"الأمناء" تبحث في دلالات زيارة المبعوث الأممي الرابعة إلى صنعاء خلال شهر

اخبار من اليمن لماذا يتجاهل (جريفيثس) زيارة المحافظات الجنوبية؟وهل أصبحت الشرعية مهددة بالانقراض !
“الأمناء” تبحث في دلالات زيارة المبعوث الأممي الرابعة إلى صنعاء خلال شهر
2019/02/14م الساعة 07:35 PM (الأمناء / علاء عادل حنش : )
يواصل المبعوث الأممي لدى اليمن مارتن “جريفيثس” تجاهله لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، حيث أثبتت زيارته الأخيرة إلى صنعاء، والتي تُعد الرابعة خلال شهري يناير/ كانون الثاني، وفبراير/ شباط 2019م، للقاء بجماعة الحوثيين، بما لا يدع مجالًا للشك أن جريفيثس أصبح يرى أن الحوثيين طرفًا مهمًا وأساسيًا في تحقيق السلام في اليمن.
غير أن جريفيثس ذاته يتعمد غض الطرف عن الطرف المسيطر على الأرض في المحافظات الجنوبية (المحررة)، والمتمثل بالقوات الجنوبية، التي أصبحت رقمًا صعبًا في المعادلة السياسية في البلاد، وأصبح تجاهله ينذر باندلاع حرب كبرى في البلاد.
وفيما يخص “الشرعية”، فتجاهل جريفيثس لها جاء بعد فشل الشرعية الكبير، ولكونها ليست فعالة على الأرض، ولا تمتلك غير اسمها في تسويق نفسها داخليًا ودوليًا.
وكان المبعوث الأممي مارتن جريفيثس وصل الاثنين الماضي إلى صنعاء قادمًا من العاصمة الأردنية عمان للقاء قيادات حوثية في محاولة منه لبحث تنفيذ اتفاق السويد، الذي يقضي بضرورة خروج الحوثيين من موانئ الحديدة، الأمر الذي لا يبدي الأخير تجاوبًا معه.
ولحق بجريفيثس إلى صنعاء رئيس لجنة إعادة الانتشار وفريق المراقبين الدوليين في محافظة الحديدة الدنماركي مايكل لوليسغارد، الذي وصل الاثنين الماضي قادمًا من العاصمة عدن.
وقالت وكالة “الأناضول” إن لولسيغارد سيلتقي المبعوث الأممي جريفيثس لعقد مباحثات حول مستجدات الأزمة اليمنية، وسبل تنفيذ اتفاق ستوكهولم، بالإضافة إلى عقده عدد من اللقاءات مع مسؤولين حوثيين لمناقشة الأمور ذاتها.
انقراض الشرعية
مراقبون سياسيون أكدوا أن التغيير الكبير الذي حدث في سياسة ونهج قناة “الحدث والعربية” مؤخرًا سيؤثر كثيرًا على الشرعية، التي أصبحت مهددة بالانقراض فعليًا؛ لا سيما بعدما أصبحت غير قادرة على التحكم بكل مجريات الحياة العامة في المحافظات الجنوبية التي تدّعي سيطرتها عليها.
وقالوا في أحاديث متفرقة لـ”الأمناء”، أن ثبات الجنوبيين ووحدة صفهم سيضيع الفرصة أمام الشرعية لتصدر المشهد السياسي، مشيرين إلى أنه حان الوقت ليتمكن الجنوبيون سياسيًا، خصوصًا مع التضحيات الكبيرة التي قدمها أفراد القوات الجنوبية من مقاومة جنوبية وألوية عمالقة والنخب الشبوانية والحضرمية والمهرية، التي تشكلت مؤخرًا بقوام أربعة آلاف جندي، وبدأت في الانتشار في 11 فبراير/شباط الجاري، وغيرها من القوات الجنوبية المنتشرة في المحافظات الجنوبية.
وأكدوا أن على العالم الاعتراف العلني بعدالة قضية الشعب الجنوبي، ووضعها محورًا أساسيًا في أي مفاوضات قادمة.
وحذر المراقبون السياسيون من عواقب تجاهل القضية الجنوبية لا سيما وأن الحوثيين يتمتعون بدعم إيراني كبير، ما يعني أن أي انسحاب للقوات الجنوبية من جبهات القتال سيلقي بظلاله على العملية السياسية، وسيجعل دول التحالف العربي في موقف صعب، خصوصًا وأن كل المقاتلين في جبهات القتال جنوبيون، عدا بعض المقاتلين القلائل المنحدرين من المحافظات الشمالية في بضع الجبهات.
ودعوا إلى ضرورة أن يُسمع الصوت الجنوبي في أي مفاوضات قادمة يرتب لها المبعوث الأممي مارتن جريفيثس، محذرين من تحجج الأمم بحضور جنوبيين غير مؤيدين للقضية الجنوبية بصفة الجنوب.
تجاهل زيارة المحافظات الجنوبية
مراقبون أكدوا أن عدم زيارة جريفيثس إلى المحافظات الجنوبية يأتي لعدم قناعته الكافية بالشرعية، متسائلين عن سبب تجاهله للقوات الجنوبية المسيطرة على الأرض.
وقالوا أن على جريفيثس إعادة النظر في حساباته السياسية، مالم فإن مصيره لن يختلف عن مصير المبعوثين الأمميين السابقين اللذين فشلا فشلًا ذريعًا.
الشرعية.. “كوز مركوز”!
وعلى نطاق واسع، يرجح سياسيون أن عدم مجيء المبعوث الأممي لدى اليمن مارتن جريفيثس إلى العاصمة عدن للالتقاء برئيس الوزراء في حكومة الشرعية د. معين عبد الملك أمرٌ في غاية الأهمية.
وقالوا، في أحاديث متفرقة لـ”الأمناء”، أن جهود ومساعي جريفيثس تعود إلى الوراء أكثر مما تتقدم إلى الأمام.
وأشاروا إلى أن تجاهل جريفيثس للشرعية يجعلها كـ”الكوز المركوز”، في إشارة منهم إلى عدم تواجدها على الأرض.
ورغم الهجوم الذي شنته الشرعية على جريفيثس، واتهامه بـ”عدم الجدية” في التعامل الحازم مع الحوثيين في تنفيذ اتفاق السويد في الحديدة، إلا أن سياسيين أكدوا أن ذلك فقط لـ”لفت الانتباه”.
حيث هدد وزير الإعلام في حكومة الشرعية معمر الإرياني بأن “صبر الحكومة على هذا التلاعب لن يطول”.
وقال الإرياني، في سلسلة تغريدات له على مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أن بيان الأمم المتحدة الأخير يُعد “انحيازًا واضحًا وفاضحًا لا يجب السكوت عنه؛ كونه يخالف الواقع على الأرض، حيث تستمر المليشيات الحوثية منذ شهرين في تعطيل تنفيذ اتفاقية السويد بشأن الوضع في الحديدة، وإعاقة إعادة الانتشار”.
وكان جريفيثس دشن سلسلة زياراته إلى صنعاء بعد أسبوع واحد على انهيار مشاورات (جنيف 3) التي لم تنطلق حينها في موعدها المقرر في 6 سبتمبر / أيلول من العام المنصرم، ما جعله يلجأ إلى تغيير موعد المشاورات والمكان، في محاولة منه لجمع طرفي النزاع، الأمر الذي نجح جريفيثس به من خلال عقد مشاورات في مدينة ستوكهولم السويدية منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي، غير أن بنود الاتفاق لم يُنفذ منه شيء.