"العثمانيون الألمان".. ذراع إردوغان الإرهابية في برلين

اخبار من اليمن احترف إردوغان صناعة الميليشيات والجماعات السرية، وكلف رئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان بالإشراف عليهم وتكليفهم بكل ما هو جديد، وكان الهدف من وراء ذلك استخدام تلك التنظيمات في تصفية الحسابات مع الخصوم السياسيين، ما يعد أحدث صيحة لأشكال الإرهاب الدولي.
التنظيم السري يطلق عليه “العثمانيون الألمان”، ويتخذ من نادي الملاكمة في مدينة ديتزباخ في مقاطعة “هيسن” مقرًا له، ويطلق عليه “نادي الملاكمة العثماني الألماني”، على غرار نوادي الشبيبة الصهيونية في البلدان العربية قبل إعلان إسرائيل، ويعد أبرز مؤسسي التنظيم محمد باغجي وسلجوق جان.
تأسس التنظيم العام 2014، ويعمل غالبية أعضائه موظفين أمن، وتقدر أعدادهم بـ 500 شخص، في حين يقول مدير أمن “ولاية هيسن” أودا مونخ إن عددهم يصل إلى 1500، وينشطون في ما لا يقل عن 22 منطقة بألمانيا.
تسربت رائحة الخطر من هذا التنظيم، من بين أوراق تحقيقات أجرتها الشرطة في برلين، على خلفية أعمال عدائية، وجاء في التحقيقات: “العثمانيون الألمان نفذوا أعمالًا عدائية ضد عناصر حركة الخدمة التركية المعارضة، التابعة للداعية فتح الله غولن، وكذلك استهدافوا أفرادا من حزب العمال الكردستاني في ألمانيا، إلى جانب الاعتداء على شخصيات يسارية ألمانية دأبت على انتقاد إردوغان”.
نفذت السلطات الألمانية عمليات دهم لمقرات إقامة عدد من أفراد التنظيم في نوفمبر 2017، ووجه لهم القضاء تهم غسل أموال وتجارة سلاح ومخدرات، إلى جانب القيام بعمليات ابتزاز وتزوير مستندات، وزجت المحكمة بزعيم التنظيم محمد باغجي في سجون ألمانيا على خلفية تلك الاتهامات.
ساند “العثمانيون الألمان” حزب “العدالة والتنمية” في الانتخابات البرلمانية التي تم عقدها في نوفمبر 2015. وتتبعت السلطات الألمانية المكالمات الهاتفية التي كان يتلقاها الزعيم باغجي وأعضاء من التنظيم خلال العام 2016.
كشفت الاتصالات الهاتفية عن تلقي أعضاء من التنظيم تعليمات غير قانونية من نائب حزب “العدالة والتنمية” متين كولونك صديق إردوغان، وتضمن أحد هذه التسجيلات تكليف باغجي باستهداف سياسي ألماني، بسبب انتقاده وإهانته للرئيس التركي، وأسند باغجي المهمة لشخص يدعى إلكاي أريني.
20 ألف يورو من “كولونك”
يشغل متين كولونك منصب نائب رئيس العلاقات الخارجية بحزب “العدالة والتنمية”، وهو نائب برلماني عن مدينة إسطنبول. وتوصلت أجهزة الأمن الألمانية إلى تقديم كولونك مبلغ 20 ألف يورو إلى أعضاء التنظيم لشراء أسلحة نارية، وتابعت الشرطة عملية شراء ونقل السلاح، وتم توقيف كولونك، لكنه زعم أمام النيابة الألمانية أنه قدم الأموال لإعانة بعض الأسر ذات الأصول التركية على تكاليف الحياة.
لعب النائب كولونك أيضًا دورا بارزا في المظاهرات الاحتجاجية التي وقعت عقب قرار البرلمان الألماني بالاعتراف بمذابح الأرمن 2016، وقال مسؤول ألماني يدعى هانس أولريتش رولسان، إن “العثمانيين الألمان” تنظيم شبه عسكري ينفذ أهداف إردوغان الخطرة.
أشار نائب حزب الشعب الديموقراطي آليجان أونلو، خلال إحدى جلسات البرلمان التركي، إلى الدور المشبوه الذي يلعبه تنظيم “العثمانيون الألمان”، قال إنه نفذ عمليات اغتيال في أوروبا، وتساءل: هل للتنظيم علاقة بوقائع الاغتيال التي يتعرض لها أتراك معارضون في أوروبا؟ وماذا عن علاقته بجهاز المخابرات التركي؟.
أكد أونلو أن التنظيم شُكل في مبنى جهاز المخابرات الوطني، وجرى استخدامه بشكل دوري من قبل مسؤولي الجهاز.
زيارة رسمية
خرجت صور توضح علاقة “العثمانيون الألمان” بشخصيات رفيعة في تركيا، وأظهرت اللقطات المصورة القيادي في التنظيم سلجوق جان شاهين، وعددا من أفراد الجماعة المسلحة، خلال زيارتهم لمقر مستشار رئيس الجمهورية للشؤون السياسية إلنور جفيك، الذي ارتدى خلال اللقاء قميصًا طُبع عليه شعار الجماعة،ما يعكس حجم تداخله معهم.
يعود نشر الصور عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إلى حركة ” النهضة الاجتماعية ” – جماعة قومية تأسست في 2016 على يد إلنور جفيك – وكتبت تعليقًا عليها تضمن: “استضاف مستشار رئيس الجمهورية للشؤون السياسية إلنور جفيك، القيادي في حركة “العثمانيون الألمان” وذلك في مقر رئاسة الجمهورية، وأكد إلنور على دعم المواطنين الأتراك الذين يكافحون بالخارج ضد المنظمات الإرهابية”.
كان من أهم الأسماء التي حضرت اللقاء القيادي بالتنظيم المسلح، سلجوق جان شاهين، وذلك بحسب موقع الأخبار التركي سوسياليست جازاتا. ويذكر الخبر أن التنظيم دعم حزب “العدالة والتنمية” في أنشطته الميدانية في ألمانيا؛ بتوجيه من رجل أعمال ولاية ريزا التركية سردار أكشي أوغلو – أحد المقربين من إردوغان -.
قاد شاهين الذي جرى التحقيق معه عدة مرات في مراكز الشرطة الألمانية مسيرات تحريضية ضد عناصر حركة “الخدمة” ونشطاء أكراد، وذلك بدعم من “لجنة الأتراك الجدد في أوروبا” – جماعة تشرف عليها المخابرات التركية ومقرها ألمانيا – وذلك بحسب موقع أودا تي في.
أما إلنور جفيك فاشتهر بكونه أحد الأسماء المعروف عنها مشاركتها في الفعاليات والعمليات المناهضة للأكراد، وعمل مستشارا سياسيا للرئيس التركي السابق سليمان دميرل، بين عامى 1993 و2000.