أرشيف

مدير مكتب الأوقاف بعدن في حوار صريح مع "الأمناء": هذه حقيقة الصراع وتفاصيل ما يدور في العاصمة عدن

اخبار من اليمن تحدث عن لوبي الفساد وقال بأن هناك جهات لا تريد الخير لعدن وكشف أسباب منع وضع صناديق التبرعات في المساجد ..

مدير مكتب الأوقاف بعدن في حوار صريح مع “الأمناء”: هذه حقيقة الصراع وتفاصيل ما يدور في العاصمة عدن

2018/11/25م الساعة 07:32 PM (الأمناء / حاوره/ هويد الكلدي 🙂

في ظل حرب قائمة وفوضى عمت جميع أراضي الجنوب عقب أحداث مارس 2015 وانتشار الجماعات المتطرفة والمتشددة بقواها, كان مكتب الأوقاف والإرشاد في العاصمة عدن أول منشأة حكومية داخل البلاد تستأنف العمل، وذلك في 24/11/2015 عقب عام من الانتصار على الجماعة الانقلابية المتمردة في عدن.

فبعد تكليفه بإدارة المكتب ، كان الشيخ د. محمد حسين الوالي استلم مكتب الأوقاف من قبل مجموعة من المسلحين سيطرت عليه بتمركزها المسلح.

خطوات أولى قام على تنفيذها مباشرة باستدعائه جميع موظفي مكتب الأوقاف والإرشاد لمباشرة عملهم في المكتب رغم الظروف الصعبة والإمكانيات الشحيحة, سوى بدعم أهلي قام بتدبيره د. الوالي (كاستعارة) من قبل مقربين له حتى يتمكن المكتب من النهوض والعمل.

وفي ظل تلك الظروف العصيبة كان وزير الأوقاف السابق أمر بإغلاق مكتب أوقاف عدن وترك العمل فيه, دون أن يعلم ما أسبابه وما الذي يريده ، إلا أن الدكتور الوالي عزم على تطبيع الحياة ومزاولة العمل في عدن مهما كانت الظروف , توثيقا لكون عدن هي العاصمة في الوقت الراهن.

وفي ظل مرحلة عصيبة واجهها مكتب الأوقاف كان لعيدروس الزبيدي محافظ عدن (سابقا) دورًا بارزًا في دعمه.

ما يقارب من مائة وأربعين موظفًا هم نواة المكتب يعملون بجدية في وجود إدارة تريد الجدية في العمل، وكان للأئمة والخطباء النصيب من تحسن الإعانات الشهرية أفضل مما كان عليه في السابق وبالإمكانيات المتاحة حاليا.

“الأمناء” أجرت حوارًا مطولًا مع مدير مكتب الأوقاف الشيخ د. محمد حسين الوالي، فإلى نص الحوار:

 

 

 

? دكتور محمد ، متى بدأتم بمزاولة العمل لإدارة مكتب الأوقاف وا?رشاد؟

كلفت بالعمل في 24/11/2015م ، وأول شيء قمت به استلام مبنى مكتب الأوقاف من جماعة مسلحة تسيطر عليه وكما لا يخفى عليكم الأوضاع في تلك الفترة صعبة جدا ومخيفة ، وكانت استثنائية ؛ حيث كانت معظم منشآت الدولة تقبع تحت سيطرة مسلحين ومتطرفين.

 

? كيف استطعتم استلام المكتب في ظل عدم وجود دولة؟

 في تلك الأيام، أيام المحافظ الشهيد جعفر محمد سعد رحمه الله، كان مبنى المحافظة تحت سيطرة مسلحين وكذلك كان الحال  في مكتب الأوقاف ، لكننا خلال تفاوضنا المتعدد مع من كان يسيطر عليه استطعنا إقناعهم وأخذنا المبنى بشروط ذكروها.

 

? ما أبرز الأعمال التي قمتم على تنفيذها منذ توليكم الإدارة؟

الأعمال والحمد لله كثيرة، لكننا نذكر أهمها:

– قمنا بإعادة مكتب الأوقاف مبنى وإدارة إلى وضعه الطبيعي.

– وضعنا خطة مرحلية للعمل – مع هذه الظروف الاستثنائية- وجعلنا من أهم أهدافنا المرحلية، ما يلي:

1- القضاء على الفكر المتطرف الذي زرع برعاية وعناية من النظام السابق.

2- نشر روح الإخاء والتسامح والاعتدال في المجتمع مع تمكين هذا الفكر الوسطي المعتدل من المساجد وكل المنابر الدعوية.

– قمنا بإعطاء حوافز مادية لكافة الموظفين لأجل الجدية في العمل.

– قمنا بصيانة وترميم بعض المساجد المتضررة، ويمكن مسجد النور يعد المثال الأبرز في ذلك.

– أغلقنا أو سددنا الثغرات التي يستغلها البعض من وضع صندوق التبرعات في المساجد والذهاب بها إلى جهات غير معلومة.

– قمنا بحصر ومراقبة جميع الحلقات ومدارس تحفيظ القرآن الكريم والذي كان يستغله النظام السابق لتفريخ المتطرفين.

– فتحنا قسمًا للإرشاد وضمينا فيه أكثر من ستين شيخًا وداعية وأوكلنا لهم مهمات عديدة.

– فعلنا قسم الإفتاء في المكتب وضمينا له ستة مشايخ مفتين إضافة للمفتي السابق المعتمد للمكتب وفتحنا صفحات خاصة بالإفتاء في وسائل الاتصال الحديثة ليسهل تواصل الناس مع المشايخ.

 وهناك الكثير من الأعمال ولدينا تقرير مفصل وشامل يشرح إنجازات ثلاثة أعوام ما لم يعمله السابقون خلال عشرين سنة مضت.

 

? حدثت حرب في نهاية 2015 وكنتم أول منشأ حكومي يستأنف العمل.. هل وجدتم المكتب كما هو وبكل وثائقه وأوراقه؟

مكتب أوقاف عدن الكائن في مديرية المعلا نال النصيب الأكبر من الخراب ,حيث دمر جزء كبير منه ونهبت معظم ممتلكاته وأتلف ما تبقى منه، ولذا قمنا بالمحافظة على ما هو موجود وحصره وجرده.

 

? يعلم الجميع أن مكتب الأوقاف كان تحت إمرة عصابة وقوى متحزبة ، فكيف أصبح اليوم؟

 اللوبي والشبكة الفاسدة السابقة لا زالت قائمة وموجودة ولها تواصل مع من يشنون حربهم علينا، لكننا بحمد الله تعالى لم نترك لهم فرصة واستطعنا سد جميع الثغرات وقطعنا حبال شبكة الفساد المنسوجة وقضينا على الفساد والحمد لله.

 

? عند مدارس تحفيظ القرآن في عدن هل جميعها تخضع لمكتب الأوقاف؟

نعم أغلبها ؛ لكن بعضها تتبع جهات معنية وقد كانت من قبل مأوى  للمتطرفين، فمنها ينسجون خيوط شبكتهم، ويستخدمونها عشاً يفرخون بها أتباعهم ويغسلون أدمغتهم حتى يصير الشباب بلا عقول فيستخدمونهم بالأمور المخالفة التي تضر بالبلاد والعباد من عمليات انتحارية واغتيالات ونحو ذلك.

 

? ماذا عملتم حينها؟

قمنا بإلغاء كافة التصاريح السابقة لجميع المدارس ومن أراد فتح مدرسة تحفيظ يأتي إلى مكتب الأوقاف والإرشاد، ومنحنا الترخيص للمدارس المعروفة بسلامة منهجها عند الناس.

لكن بعض المدارس حين أن رأت التشديد في منح التراخيص لدى مكتب الأوقاف والإرشاد م/ عدن اتجهت إلى جهات أخرى كوزارة التربية لشرعنتها.

 

? لماذا الصراع على مكتب الأوقاف والإرشاد؟

هناك جهات لا تريد الخير لهذه البلاد بل اعتادت على النصب والاحتيال وعاشت على الفساد والمال الحرام فحينما ذهب كل هذا عنها وأغلقنا الحنفية عليهم وأفلت المكتب من أيديهم صاروا يحاربونا بشتى الوسائل من تشويه وتحريض ونحوها حتى أنهم يقولون: (سنجعله يترك المكتب من ذات نفسه).

وبعد تلك التصرفات والتهديدات والأهازيج قلت حينها “لن يهدأ لنا بال ولن نترك لهم فرصة ما دام فينا عرق ينبض”، كل ذلك من أجل هذا الدين القويم وكذا من أجل هذه المدينة (عدن) التي أعطتنا الكثير والكثير، أفلا نرد لها بعض جميلها؟.

 

? كيف توصف لنا المكتب في ظل وجودك؟

تجوّل بنفسك بالمكتب وسترى بعينيك واستمع لما يقوله الموظفون، فليس الخبر كالمعاينة ولا من رأى كمن سمع.

وبرغم الصعوبات التي نواجهها لكن أعتقد أن مكتب الأوقاف والإرشاد حقق مالم يحققه غيره والحمد لله.

 

? ماذا عن صناديق التبرعات التي كانت منتشرة في المساجد، هل عملتم شيئا حول ذلك؟

نعم ؛ فقد منعنا وضع صناديق جمع التبرعات في المساجد وذلك لأن الأموال التي تجمع تذهب إلى أماكن مشبوهة أو غير مضمونة الجهة، ومما يذكر في هذا أن إحدى الجمعيات طالبتني بوضع تعميم للتبرع لجهة خارج البلاد، فقلت لهم خيرًا إن شاء الله، وكانت الأوضاع حينئذ صعبة ، فكنا نقدم التعميمات الأشد أهمية مما يتناسب مع الوضع، فرجعوا إليّ أصحاب تلك الجمعية، لماذا أخرتم التعميم لجمع التبرعات للأقصى؟، فحينها رددت عليه وقلت له: “تعرف حال الناس الآن ونحن خارجون من حرب مدمرة بل لا زالت الحرب في أطراف المدينة، والنازحون إلى عدن والمحتاجون كثير، فأيهما أولى بجمع التبرعات الأقصى أم عدن؟ ثم من سيتبرع لك والناس حالتها في الحضيض؟”. فقال لي كلمة – والله- صعقتني صعقا: “كم تريد من النسبة، سنعطيك نسبة منها”. فهنا قلت له: “قف .. حسبك ولا كلمة بعد هذا الكلام”.

فهذه كبيرة والله، وعزمت على إصدار تعميم بمنع وضع الصناديق لجمع التبرعات في المساجد إلا بإذن من الأوقاف، والذي يريد يتبرع ليس ضروريا أن يكون عبر صناديق التبرعات، فممكن أن يذهب بنفسه إلى من يثق به، وننزه المساجد عن مثل هذه الأمور، ناهيك أن بعض المال يذهب في طرق مشبوهة وأيدٍ متطرفة تعبث بأمن البلاد والعباد.

 

? مع غياب السلطة والأمن حضر باسطو الأراضي.. هل تعرضت أراضي الأوقاف للنهب؟

بلا شك ، بل هذا كثير جدا عندنا، وقد ناشدنا الجهات المختصة للتدخل ورفعنا تقارير وخاطبنا الوزارة لكن دون جدوى، ولذلك نحن نحذر من يقوم ببيع أراضي الأوقاف عليه أن يعود لمكتب الأوقاف م/عدن ، وحق الله لن يضيع عاجلا أم آجلا.

 

? المحلات التابعة للوقف قصة لها تفاصيل.. كيف توضح لنا هذا الملف؟

هناك تراكم كبير جدا وتباطؤ في استخلاص مستحقات الوقف منذ أكثر من عقدين من الزمان، كل ذلك بسبب المحصلين السابقين وعدم جدية من الإدارات السابقة حتى امتنع مستأجرو محلات الوقف من الدفع بحجج واهية، فجلسنا مع من جلسنا معهم، وأقنعناهم، وغيرنا بعض المحصلين المتسببين في هذه المشاكل، وعالجنا كثيرا من الأمور والمشاكل المزمنة التي لها سنوات طوال والحمد لله.

 

? في ظل ازدياد وتيرة الاغتيالات للأئمة والخطباء، هل كان لكم تحرك إلى جهات معينة؟ وماذا عملتم حيال ذلك؟

بلا شك أننا ذهبنا إلى جميع الجهات المعنية، ولم نترك أي باب إلا وطرقناه، فخاطبنا المحافظ والوزير، ثم ذهبنا إلى مدير أمن في عدن، ثم إلى وزير الداخلية ثم إلى رئيس الوزراء، ثم جلسنا مع قادة التحالف العربي، ثم وصلنا إلى فخامة رئيس الجمهورية، فطرحت موضوع تأمين الأئمة والخطباء وتوفير الحماية الكافية لهم، ووضعت بعض المقترحات والحلول، لكن للأسف فالجميع يعاني من مشاكل وأزمات فرضتها المرحلة.

 

? انتشار الحبوب المخدرة في عدن قضية رأي عام.. ماذا قدمتم؟

في الفترة السابقة وقبل انتشار هذه الحبوب في العاصمة عدن عملنا بصمت في بداية الأمر من خلال إصدار تعاميم ضمنية غير مباشرة في الخطب تناولت الموضوع كذا في كلمات ومحاضرات يلقيها مرشدو الأوقاف في المساجد وبعد أن تفاقم الأمر وأصبح علنيا فحينها كان لابد أن تكون التعاميم صريحة ومباشرة للمساجد في الجُمَع وغيرها من الأوقات، وهذا ما كان منا قبل أيام قلائل.

 

? لماذا لا تفتح وزارة الأوقاف مقرًا رئيسيًا في عدن؟

هذا السؤال يوجه للوزارة، فنحن ناشدناهم بهذا أنه لابد من فتح مقر رئيسي للوزارة أو يعتمد مكتب أوقاف كمقر رئيسي لقضاء حاجة الناس الكثيرة، فالموظفون يأتون إلينا من جميع محافظات الجمهورية من أجل رواتبهم أو نحو ذلك، ونحن لا نستطيع قضاء حوائجهم لأنه ليس لدينا الصلاحيات، ولو كان هناك مقر رئيسي للوزارة لزالت جميع الإشكالات، وقل مثل ذلك في قطاع الحج والعمرة، فلو كان هناك مقر رئيسي للقطاع في عدن لكان في ذلك خير كبير للناس.

 

? في الختام .. وسائل إعلامية وقوى شنت هجومها بقوة على حضرتكم، لماذا؟ ولمصلحة من؟ وكيف اختفت الآن؟

هناك جهات حزبية فقدت مصالحها، ورأت في وجودي عائقا لتحقيق مآربها، فقد كانت من قبل الآمرة الناهية، وكل ما تقوله ينفذ دون سؤال، لكن حينما تساوت مع الناس هاجت وماجت وشنت الهجوم علينا، وذلك لأنهم يعملون تحت قاعدة “من لم يكن معنا فهو ضدنا وعدونا” ، هذا مبدأ عندهم، وكم مددت يدي للجميع وقلت لهم نتعاون جميعا على الخير، لكن دون جدوى تذكر، إذ لابد أن يكون المرء تحت عبايتهم وينفذ جميع ما يملونه دون نقاش، وهذا  أمر مرفوض بالنسبة لنا، فنحن نخدم الجميع دون استثناء، والحمد لله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى