الذكاء الاصطناعي.. ثورة مستمرة في قطاع الطب بالصين
اخبار من اليمن تشهد تطبيقات الذكاء الاصطناعي مزيداً من الانتشار في جميع أنحاء الصين، في ضوء المبادرة الوطنية التي تهدف إلى تعزيز الخدمات الصحية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ووفقاً لخبراء الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن يرتفع حجم القطاع الطبي في الصين إلى تريليون يوان، أي (144 مليار دولار) خلال 20 عاما مقبلة.
ويشير ديميتريس ميتاكساس، كبير علماء الصحة الذكية في شركة “SenseTime”، وهي شركة صينية متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي، إلى أن العنصر الأساسي في تطور القطاع الطبي هو تعلم الخوارزميات، ما يسمح للبشر باكتساب رؤى غير مسبوقة في عمليات التشخيص والرعاية والعلاج.
وأضاف ميتاكساس: “باستخدام كميات كبيرة من بيانات المرضى من الأجهزة الإشعاعية والباثولوجية والبيولوجية وغيرها من الأجهزة الطبية، تستطيع أساليب وتقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة تقديم رؤى جديدة حول الأمراض، التي لا يستطيع البشر تحديدها”.
وخلال مؤتمر الذكاء الاصطناعي العالمي الذي عقد في سبتمبر/أيلول الماضي بمدينة شنجهاي، كشفت شركة “SenseTime” النقاب عن النموذج الأول من منتجاتها الطبية للذكاء الاصطناعي “SenseCare”، والذي يوفر أدوات وأساليب استخباراتية محسنة يمكنها تعزيز الممارسة السريرية من خلال زيادة قدرات اتخاذ القرار لدى الطبيب السريري لكل من التشخيص والعلاج.
وحسب صحيفة “تشاينا ديلي” الصينية، فإن الحلول الذكية مثل النموذج الأولي لـSenseTime آخذة في الانتشار عبر الصين، في ضوء المبادرة الوطنية لتعزيز الخدمات الصحية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وفي أواخر 2017، طرحت شركة “تينسنت Tencent” الصينية العملاقة للإنترنت حل التصوير التشخيصي، الذي تدعمه تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويساعد في الكشف عن الأعراض المبكرة للسرطانات المختلفة.
وقال تشن قوانج يو، نائب رئيس تينسنت، إن البرنامج فحص مئات الآلاف من صور تنظير المعدة، ويعمل بدقة تزيد على 90%.
واستعرض أيضاً عملاق التكنولوجيا الأمريكي “مايكروسوفت” عضلاته في هذا المجال، إذ تعاونت الشركة مع “Airdoc” الصينية، وهي مؤسسة خدمات خوارزمية تقوم على التعلم العميق وتوفر حلول ذكاء اصطناعي الطبية، لتطوير نظام يمكنه تحديد إذا كان شخص ما يعاني من مرض السكري من خلال مسح شبكية العين فقط.
وامتلكت شركة “رويال فيليبس Royal Philips” الصينية، رائدة في مجال التكنولوجيا الصحية، حلولاً تشخيصية تساعد في الكشف عن الأعراض المبكرة لبعض الأمراض في الرئتين والثديين ومناطق أخرى.
ووفقاً لما ذكره أندي هو، رئيس الشركة الصينية، فإن الشركة تنفق 1.7 مليار يورو (1.92 مليار دولار) كل عام، أي نحو 10% من عائداتها العالمية على الأبحاث والتطوير، يتركز 60% منها على المسائل المتعلقة بالبرمجيات والذكاء الاصطناعي.
وقال هو إن “الاستراتيجية الوطنية للصحة الصينية لعام 2030 هي رؤية كبرى لتعزيز التنمية في مجالات الرعاية الصحية الرئيسية وتحسين نوعية حياة الناس، اعتماداً على تطبيقات الذكاء الاصطناعي”.
وفي برنامج بحثي مشترك مع مستشفى تشونجشان في شنجهاي، استخدمت رويال فيليبس معالجة اللغات الطبيعية لتخفيض الوقت اللازم لقراءة السجلات الطبية المكتوبة بخط اليد والمخططات التشخيصية.
وفي الوقت نفسه، ساعدت تقنية التعرف على الصوت أيضاً في تحسين عملية التوثيق السريري من خلال العمل مع أكثر من 100 مستشفى على مستوى البلاد، إذ عززت شركة التعرف على الصوت الصينية “iFlytek” سير العمل، من خلال السماح للأطباء بتسجيل تشخيصهم باستخدام الصوت، والذي يجري تحويله إلى نص في الوقت الحقيقي، ما يجعل ليس هناك حاجة لقراءة ملاحظات أو وصفات مكتوبة بخط اليد بعد ذلك، حسب ما قال شيه جيه، مدير التسويق في “iFlytek”.
وحسب الصحيفة، فإن التحسن المستمر في الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحسن أيضا خيارات العلاجات الشخصية الحالية للمرضى، على سبيل المثال في جراحة العظام، تستخدم تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لإنشاء أجزاء جسم جديدة للمرضى الذين قد يحتاجون إلى الخضوع لإجراءات مثل استبدال المفصل الكامل.