"الأمناء" تنشر تقريرًا مطولًا عن مؤامرة قتل الرئيس الحمدي والمشتركين في تنفيذها (الحلقة الأولى)
اخبار من اليمن من جهز صالح للرئاسة بدلا عن الحمدي؟ وكيف وقف الأحمر ضد الحمدي؟
“الأمناء” تنشر تقريرًا مطولًا عن مؤامرة قتل الرئيس الحمدي والمشتركين في تنفيذها (الحلقة الأولى)
تم إعداد علي عبدالله صالح كرئيس بديل للحمدي والغشمي في أسمره بأيدٍ إسرائيلية. نفوذ أحمر حاشد ووقوفه حجر عثرة في طريق التصحيح اضطر الحمدي إلى تقوية نفوذ الغشمي وأحمر سنحان ، فكان كالمستجير من الرمضاء بالنار، أما علي محسن الأحمر، إخواني قديم، كان المنظم للطلبة بالكلية الحربية ومن يستضيف عبدالمجيد الزنداني لإلقاء محاضراته عليهم.
قال المهم وسكت عن الأهم وأبحر في أعماق الحقيقة لكنه لم يصل بنا إلا إلى مشارفها فترك مفاتيح صندوقها الأسود الذي لا يزال حلقة مفقودة في قصة المؤامرة الفظيعة التي أودت بالرئيس المغدور به إبراهيم الحمدي- رحمه الله.
قد يراه البعض شاهد «ما شافش حاجة» في هذه الحلقة المفقودة بالذات ، لكنه كان قريباً من الحمدي في الاحتياط سابقاً ثم قائداً لحرسه الخاص ونائباً لقائد المنطقة المركزية وصهراً لا يكاد يفارق بيته ليلاً أو نهاراً.
إنه العميد الركن أحمدعبدالله منصر، حيث أجرت صحيفة ” 26 سبتمبر ” الأسبوعية معه حواراً مطوراً خرجت منه بثلاثة أجزاء نتناول في جزئها الأول علاقة الزعيم الحمدي بالغشمي وتياره وحادثة الاغتيال ومفاتيح الصندوق الأسود التي لديها المعلومات الكاملة عن الجريمة ؛ فإلى الحصيلة التي نشرتها صحيفة 26 سبتمبر في عددها الصادر الخميس الماضي 15 نوفمبر 2018م:
- أين تقع مسؤوليتك مما جرى يوم قتل الحمدي؟
أولاً دعوني أحكي لكم قصة معرفتي وعلاقتي بالحمدي وكيف عرفته منذ دخولي الكلية الحربية، أنا لم يكن لي أي دخل فيما جرى فقد كنت آنذاك أركان حرب المنطقة المركزية.
- كيف لم يكن لك دخل فيما جرى أنت كنت قائد الحرس؟
لقد تم إعفائي.
- ولماذا؟ هل كنت مقصراً في واجبك؟
لا, لكن عبدالله الحمدي ركب راسه وصدق التقارير التي رفعت عني من الاستخبارات.
- وما مضمون التقارير؟
أني كنت مع علاقة طيبة مع الغشمي وكان لا يرفض لي طلبا فظنوا أني من جواسيس الغشمي.
- ومتى بدأت معرفتك بالحمدي؟
في سنة 1970م عندما بدأنا كمجندين في قوات الاحتياط العام وفي فترة وجيزة عينني الحمدي مديراً لمكتبه, أعني مكتب قائد الاحتياط وعمري 17 عاماً حينها ؛ ثم جاءت فكرة تبنِّي برنامج الإصلاح المالي والإداري فتزعم الحمدي لجنة الإصلاح وشكلها من نخبة من الضباط ، منهم :علي قناف زهرة, وعبدالله الحمدي, ومجاهد القهالي, وعبدالله عبدالعالم, وأحمد عبده سعيد, وقاسم دهمش, وحسين المقدمي, ولجنة التصحيح هذه طرحت18 نقطة تم عرضها على الإرياني للقبول بها وتنفيذها أو يستقيل.
ما قبل الثورة البيضاء
- كانت ثورة بيضاء إذن؟!
لا.. هذا قبلها الثورة البيضاء كانت في 1974م.
* وأدرك عبدالرحمن الإرياني بذكائه أن إبراهيم الحمدي وراء تشكيل هذه اللجنة التصحيحية والثماني النقاط فقال: يا قادة القوات المسلحة أنا أقبل بهذه النقاط, ولكن بشرط أن تشاركني في تنفيذها أنت – وأشار إلى “إبراهيم الحمدي” – ووافق الحمدي وتم إصدار قرار من الإرياني بتعيين الحمدي نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للداخلية وحصل على إثر ذلك شيء من الاعتراض من رفاق الحمدي مثل عبدالله عبدالعالم, والقهالي, وزهرة, وعبدالله الحمدي, الذين رأوا في تخلي إبراهيم الحمدي عن قوات الاحتياط بمنصبه الجديد نقطة ضعف تجعلهم لا يستطيعون أن يضغطوا على الإرياني لتنفيذ الـ18 نقطة التي قررتها لجنة التصحيح المالي والإداري, وفي مقابل أولئك المعارضين لصالح الحمدي كان آل أبو لحوم إلى جانب القاضي الإرياني وهم محمد أبولحوم, وسنان أبولحوم, وعلي أبولحوم, ودرهم أبولحوم.
الصدام والمواجهة
- كيف تعامل إبراهيم الحمدي حينها مع الجميع؟
استطاع إبراهيم الحمدي الحد من نفوذ الإرياني بالتخلص من آل أبولحوم وتصفيتهم كقادة وأصحاب مراكز قوى مؤثرة في القوات المسلحة.
- ماذا تقصد بتصفيتهم والتخلص منهم؟ نعرف أن الحمدي لم يقتل أحدا؟
أولاً استغل فرصة تغيير الوضع في الكلية الحربية, حيث كان يدخلها فقط في معظمهم من الدفعة الأولى إلى الدفعة التاسعة من محافظات تعز خاصة الحجرية والبيضاء وإب، أما المناطق الشمالية من محافظة ذمار ومطلع فكان أغلبهم عساكر أو ضباط فخريين فتنبه القادة والمشايخ الكبار بعد أحداث أغسطس وقالوا لازم من تأهيل الضباط الفخريين, وإدخالهم الكلية الحربية, وقالوا لازم ندفع بالضباط في الدفعة العاشرة وفعلا بدؤوا بإدخال محمد عبدالله صالح, ومحمد عبدالله الجائفي, وحسين الرماح, وحسين محسن المقداد, ويحيى الراعي, وعلي الجائفي, وغثيم، وذلك بحجة أنه لم يعد معهم الا ثلاثة قادة كبار وقالوا لولا قبائل حاشد حسموها في صنعاء في أحداث اغسطس 68 وعلينا أخذ العبرة من ذلك.
الموضوع مترابط
- نود التركيز على الشهيد الحمدي في هذا الحوار لأن الموضوع سيطول لو خضنا في هذا التاريخ الطويل؟
الموضوع مترابط ومتداخل مع بعضه وقصتي مع إبراهيم الحمدي أنه زج بي إلى الكلية الحربية بعد ترقيتي إلى رتبة ملازم ثاني, وكان شرط القبول للطلبة الذين تم إدخالهم حينها أن يكونوا ضباطاً.. 70% من الدفعة الثانية عشرة هم من الضباط علي محسن صالح، محمد إسماعيل، صالح الضنين، عبدالإله القاضي، هؤلاء دفعتي, واستغربت أن يكون من ضمن دفعتنا وعددنا سبعون عشرة من جماعة علي عبدالله صالح, وهم علي محسن صالح الأحمر، علي صالح الأحمر، عبدالاله القاضي، صالح الضنين، أحمد أحمد معياد، أحمد محمد معياد، محمد أحمد إسماعيل، محسن صالح اللجيان، وحسين صالح السكرتير الخاص لعلي محسن دائماً مرافقه الخاص, هؤلاء عشرة من ضمن سبعين طالباً في الدفعة الثانية عشرة كلهم من سنحان ومن جماعة علي عبدالله صالح, وشكلوا جناح علي عبدالله صالح, في القوات المسلحة وهناك قصة لعلي محسن داخل الكلية وهي أنه لولا علي عبدالله صالح لكان تم فصله!..
على محسن والإخوان
- ما هي هذه القصة؟
علي محسن كان من قدامى الإخوان المسلمين في اليمن وكان يستضيف عبدالمجيد الزنداني لإلقاء محاضراته على الطلبة وفي يوم من الأيام وأثناء طابور الهتاف الذي دعوت إليه وقت صلاة المغرب وقد كنت حينها مساعد الكلية أذن مسجد الروضة فقام حمود الحمراء وأقام الصلاة وقام علي محسن ووضع منشفته وصلى بجانبه وخرج كل المنضمين معه في الإخوان للصلاة وتم عمل مكتب بفصلهم لكن توسط علي عبدالله صالح وأنقذه من الفصل.
منصب شرفي
- نعود إلى موضوع الرئيس إبراهيم الحمدي..
بعدما عينوا إبراهيم الحمدي نائباً لرئيس الوزراء استغل منصبه كرئيس للوزراء وركز على التعاونيات وقام بزيارة مناطق شمال الشمال وقام بتشكيل هيئة تطوير تعاوني في كل محافظة فتنبه القاضي الارياني إلى توغل إبراهيم الحمدي في أوساط القبائل من خلال موقعه كنائب لرئيس الوزراء ورئيس هيئة التطوير التعاوني, وكان بجانبه مجموعة رائعة أمثال عبدالله الحلالي, وعبدالحكيم جغمان, وصادق أمين أبو راس, وعلي مقبل غثيم, والمحطوري، تنبه الإرياني لذلك، وقال: “يا إبراهيم منذ تخليت عن الجانب العسكري ضاعت الهيبة العسكرية.. ما رأيك أن تعود نائباً للقائد العام للقوات المسلحة محمد الإرياني؟”.
وكان ذلك فخاً وضع فيه إبراهيم الحمدي بين القائد العام محمد الأرياني ورئيس الأركان حسين المسوري, وإبراهيم الحمدي بينهما كمنصب شرفي غير تنفيذي.
في الكلية الحربية
- وماذا كان موقف إبراهيم الحمدي من كل ذلك؟
إبراهيم الحمدي في إحدى زياراته لنا إلى الكلية الحربية قال في محاضرته التي ألقاها علينا : “لَكم حاولت أن آتي إليكم وألقي عليكم محاضراتي, لكنه لم يؤذن لي من قبل القائد العام, ومدير الكلية حمود بيدر, وما إن حصلت على الأذن التقي معكم اليوم في مكاشفة عن كل شيء”. وشرح لنا ما يواجهه من عراقيل, وما يود عمله من أجل التصحيح للأوضاع في القوات المسلحة, وبعدها بثمانية أشهر فقط ونحن خارج الكلية سمعنا بانطلاق حركة 13 يونيو التصحيحية كان ذلك يوم خميس, وكان معظم الطلبة الضباط في إجازة.. فاتصل بي قائد السرايا محمد الشفق وبأحمد مطير وأبلغنا كمساعدين ورقباء أوائل الطلبة بسرعة العودة إلى الكلية حالة طوارئ, وعاد الطلبة جميعاً الدفعة الثانية عشرة والثالثة عشرة والرابعة عشرة.