أرشيف

هل يقود طارق عفاش الشمال نحو الانفصال؟ وهل تكون الحديدة عاصمته؟

اخبار من اليمن هل يقود طارق عفاش الشمال نحو الانفصال؟ وهل تكون الحديدة عاصمته؟

ملامح ومعالم تلوح في الأفق قد تتجلى صورتها ويفصح عنها في قادم الأيام وتزيح وتعصف وتضرب كثيرًا من المعطيات والأحداث عرض الحائط السياسي والعسكري.

ما قد تفرزه قادم المرحلة تلوح كثير من مؤشراتها، وأصبحت حقيقة حتمية وعامل وقت ليس إلا، قد يُفصح أنه قريبا، فبعد أربع سنوات ونيف من الصراع والنزاع والركود والخمول على أبواب وأسوار الحسم العسكري في الشمال وانسداد كل الطرق المؤدية إلى الحلول والمخارج على طاولة الحوار السياسي, قد تسلك قوى سياسية طرقًا بعيدة كل البعد عن معترك ونفق (الحلول) العسكرية وتأخذ سبلًا وطرقًا ومنعطفات تختصر كثيرًا من عمر ومنعطف المرحلة.

وقد يخطط ويرسم في قادم الأيام فرضية ووقائع على أرض الواقع تهدف إلى قلب التوقعات والمعطيات في المشهد والساحة السياسية من قبل قيادات وشخصيات “الشمال”.

وقد يستخدم الشطر الشمالي عمليات بتر واستئصال “سياسي” من شأنها أن تقلب الطاولة السياسية والعسكرية وترسم ملامح ومعالم خارطة جديدة تطفو إلى سطح الأزمة اليمنية.

قد يلجأ الشمال إلى قلب التوقعات والتخمينات ويذهب إلى صلب المشكلة وحلها النهائي الذي ظل عالقًا طيلة عقود وأزمنة وحقب وأنظمة ماضية منذ التوقيع على الوحدة اليمنية.

كل المؤشرات والمعطيات توحي بحدوث ما لم يخطر على مخيلة وعقلية كثير من المحللين والمراقبين في الشأن والمشهد اليمني.

الكل ذهب إلى التركيز على كيفية، ومتى، وتوقيت انفصال الجنوب عن الشمال، ولم يطرح أو يدور في مخيلة الكثير انفصال الشمال عن الجنوب وإمساك الشمال بزمام مبادرة الانفصال عن الجنوب، تلك كانت الجزئية الغائبة عن السواد الأعظم في الشمال والجنوب.

ولكن اليوم ومع تبعثر أوراق وأدوات الشمال، ومع تفرق وتجزئة الشمال، ومع خيبة الأمل وتقطع السبل في الوصول صوب الجنوب بعد وعورة وتغيير المتغيرات والمعطيات العسكرية والسياسية, أصبح لم يعد من خيار أمام “الشمال” والتخلص والإفلات من المشروع الإمامي الكهنوتي الحوثي الطائفي إلا إيجاد حلول بديلة بعيدة عن الجنوب، وتلك الحلول تكمن في حتمية انفصال الشمال عن الجنوب والإبقاء على أقل الخسائر الممكنة وحفظ ما تبقى من شكل الدولة والجمهورية  ومؤسساتها ومرافقها بدعم وإسناد دولي.

ما يلوح الآن ويعد وتفوح روائحه وتتجلى صورته هو كيفية مساعدة ووصول الشمال صوب الانفصال عن الجنوب بأقل الخسائر وأقل التكاليف واختصار الطرق والمسافات بغية الوصول إلى ذلك.

فهل يعلن الشمال الانفصال ويأتي انفصال الجنوب على طبق من ذهب للجنوبيين؟!.

 

طارق عفاش يقود الشمال نحو الانفصال

منذ أن أفلت من قبضة انقلابيي صنعاء واستطاع النفاذ بجلده من موت محقق بعد أن ترك خلفه عمه (صالح) يواجه مصيرًا محتومًا وقتلًا مؤكدًا على أيادي حركة أنصار الله, وبعد أن تأكد أن إله “هبل” سقط صريعاً أسرع طارق “عفاش الصغير” مهرولاً ومسرعاً صوب أحضان التحالف العربي والارتماء في أماكن الدفء والأمان في العاصمة المؤقتة عدن.

ذهب وعمل “عفاش الصغير” على لملمة “أيتام” و”أرامل” وبقايا وركام وأكوم الهالك “صالح” من الحرس الجمهوري بعد تفاهمات واتفاقيات مع التحالف العربي تنص على التوجه صوب جبهات الشمال وحدود الشمال وتحديدًا الساحل الغربي.

كل الدعم من العتاد والسلاح والدعم اللوجستي والإسناد المنقطع النظير لم يشفع للحكومة الشرعية في استخراج جواز وصك اعتراف من عفاش (الصغير) حيث يرفض طارق عفاش الاعتراف بهادي وحكومته وشرعيته على عرش الحكم.

كل ذلك فتح أمام الكثير من المراقبين والمحللين حتمية قيادة طارق عفاش لمشروع يهدف إلى فصل الجنوب عن الشمال والسيطرة على الشمال عسكريا بعيدا عن الجيش الوطني الذي يقوده هادي, وتسليم الشمال إلى(طارق) وفقاً لتفاهمات واتفاقيات تعصف وتبعثر أوراق الشرعية وحلفاءها في الشمال.

وأصبحت فرضية قيادة طارق عفاش لمشروع انفصال الشمال هي الحقيقة الحتمية التي تطفو على السطح وتتجلى صورتها في المرحلة الراهنة.

فهل يقود طارق عفاش مشروع فك الارتباط وانفصال الشمال عن الجنوب بدعم وإسناد “مبطن” دولي وإقليمي من تحت الطاولة السياسية في الأزمة اليمنية؟!.

 

هل تكون الحديدة عاصمة للشمال؟

يبدو أن الحديدة هي مربط الفرس بالنسبة للشمال ومفتاح الخارطة الجديدة التي يرتسم معالمها وملامحها من سواحل وشواطئ الخوخة.

وقد تكون الحديدة هي القشة التي تقسم ظهر انقلاب صنعاء وتعود به إلى الكهوف والثغور بحثاً عن المشروع والدولة التي يبحث عنها والعودة إليها.

قد تكون الحديدة هي عاصمة الشمال الجديدة ومنها ينطلق الانفصال العفاشي وفك الارتباط مع الجنوب.

أصبح ذلك جلياً من خلال العرض والحفل العسكري لقوات الحرس التابعة لطارق عفاش في منطقة “الخوخة” إحدى مديريات الساحل الغربي في محافظة الحديدة.

ما أكد ذلك الاحتمال وتلك الحتمية والحقيقة المتوقعة التي فقد تلعب على عامل  الوقت.

تلك التي في العرض والحفل العسكري، تدعو ودون مجال للشك عن بزوغ مشروع يقود الشمال إلى الانفصال واتخاذ من الحديدة عاصمة بديلة للعاصمة صنعاء ينطلق منها الانفصال الشمالي.

رسائل عديدة من أهمها حتمية وشيكة لانفصال الشمال, وهناك ترتيبات لذلك الانفصال وضوء أخضر دولي وإقليمي عن إعلان رسمي عن عودة دولة الجمهورية العربية اليمنية بقيادة عفاشية في قادم الأيام.

ومن هنا يتضح ويتجلى عن أن الحديدة هي منبع ومهبط وعاصمة الدولة العفاشية القادمة وذلك ما سوف تفرزه قادم الأيام.

 

هل أرغم الجنوب الشمال على الانفصال؟

أصبحت الصورة أكثر وضوحاً بعد حالة الضبابية التي كانت تخيم على الأوضاع قبل العام 2015م حيث على ما يبدو أن الجنوب أرغم الشمال وأوصله إلى خيار الانفصال على الرغم من محاولات مستحضرات التجميل السياسية التي استخدمت في التضليل على الأوضاع والواقع بعد العام 2015م.

حيث فرض الجنوب خيار الانفصال على الشمال وجعله يذهب إليه بعد التمكين والاستحواذ والسيطرة على الأرض وفرض سياسية الأمر الواقع على الأرض سياسياً وعسكرياً وتغيير مجريات ومعطيات وبوصله ومؤشر اللعبة.

فقد وضعت سياسية الجنوب الشمال في خندق المبادرة والإمساك في زمام الذهاب إلى الانفصال بدلًا من أن يذهب إليه الجنوب.

فكانت المحصلة بأن الجنوب أرغم الشمال على خيار الانفصال بعد إغلاق جميع النوافذ والطرق عليه سياسيا وعسكريا.

 

ورقة التحركات الدولية

إن كل المعطيات والمؤشرات الدولية توحي باقتراب وشيك واتفاق دولي إقليمي يفضي في نهاية الأمر إلى إيقاف الحرب الدائرة رحالها وترحالها اليمن، وتجنيب المنطقة والشرق الأوسط كوارث ومعطيات قد تعصف وتؤثر في المنطقة دوليًا وإقليمياً قبل أن تقضي على الأخضر واليابس داخلياً.

ويسعى المجتمع الدولي والإقليمي وبخطوات متسارعة إلى إرساء خارطة سلام في أسرع وقت, ونشر مراقبين دوليين, وقوات حفظ سلام دولية على خطوط التماس بين الشطرين.

تلك الورقة الدولية المتمثلة بالتحرك الدولي والإقليمي من نشر قوات بين الحدود ومراقبين قد تعطي صك وجواز الانفصال على أرض الواقع في قادم المرحلة، وسوف تفرض ترسيم ورسم الجغرافيا بين الشطرين والاستسلام إلى خيار الانفصال في نهاية المطاف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى