الارشيف / اخبار اليمن

الحوثي عارياً.. وعورة الشرعية مكشوفة!! "قداسة الأسرة السلالية"

اخبار من اليمن     

 

فارس جميل

  

 

 

كجماعة مسلحة تحمي وحدة صفها الداخلي بالتوسع في الحروب مع الآخرين تحت شعارات مختلفة، لم تعد جماعة الحوثيين قادرة على حماية نفسها من التفكك، بعدما أصبحت المصالح الهائلة لقياداتها محل نزاع على كل المستويات، وإن استمر تحت الطاولة مؤقتاً، فقد بدأ بالانكشاف من داخل الجماعة وليس من خارجها، ولو استثمرت شرعية الفنادق هذه الخلافات وفضائح الفساد والانتهاكات غير المسبوقة وحدها، لسرعت بانهيار سلطة الحوثيين، دون المساس بخدمات النجوم الخمسة التي تتمتع بها خارج اليمن.

 

يعتمد الحوثي على امتصاص نزاعات قياداته، وفسادهم وإبقائها طي الكتمان بالدرجة الأولى على غباء وصمت الشرعية وانشغالها بمصالحها الخاصة، فبعد سيطرة الجماعة على صنعاء كان المداني يقود قطاع الأمن للحوثيين، وساعده نفوذه الواسع وقربه من عبدالملك الحوثي، وعلاقة الصهارة بأسرة بدرالدين، من التمتع بسلطة قرار كبيرة داخل الجماعة، كان يمكن أن تشكل خطراً على محمد علي الحوثي وموقعه في الصف الأول للجماعة كرئيس للجنتهم (الثورية)، فتم التخلص منه وتصفيته وإلحاق التهمة بالتحالف، بعد استمرار التحفظ على مقتله أكثر من عام، تتبُع خيوط هذه العملية التي مرت بصمت مطبق لإعلام هادي وحكومته، كان يمكن أن يمثل ضربة قاصمة للجماعة، لكنه لم يتم.

 

حدثت نزاعات كبيرة بين قيادات ومشرفي الجماعة عند كل عملية نهب للمؤسسات الرسمية ولمنازل كبار خصومهم الأثرياء، وعند بسطهم على أراضي خصومهم أو أراضي أوقاف الدولة، لكن ذلك أيضا مر بسلام وصمت مطبق.

 

قبل أسابيع اعتدى سلطان زابن مشرف الحوثيين بالبحث الجنائي بصنعاء على وكيل نيابة البحث نبيل الجنيد، وقاموا بضرب المعتقل الذي كان بمكتبه يشرح له ما يتعرض له المعتقلون من تعذيب وانتهاك على يد عصابة زابن، ولأن الجنيد مصنف سلالياً كهاشمي، له ما ليس لسواه من امتيازات لدى الجماعة، فقد تضامن معه أعضاء النيابة وأعلنوا الإضراب حتى يتم تأديب زابن وعصابته.

 

قامت قيادات حوثية بتهجير الجنيد وفق الأعراف القبلية كشخص، وليس لأنه وكيل نيابة يتمتع بحصانة وحماية قانونية، أي أن حصانته السلالية كانت هي الأساس وليست حصانته القانونية، واشترط الرجل إزاحة زابن وعصابته من مواقعهم، وحصل على وعود بذلك لم تنفذ.

 

هذه القضايا الشخصية بين قيادات الجماعة، كشفت للرأي العام سجون النساء ومعتقلاتهن غير الرسمية في فلل ومنازل خاصة، وما يتعرضن له من تعذيب وابتزاز وتشهير، بتسريبات نكاية من قيادات حوثية متنافسة، ولم يكن للشرعية أي جهد في كشف هذه الحقائق بما يفترض أنها تملكه من أجهزة أمنية مدعومة من التحالف.

 

 

 

لم تكشف الشرعية ممارسات أحمد حامد من موقعه كمدير لمكتب الرئاسة في سلطات الجماعة، وحتى عبدالسلام جابر وزير إعلام الجماعة الذي فر مؤخرا من صنعاء تحدث عن ممارسات الرجل كعموميات ولم يقدم تفاصيل دقيقة، وربما قدمها بعيدا عن الإعلام، لكن لم يتم استخدامها حتى الآن.

 

بالمقابل كشف الإعلامي الحوثي الكرار المراني، جانبا من حقائق الفساد التي يمارسها الرجل ومدير مكتبه محمد الوريث، عند اعتداء الوريث على المراني، ولو كتلويح بكروت لم يكشف عنها، لكنها قالت الكثير كمؤشر لم يخفه الحوثيون من فضائح بعضهم، وإمكانية ظهور هذه الأسرار الداخلية للجماعة إلى العلن، قد تجعل انهيارها أسرع بكثير من حروب التحالف والشرعية الوهمية ضدها.

 

يحافظ الحوثيون، مثلاً، على قداسة الأسرة السلالية ومن يدعي انتماءه إليها، لكنهم يقمعون ويشهرون بأقرب حلفائهم وأتباعهم من خارج الحوش الهاشمي الافتراضي.

 

مثال على ذلك، وحسب مصادر مؤكدة، قيامهم مؤخراً باعتقال نجل الحاوري قائد المنطقة السادسة عند دخولهم صنعاء، ومصادرة سيارته الفخمة بتهم متعلقة بقضايا آداب، لكنهم في الوقت نفسه قاموا بالتغطية على السقاف وكيل أمانة العاصمة المعين من قبلهم رغم أنه متهم بقضايا آداب وابتزاز وتشهير وتحرش، تجعل نجل الحاوري أمامها من طيور الجنة، لمجرد أن السقاف من نفس السلالة التي تقترف أبشع الجرائم ضد اليمنيين.

 

في ذات الوقت تقوم وسائل إعلام الشرعية ومكوناتها بالتفرغ لمهاجمة بعضها البعض، وترك الحوثي يعيش في كوكب زمردة الخاص به بطمأنينة كبيرة، ولا يمكن للجهود الفردية مهما كانت عظيمة أن تواجه جماعة منظمة تمتلك أدوات السلطة والقوة دون أية مسؤولية ولا إنسانية كالحوثيين، لكن ذلك من أبسط الأمور لجماعة موازية لها بحجم حزب الإصلاح، مثلاً، لكن الأخير منشغل بنفسه وتعقب أخطاء الإمارات بطريقة تخدم الحوثيين أكثر من غيرهم.

 

تتفرغ الشرعية وأحزابها لكشف عورتها أمام الشعب، بينما يقف الحوثي عارياً مكشوفاً بجرائم تسقط امبراطوريات عظيمة وليس مجرد جماعة طائفية مسلحة، لكن عورة الشرعية تستر جرائمه باستمرار، ويحتاج الطرفان لقوة شعبية وطنية حقيقية ونظيفة للوقوف في وجههم جميعاً من أجل استعادة الوطن، رغم فارق فساد السلطة، وفساد العصابة بالتأكيد.

 

 

أخبار من الرئيسية

يمكن عرض تفاصيل الخبر بالكامل من مصدره الرئيسي يمني سبورت
الحوثي عارياً.. وعورة الشرعية مكشوفة!! "قداسة الأسرة السلالية" ، هذا الخبر قدمناه لكم عبر موقعنا.
وقد تم استيراد هذا الخبر الحوثي عارياً.. وعورة الشرعية مكشوفة!! "قداسة الأسرة السلالية"، من مصدره الاساسي موقع يمني سبورت.
ولا نتحمل في موقع من اليمن اي مسؤولية عن محتوى الحوثي عارياً.. وعورة الشرعية مكشوفة!! "قداسة الأسرة السلالية".