الرصاص (الراجع) يلاحق الأبرياء إلى منازلهم.. دار سعد انموذجا
اخبار من اليمن عدن تايم / تقرير خاصدارسعد.. أمن غائب وحال سائب !!
انفلات .. فوضى .. وضحايا .
الرصاص (الراجع) يلاحق الأبرياء إلى منازلهم.. والشرطة تكتفي بالفرجة !!
تشهد مديرية دارسعد في العاصمة عدن حالة انفلات أمني واضح ؛ انعكست نتائجه على حياة المواطنين واستقرارهم ، حيث فقد العديد من الأشخاص حياتهم في حوادث قتل، وأدت حالات أخرى إلى إصابة آخرين ، في ظل صمت مريب من قبل الأجهزة الأمنية ومراكز الشرطة في المديرية ، التي تلعب دور المتفرج في تلك الحوادث اليومية .
وتشمل حالة الانفلات الأمني التعدي المباشر وإطلاق الرصاص في الأسواق و الأماكن العامة كما برزت مؤخرا حالات إطلاق رصاص حي على الآمنين وترويعهم، بل وتهديد حياتهم دون وازع أو رادع .
ورغم التصريحات المتعاقبة للمسؤولين الأمنيين في المديرية ؛ والتي تتحدث عن حملات ضد مرتكبي الانتهاكات والأعمال المخلة بالأمن إلا أن الأمر لم يتعد حدود الاستهلاك الإعلامي ، في حين أن تلك الأعمال تتعزز كل يوم، متخذة أشكالا وصورا شتى .
يوم السبت الماضي أطلق مسلحون النار على مواطنين كانوا يجلسون في إحدى المقاهي الشعبية بوسط المدينة .
وأفادت مصادر محلية أن الحادث أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص تم نقلهم على الفور إلى مستشفيات متفرقة في المحافظة، فيما لاذ الشبان الثلاثة الذين أطلقوا النار بالفرار دون اكتراث من قبل الجهات الأمنية، ومركز الشرطة القريب من مكان الحادث .
وبعد وقت قصير من حادثة إطلاق النار على المقهى، قام ثلاثة شبان على متن دراجة نارية بإطلاق الرصاص الحي بصورة عشوائية في الشارع الرئيس للمدينة من دون إصابات .
كما شهد يوم الأحد الماضي قيام أحد الشباب في الجهة الشرقية للمدينة بإطلاق الرصاص الحي من بندقيته لاصطياد الحمام (التنصع) دون اكتراث بحياة المواطنين القريبين منه .
وقال مواطنون في مكان قريب أن طفلا أصيب برصاص( راجع) في ذات اللحظة التي كان الشاب يصطاد فيها الحمام ببندقية الكلاشنكوف وبالرصاص الحي.!
حوادث سابقة
وأضيفت حوادث هذا الأسبوع إلى سلسلة من الجرائم والحالات السابقة التي شهدتها المديرية خلال الأشهر الماضية من العام الحالي، وفي السنوات القليلة الماضية، والتي ترافقت مع حالة عجز لمراكز الشرطة وغياب تام عن تأدية الدور المناط بها، حيث تعرض أحد القضاة ورئيس نيابة في العاصمة المؤقتة عدن ظهر يوم الخميس 8 أغسطس 2018 لمحاولة اغتيال وسط المدينة.
وقالت مصادر محلية إن أحد المسلحين أطلق النار على رئيس نيابة مديرية المنصورة القاضي خالد البيتي بالقرب من سوق القات بدار سعد.
وأضافت المصادر أن البيتي أصيب بعيار ناري في الفخذ وتم نقله إلى مستشفى أطباء بلا حدود في حين لاذ المسلح بالفرار .
ويقع السوق الذي استهدف فيه القاضي على بعد أمتار قليلة من مركز الشرطة الذي يعرف الآن باسم (الشرطة القديمة).
وفي وقت سابق من هذا العام، وتحديدا في فبراير الماضي اغتال مسلحون مجهولون أحد المواطنين في المدينة.
وقالت مصادر محلية إن مسلحين يستقلون سيارة أطلقوا النار على شخصين ، قتل احدهما على الفور ، فيما أصيب الآخر وتم نقله إلى المستشفى .
وأوضحت تلك المصادر أن المسلحين أطلقوا النار على محمود الرمادي ورامي شنب، ما أسفر عن مقتل ( الرمادي) وإصابة زميله والذي قضى في وقت لاحق !
كما تعددت المواجهات المسلحة وحوادث الاغتيال التي كان مسرحها سوق القات المعروف باسم (الكراع).
وشهد السوق والمنطقة المحيطة به حوادث متكررة أودت بحياة عدد من الأشخاص، وأسفرت عن إصابة آخرين.
وأدت اشتباكات سابقة في السوق إلى إغلاق للمحلات والمتاجر القريبة ، كما امتد الإغلاق الاحترازي ليشمل مرافق حكومية في المديرية .
وخوفا من الاشتباكات فقد شهد السوق ذاته (سوق الكراع) عدم مباشرة غالبية الباعة لنشاطهم أكثر من مرة .
وقوبلت تلك الحوادث باستنكار أهالي المديرية الذين أعربوا عن قلقهم من الانفلات الأمني الذي تعيشه المديرية ، مطالبين السلطة المحلية والجهات الأمنية في عدن بإعادة الأمن والسكينة إلى مدينة دارسعد .
ومن مظاهر الانفلات الأمني الفاضح قيام مجموعة مسلحة باقتحام مبنى نادي النصر الرياضي والاستيلاء على مرافقه ومن ثم أقدموا على تأجير المبنى مع محلاته التجارية لحسابهم الشخصي وأقسام الشرطة ولا على بالها وحدث الاقتحام المسلح منذ مدة طويلة وحتى كتابة هذا التقرير ما يزال نادي النصر تحت الاحتلال ! .
رصاص الأعراس…!!
وتعد ظاهرة إطلاق النار في الأعراس أحد مسببات القتل اليومي في دارسعد، حيث تشهد المديرية يوميا الكثير من حالات الوفاة والإعاقة والإصابات المختلفة بسبب رصاص الأعراس والرصاص (الراجع) الذي تتعدد ضحاياه، في ظل صمت الشرطة والأمن إزاء هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد حياة الكثيرين.
ودفع العديد من الأطفال والنساء أرواحهم ثمنا لفرحة غير محسوبة العواقب، حيث شهد شهر أكتوبر الفائت وفاة الطفل حميد هاني حميد برصاص عشوائي (راجع) في شارع السلام بالمديرية.
وفي وقت سابق ، أصيب الطفل صبحي عبدالكريم ذو العام والثمانية أشهر برصاصتين راجعتين بينما كان يلعب في فناء منزله ، كما تعرضت الطفلة سعاد قيس البالغة من العمر 10 سنوات لطلق ناري راجع، استقر في أمعائها أثناء خلودها للنوم بمعية أسرتها في “الحوش” المنزل.
وبحسب إحصائيات لجهات حقوقية فإن مديرية دارسعد تحتل المرتبة الأولى في عدد ضحايا الرصاص الراجع على مستوى المحافظة .
وسعت بعض الجهات في المديرية إلى إطلاق حملات مناهضة للسلاح على غرار حملة (أفراح بلا سلاح) التي أطلقها أحد المنتديات برعاية السلطة المحلية للتوعية بخطر إطلاق الرصاص في الأعراس، لكن تلك الجهود بقيت بحاجة إلى تحرك حقيقي من قبل الجهات الأمنية الرسمية .
الجهات الأمنية في المديرية من جانبها أعلنت عن خطط لمحاربة الإطلاق العشوائي للرصاص، لكن ذلك لم يتعد حدود الإعلان، وغابت الأفعال المعززة له على ارض الواقع.
مدير شرطة دارسعد (القديمة) منيار سروري كان قد تحدث عن تحرك ستقوم به الشرطة بإشراف إدارة أمن المحافظة يهدف إلى وضع حد لهذه الظاهرة التي وصفها بأنها “إرهاب”، غير أن الفترة منذ إطلاق التصريح قبل أكثر من شهرين وحتى الآن لم تشهد تحركا فعليا، وعلى العكس من ذلك فقد شهدت تناميا للظاهرة وارتفاعا كبيرا في عدد ضحاياها!!.
صورة أخرى للقصور
وفي صورة أخرى للقصور الذي يعتري أداء مراكز الشرطة والجهات الأمنية ، قال مواطنون في المديرية إن الشرطة تتعامل مع كثير من البلاغات المقدمة من قبلهم بلا مبالاة وتجاهل غير مبرر.
وأشار أولئك المواطنون بشكل خاص إلى موجة الارتفاع في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية والمواد الأخرى؛ والتي طرأت عقب التراجع في قيمة العملة المحلية خلال الفترة القليلة الماضية، مؤكدين أن التحسن التدريجي للعملة الذي رافقه تخفيض الشركات والمصانع المحلية أسعار منتجاتها، وإصدار قوائم أسعار مخفضة لم يلق تجاوبا من تجار الجملة والتجزئة في المديرية الذين مازالوا يصرون على البيع بأسعار مبالغ فيها وبذريعة انخفاض قيمة الصرف للعملة المحلية.
وأوضح المواطنون أن من فكر منهم في الذهاب إلى قسم الشرطة للشكوى أو الإبلاغ عن مخالفة لا يجد التجاوب المأمول ويصطدم بمواق ف سلبية، بل ومشجعة للتجار في مواقفهم المجحفة تجاه المواطن!!.