أرشيف

الحراك الشعبي ضد الإمارات يتمدد إلى أبين.. الدلالات والأبعاد (تقرير خاص)

اخبار من اليمن لم تخف وطأة الاحتقانات في الشارع الجنوبي منذ تحرير القوات الحكومية بإسناد من القوات الاماراتية، مدينة عدن والمحافظات المجاورة لها في يونيو 2015. فخلال السنوات الأربع تصاعدت حالة الاستقطاب والصراع بين المكونات الجنوبية، على المستويين السياسي والقبلي، الذي ساهم في تغذيته قطبي التحالف “السعودية والإمارات”.

وعلى الرغم من إفساح الرياض الطريق أمام أبوظبي في إدارة المشهد جنوب اليمن، إلا أنها لم تترك الساحة كلياً لحليفتها التي تسابق الزمن في تحقيق اطماعها والتهيئة للإنفصال والسيطرة على مقدرات البلد من خلال دعمها لما يسمى بـ”المجلس الانتقالي”، كقوة جديدة تملك نفوذاً عسكرياً، إلا أن السعودية ظلت متمسكة بدعم الشرعية، وكيانات مناهضة للتوسع الإماراتي.

وبحسب محللين سياسيين، فإن اللقاء الموسع الذي عقد اليوم في محافظة أبين، وحضره نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية، أحمد الميسري، مع جموع من وجهاء وأعيان محافظة المحافظة، يأتي ضمن مساعٍ وتحركات تهدف لسد حالة الفراغ الذي تعيشه المحافظات الجنوبية، وتدعيم حضور الدولة.

وأعلن اللقاء الموسع رفضه الوصاية واحتكار تمثيل الجنوب في فئة او مكون واحد، ومواجهة من يريد إدخاله في صراعات لا تنتهي.

 

تدعيم حضور الدولة

نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، احمد الميسري، قال في كلمته التي القاها في الحفل، إن المرحلة هي استعادة وبناء الدولة، داعياً الشخصيات الاجتماعية والوجهاء ان يكونوا السند في بناء الدولة التي استلبتها مليشيا الحوثي الانقلابية.

ولفت إلى أن أبين تعرضت لحربين مدمرتين متتاليتين لذلك يجب ان يتعاون الجميع لبناء الدولة وان يكون الوجهاء والأعيان سندا قويا لأبين التي تحتاج لمشروع بناء كبير بعد ان تسببت الحربين في تدمير الكثير من مؤسسات الدولة.

من جانبه أكد محافظ ابين اللواء الركن ابو بكر حسين أهمية انعقاد اللقاءات مع الشخصيات الاجتماعية التي تعول عليها السلطة المحلية دورا كبيرا في مساندة الجهود الحكومية في مواجهة الاختلالات وتحقيق الأمن والاستقرار في المحافظة.

 

محاصرة أدوات الإمارات

وعن دلالات اجتماع وجهاء أبين، أِوضح المحلل السياسي اليمني، عبدالرقيب الهدياني، بأنه تحرك مجتمعي لتثبيت الدولة وقيام المؤسسات وعدم ترك المحافظات للفراغ وهي التي تعاني منذ 8 سنوات متواصلة.

وأكد الهدياني في تصريح خاص لـ”اليمن نت”، بأن اللقاء سيتكرر في محافظات أخرى كشبوة ولحج وحضرموت لمحاصرة ولسحب البساط على دعاة الفوضى والشعارات النزقة، في إشارة منه إلى المجلس الانتقالي وميليشيات الحزام الأمني.

وقال إن أبين تنظر جنوب غرب الى عدن وهي تغرق في الفوضى والعبث بسبب غياب مؤسسات الدولة وسيطرة الميليشيات، وتنظر ايضا شرقا الى شبوة الذي لا يختلف حالها عن عدن، ومؤخرا ارتكبت ميليشيات النخبة الشبوانية مجزرة في منطقة الهجر بدعوى مكافحة الارهاب.

لافتاً إلى أن هذا الواقع المؤلم الذي يحيط بمحافظة ابين شرقا وغربا جعلها تطلق نداء استغاثة وإنذار وتبحث عن الدولة باعتبارها الملاذ الآمن، وقال بأن بيان ملتقى أبين اكد على ضرورة ان تكون مهمة مكافحة الارهاب من اختصاص الدولة وليس غيرها كما حدث من مجزرة  في شبوة.

ويعتقد الهدياني بأن الدولة تعلم جيدا ان مشكلات محافظات الاقليم الشرقي شبوة والمهرة وحضرموت لها علاقة بعدم استقرار ابين، داعياً الى تطبيع الحياة فيها وتقوية مؤسسات الدولة لتكون بمثابة جدار صد يمنع عبور الفوضى والعبث والارهاب والتمرد القادم من البيضاء وعدن ولحج والضالع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى