أفخاخ في طريق اتفاق "راين بوو"

اخبار من اليمن كتب / د. عيدروس نصر*حاز اتفاق راين بوو المعلن الخميس (13/12/2018م) بين وفدي الحكومة الشرعية والحكومة الانقلابية في اليمن، في بلدة راين بوو بالقرب من العاصمة السويدية ستوكهولم ـ حاز على تغطية إعلامية لم تحز عليها أحداث تعتبر من اللحظات المفصلية في العام وربما في العقد الجاري، حيث خصصت العديد من القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية، ساعاتٍ كاملةً و بما فيها نشرات إخبارية عدة لتغطية هذا الخبر وكأنه الخبر الوحيد الجاري في هذا العالم.
ربما لا يكون الحدث عند مستوى التطلعات لكن الذين يعرفون تعقيدات المشهد السياسي اليمني يرون أن هذا الاتفاق (غير الموقع عليه) يمثل خطوة كبيرة في رحلة الألف ميل المعقدة والملتهبة والمزروعة بمئات الأفخاخ والمطبات والألغام.
سنتحدث عن الأفخاخ المتعددة المتصلة فقط بهذا الاتفاق الذي بدا واضحا أنه أقصى ما استطاع السيد جريفيثس التوصل إليه بعد جهود يمكن القول بأنها كانت خارقة خلال الفترة منذ تعيينه بديلا للمبعوث السابق اسماعيل ولد الشيخ.
وأول الأفخاخ أن هذا الاتفاق لم يوقع عليه أحد من الطرفين المتشاورين والممثلين لطرفي الصراع (الحكومة الشرعية وحكومة الانقلابيين الحوثيين وحلفائهم من بقايا أتباع الرئيس السابق علي عبد الله صالح)، وعدم التوقيع هذا يحمل الكثير من المدلولات أولها أنه قد يكون فرض فرضاًعلى الطرفين ـ وأن طرفاً واحداً على الأقل وضع لنفسه خط رجعة بعدم التوقيع.
الفخ الثاني ويتمثل في اختلاف التفسيرات من قبل الطرفين، فكل منهما خرج يفسر مضامين الاتفاق بلغة مخالفة للغة الطرف الآخر بل وربما للغة المبعوث الدولي والأمين العام للأمم المتحدة (السيد أنطونيو غوتيرس) الذي حرص على أن يكون حاضرا بجانب مبعوثه الخاص لحظة إعلان الاتفاق، ومن المؤكد أنه لعب دورا كبيرا في الضغط على الطرفين.
الفخ الثالث ويتمثل في إمكانية تراجع أي من الطرفين عن مضمون الاتفاق في أي لحظة (وأخص هنا وفد الحوثيين) في حالة حصول أي تغيير في ميزان القوى على أرض المواجهة المسلحة، وهو ما حصل بعد العديد من الاتفاقات السابقة.
لن أتحدث عن بقية الأفخاخ المتصلة بالملفات السياسية، وعلى رأسها القضية الجنوبية فذلك ما يمكن تناوله في مناسبة ومنشور آخرين.
وقادم الأيام سيكشف مدى النجاح أو الفشل المتوقع لهذا الاتفاق غير الموقع.
*رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي