ووجدت  فيها  مواقع اثرية ربما تكون  ذات أهمية  كبيرة عن بقية البلدان الاخرى، وللأسف نرى ونقرأ عن مواقع اثرية ولكن الترويج  لها  شبة معدوم اضف إلى قيام  اخرين  بهدم  تلك  المواقع  كمثل  قيام  تنظيم داعش بهدم بعض المواقع  في بعض البلدان  وانما  في  بلادنا  الهدم  ليس بالتفجيرات ، وانما  بالاعتداءات من قبل  افراد  البعض لها ارتباط بالسلطة من خلال القيام بالبيع  والشراء في  تلك  المواقع الاثرية والشمس في كبد  السماء، في ظل مكتب  الآثار بلحج عجز عن توفير الحماية بعد متابعات عديدة  مع  جهات الاختصاص  وضعف  الجانب الأمني بمنع  الاعتداءات  في، تلك المواقع  الاثرية.

“الأمناء” كشفت اللثام عن ما يحدث في اقدم موقع اثري بلحج  بمنطقة صبر مديرية تبن والذ  يقدر عمره بحسب افادة رئيس  قسم  الفنيين بمكتب الاثار  بلحج رفعت حسن  بدوس، بحوالي 1800 عام  ما قبل الميلاد  في العصر البرونزي، من خلال العثور على قطع اثرية  من قبل  فريق التنقيب الاثري الالماني بقيادة الدكتور فوكت بوكت، استاذ في المعهد الالماني  للآثار،  حيث  قامت البعثة بالتنقيب من عام 1994 حتى 1999م.

 

انحراف الطريق

يكشف بدوس  لـ “الأمناء”  حقيقة  شق  طريق  مغرس  ناجي / الوعرة  وانحراف  الطريق مما  تسبب بوجود منعطف  خطير  بالطريق  ،  ويقول بدوس  اسباب  ذلك راجع  بعدم شق  الطريق  في  مساحة  الموقع  الاثري، والذي اليوم  يتم  الاعتداء  علية  بالبيع  والشراء  بما في ذلك موقع  المعبد  بهدمه  وبيع  الارضية  الخاص  بالمعبد  من قبل  اطراف  قد تكون  ذات صلة  بالسلطة  المحلية  بلحج ، ويستغرب  بدوس مما  يحدث  داخل  الموقع  الذي لم  يسمح  بشق طريق  فيه  وتم  تسويره  بالشباك  من قبل  البعثة  الالمانية  بمرحلة التنقيب الأولى على  ان  تستكمل  بقية المراحل، ولكن  اليوم الموقع  الاثري  تحول إلى مناطق  البناء لمساكن شخصية بعد القيام بعمليات البيع  والشراء، وهذا امر مخالف للقانون ويعاقب علية  قانونياً،  باعتبار الموقع اثري لا يجوز التصرف  فيه من قبل الغير دون  وجه  حق، ومكتب  الاثار  بلحج بذل ولايزال يبذل جهود بمنع  ما يحدث  داخل الموقع ولكن  دور الامن ضعيف اضف الى دور بعض المواطنين سلبي، ولهذا اليوم الموقع  تحول إلى احواش  وبقع  ومساكن شخصية  دون اي اعتبار لهذا التاريخ والحضارة القديمة.

 

مساحة الموقع

يقع الموقع الاثري بالجهة الشرقية من منطقة صبر خلف سجن صبر  بالقرب من خزنات مياه حقل مغرس  ناجي  وما يسمى سابقاً بمدينة الصالح  وقامت البعثة  بتحديد  مساحة الموقع  والتي تقدر بحوالي 30

فدان  وتسويرها بالشباك كموقع اثري محل تنقيب مع  استحداث إدارة  داخل الموقع وصيانة  القطع الاثرية التي يتم العثور عليها داخل  الموقع ،  ويقول  بدوس :”بان الموقع الاثرية  يشمل  مساحة اخرى كبيرة  تمتد  من الموقع الاثري بصبر وحتى منطقة المشقافة الواقع شمال منطقة الفيوش، وفي هذا الموقع عثر  على العديد  من القطع الاثرية ذات القيمة الاثرية التاريخية  العظيمة”.

 

العثور على المعبد

واضاف لـ”الأمناء”  بدوس عن  العثور اثناء فترة التنقيب على معبد  تحت  الأرض مبني من الطين، وقامت  البعثة الالمانية  بتوثيق المعبد وتسويره ويعتبر جزء من مساحة الموقع الاثري،  وهو بناء طيني قديم  كان  مطمور بالرمال، وتمكنت البعثة  من  اكتشافه وتحديده وكان معبد واضحاً  حافظت واوصت البعثة  بضرورة  المحافظة  على هذا  المعبد كموقع  اثري نادر وقديم  جداً  ما قبل الميلاد، وقام  مكتب الاثار بالحفاظ  على المعبد  حتى ما بعد حرب 2015م، قام اخرين لا نريد ذكر اسمائهم بعملية  بيع  أرضية  المعبد  وجرف  وتدمير  المعبد والبناء بمكان  المعبد  منازل  شخصية.

 

عدم وجود مبنى

وعن مصير  القطع  الاثرية مع الحرب، قال بدوس لقد  قمنا  بقدر المستطاع  بالحفاظ  على ما تم  الحصول علية من قطع  اثرية  بجهود  شخصية، ونحتفظ  حالياً  ببعض القطع الأثرية  كحق  عام ،  مع  انه  البعض  قام بفترة الحرب بالاعتداء وتدمير العديد من  تلك القطع او بيعها بثمن  بخس  مع الانفلات الأمني وعدم  وجود الدولة، كما هو  حاصل اليوم  بالبيع  والشراء  داخل  هذا  الموقع  الاثرية.

 

مناشدة الوزير

رئيس قسم الفنيين  بمكتب الاثار  بلحج، اطلق  عبر “الأمناء” مناشدة  عاجل  إلى معالي وزير الثقافة ناشد فيها الوزير  بضرورة  النزول السريع  إلى الموقع الاثري بمنطقة  صبر  مديرية  تبن  بلحج ،  لمشاهدة  ما يحدث  داخل  الموقع  عن  قرب  واتخاد الاجراءات الرادعة والعاجلة  بحماية  الموقع  الاثري  وهدم  الاعتداءات التي شيدت  بداخله دون وجه  حق  ومحاسبة  من قام أو تواطؤ في هذا العبث والتدمير والتخريب  بداخل  الموقع  الاثري،  واضاف بدوس في نهاية المناشدة للوزير :”اللهم  فأشهد”.

 

دور اليونسكو

تعتبر منظمة اليونسكو منظمة تهتم بالآثار والمواقع  الاثرية  من خلال الرعاية  والحماية، ولكن دورها معدوم  فيما  يحدث بموقع  صبر  التاريخي ، ومن  خلال استطلاع  مع  عامة المواطنين  بالمنطقة  ناشدو  المنظمة  التدخل  بالإضافة  الى اعادة  احياء وتفعيل دور البعثة الالمانية للتنقيب عن  الاثار  بهذا  الموقع  من خلال استكمال مراحلها، معتبرين المواطنين الوزارة  وقيادة  المحافظة غير  قادرين  على حماية  الموقع  الاثري  ،  طالما  وصل الحال  بهدم  المعبد  وتحويل الموقع   إلى مساكن شخصية  بعد  القيام بعمليات  البيع  والشراء ، فالتدخل الاجنبي  هو  القادر  على حماية  المواقع الاثرية  بلحج  وغير  ذلك  فسوف  تشهد جميع  المواقع  الاعتداءات وتحويلها  الى مساكن  شعبية  عشوائية في ظل  الاوضاع  التي يمر  بها الوطن نتيجة  الحرب  التي اعلنتها المليشيات الانقلابية  منذ، مارس 2015 وحتى اليوم.

 

من  يحمي الاثار؟

من خلال هذا التقرير نرى الواجب الوطني بحماية المواقع  الاثرية يقع على الحكومة اليمنية وقيادة الدولة السياسية، فهل  قادر  حكومة  الدكتور معين عبدالملك من التدخل العاجل  بحماية  الموقع  الاثري بلحج قولاً وفعلاً ؟ او ستكتفي بالمراسلات والتوجيهات الورقية وتحويل مكتب  الاثار بلحج  الى  معرض  خاص لتلك التوجيهات الورقية بدلاً من القطع  الاثرية،  وترك الحبل على القارب باستمرار العبث  بالمواقع  الاثرية بلحج  والقضاء على  تاريخ  لحج  الحضاري  للأبد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى