اخبار من اليمن تواصل جموع القبائل في مركز سرح شرقي العاصمة صنعاء، تجمعها لليوم الخامس على التوالي، ونصب الخيام في متابعة ومطالبة بقاتل الشيخ أحمد علي سالم السكني، رغم تمادي الحوثيين وعدم تجاوبهم الفعلي مع مطالب المواطنين. ونقلت صحيفة الوطن السعودية، عن أحد أبناء قبيلة الشيخ المغدور الناشط السياسي غمدان الكعبي قوله أن القبائل اجتمعوا للمرة الأولى بهذا الشكل غير المسبوق منذ احتلال الحوثيين صنعاء، وأحدث تفاعلا وتعاطفا كبيرا من كافة مشايخ وأبناء قبائل الشيخ المغدور والقبائل المجاورة. وأكد الكعبي، أن أحد المواطنين لجأ للشيخ السكني في منزله وطلب الحماية والإنصاف بعد أن قام أحد القياديين الحوثيين بالسيطرة على أرض زراعية كبيرة تعود ملكيتها لذلك المواطن. وكما اعتاد الحوثيون نهب وسرقة أي أرض يعجبون بها، ومن باب موقف الشيخ القبلي ومكانته المجتمعية، التزم المواطن بالوقوف معه للحفاظ على أملاكه والتصدي للمعتدي مهما كلف الأمر، ووقف بكل شجاعة أمام تهجم واعتداء القيادي الحوثي، والذي لم يستطع المواجهة المباشرة مع الشيخ. ولذا تم التنسيق والترتيب مع مركز شرطة «صرف» بالعاصمة صنعاء، وقام أفراد مركز الشرطة بالتهجم على الشيخ وتوجيه التهم والألفاظ المهينة وإهانته بصور لا تليق به، قبل أن يقوم القيادي الحوثي أبو ناجي الماربي، بسحب سلاح الشيخ بالقوة ومن ثم قتله بدم بارد، ثم غادر أمام الجميع دون أي رادع أمني أو ديني أو قانوني. وأشار الكعبي إلى ضرورة انتفاض القبائل لمواجهة الحوثيين، ولذا قاموا بالتجمع ونصب الخيام والدعوة إلى حضور الجميع في موقع مقتل الشيخ السكني، متعهدا بمواجهة طغيان الحوثي وعدم الرضوخ لأي تهديدات. وأضاف الكعبي أن «بعض المشايخ حاولوا الحفاظ على مكانتهم وكرامتهم خلال الفترات الماضية بمحاولة التهدئة والتأقلم والتعاون مع الحوثيين، فقط من أجل تجاوز تعسفهم وظلمهم وطغيانهم»، واصفا الميليشيات بأنها عبارة عن لصوص وقطاع طرق ومجرمين. إلى ذلك قال مصدر مقرب من الميليشيات الحوثيين إن «القاتل شقيق نائب مدير أمن صنعاء والذي منح القاتل حماية خاصة أثناء تحركاته وحصانة خشية الانتقام منه، فيما تم إرسال رئيس ما يسمى التلاحم القبلي ضيف الله رسام لمقابلة المشايخ والهدف من ذلك هو تهدئة الوضع في الوقت الراهن، وامتصاص موجة الغضب، مع تقديم وعود كاذبة بتشكيل لجان لمتابعة القضية، وكل ذلك سيذهب ولن يفعل الحوثيون شيئا تجاه القاتل». وأشار المصدر إلى أنه سيتم وضع المشايخ أمام خيارين، إما فض الاعتصامات وانتظار التحقيقات الكاذبة، أو مواجهة القوة، مؤكدا أن القاتل لن يحاكم ولن تتم معاقبته وهو حاليا طليق. وبين المصدر أن أحد القيادات الحوثية قال مؤخرا لبعض المطالبين بتسليم قاتل الشيخ السكني بالكلمة الواحدة «ما قام به الماربي حق مشروع، ولن يهدر دم قنديل بزنديق». وأضاف المصدر «يسخرون ويستهترون بالمشايخ والقبائل ويعلمون ضعفهم، ولذا حان الوقت للتصدي لهم وتعريفهم بأصالة ومكانة الرجل اليمني وصلابته وذوده دون ماله وعرضه ونفسه». قال مصدر من قبيلة الشيخ السكني إن «الشيخ كان متعاونا مع القيادات الحوثية في الفترات السابقة ولكن لا عهد لهم ولا صديق ولا حليف، فهم يقتلون الجميع». وأضاف «أن السكني يعد من أبرز مشايخ عمران المؤيدين للحوثيين، وكان له دور كبير جداً في تحشيد المقاتلين القبليين المتطوعين للجبهات لمساندة ودعم القوات العسكرية التابعة لهم، بالإضافة إلى دوره الفاعل والرئيسي في تفعيل وثيقة الشرف القبلي بين قبائل عيال سريح والجبل بمحافظة عمران، ولكن كل ذلك لم يشفع له أمام عصابات إجرامية تتبع توجهات إيران. ولفت الكعبي إلى أن المدعو أبو ناجي الماربي، يملك سجلا إجراميا كبيرا، ومطارد في قضايا قتل سابقة ومتعددة، وأخرج من السجن على يد الحوثيين دون محاكمته. وبين الكعبي أن الحوثيين لم يتضح لهم موقف حيال هذه الجريمة الشنيعة التي تعتبر خنجرا في عنق كل يمني، ولم نشاهد أي تجاوب من الحوثيين غير التمادي والتهاون وعدم المبالاة فيما لايزال القاتل طليقا.