الارشيف / اخبار اليمن

: مؤتمر برلين القادم.. بداية سقوط الشرعية ! فما هو البديل ؟

اخبار من اليمن مؤتمر برلين القادم.. بداية سقوط الشرعية ! فما هو البديل ؟

2019/01/24م الساعة 12:19 AM (الأمناء / كتب/ د . محمد شمسان :)

دعت الحكومة الألمانية أكثر من 10 دول كبرى وإقليمية ذات العلاقة بتقرير مستقبل اليمن لحضور مؤتمر هذا الشهر ولم توجه الدعوة لحكومة الجمهورية اليمنية (الشرعية).. فماذا يعني هذا ؟

قد يفسر لنا تقرير لجنة الأمم المتحدة الاخير والمكلفة بمراقبة الوضع اليمني شيئا من تساؤلاتنا ؟

إنه يتحدث عن غياب كبير لحكومة هادي الشرعية في كل أنحاء اليمن ، فبينما تسيطر حكومة الامر الواقع لأنصار الله في صنعاء على معظم سكان وأراضي الشمال ، فإن الجنوب ليس فيه اي ممارسة "دولة" لحكومة هادي الشرعية ، اي لا توجد (سيادة ) لها ، وان تواجدت بعض مؤسساتها ووزراءها فما هي إلا لحتمية "الضرورة" للسكان في المناطق المحررة مثل : صرف الرواتب والمعاشات ، بعض المعاملات القضائية،  واستخراج جوازات سفر وبطاقات شخصية ، واستخدام مطاري عدن و سيئون ..... بينما بقية المظاهر السيادية تخضع لإرادة دول التحالف خاصة الإمارات التي تقوم بها القوات الأمنية المدعومة منها مثل : النخب والاحزمة (المتحالفة مع المجلس الانتقالي : هذا تماما نص التقرير الأممي المذكور اعلاه ) و هذا في اغلب مناطق الجنوب "المحررة" بينما مأرب تحكمها شبه دولة تخضع للإصلاح ولديها قوات عسكرية كبيرة (أكثر من ربع مليون عنصر) ولكنها لا تمارس اي دور يذكر في تحرير المناطق الشمالية المحيطة بالعاصمة صنعاء وهذا هو " الدور المناط بها اصلا ولا تمارسه "والسر في جعبة (الجنرال علي محسن) ؟ أما حال تعز فما زال كالمنزلة بين المنزلتين (كما في فقه المعتزلة والزيدية) ؟!

إلى الآن لانعرف صراحة ماذا تريد دولتا التحالف لدعم الشرعية بعد مرور ما يقارب الـ 4 أعوام منذ بداية عاصفة الحزم ؟

فلا هي أعادت الشرعية متمثلة بهادي وحكومته ، ولا هي مكنت قوى الحراك الجنوبي " من الحكم رسميا كبديل للشرعية" بعد أن تشكل الحامل الرسمي لقضية الجنوب (المجلس الانتقالي )  ، ولا هي أعلنت الاحتلال الرسمي للأراضي التي تسيطر عليها كأمر واقع مستخدمة قوتين متناقضتين : * هادي كغطاء شرعي لتواجدها على الأراضي اليمنية (المنتقاة بعناية "إستراتيجية" ،  أصبحت أهدافها معروفة للجميع) ! * والقوات "الحراكية" الموالية لها لتنفيذ أجندتها الخاصة ولا يعرف أحد إلا ربما الشيخ/ محمد بن زايد ، ما هو الهدف النهائي لاستراتيجية التحالف المبهمة هذه ؟! قد يبدو في الظاهر ان هناك تنسيقا بين السعودية والإمارات أو تبادل أدوار بينهما ، إلا أن الممارسات على الأرض تبدو غامضة !! فبينما تتواجد الإمارات مباشرة وغير مباشرة على معظم أراضي الجنوب (وبعض سواحل الشمال : المخاء ! ) بسيطرتها على المفاصل في الداخل الجنوبي وعلى أهم السواحل والموانئ والمطارات والجزر ، نجد أن السعودية تركز جهودها على محافظة المهرة بغرض مد أنبوب لتصدير نفطها عبر البحر العربي تجنبا للمرور بمضيق هرمز لإتقاء الخطر الإيراني !  فهل هي "قسمة ضيزى" بين السعودية والإمارات بطريقة فيها لف ودوران بين الطرفين ؟

 

والا ما المانع للسعودية بأن تطلب من الشرعية عقد اتفاق رسمي بمد ذلك الأنبوب العتيد ، كما يحدث في أنابيب النفط العراقي عبر تركيا وسوريا وحتى حيفاء في فلسطين !

كذلك الإمارات لماذا تريد لعب دور امبراطوري (ليس بحجمها ولا إمكاناتها البشرية خاصة) بدلا من عقد اتفاقات استراتيجية متكافئة مع الشرعية او اي بديل يمني (جنوبي) لاستخدام الموانئ والمطارات والجزر اليمنية ، أو بعقد فيدرالية مع اليمن أن كان صعبا ضمها لمجلس التعاون الخليجي؟!

لماذا يريد طرفا التحالف (عسل) اليمن فقط ، ولا يريدون (لسع نحلها) ؟ لماذا يتقززون من فكرة انضمام اليمن كدولة أو دولتين إلى (مجلسهم ) الذي تقارب موعد إنهياره ؟ ، ولماذا يريدون أرضنا باسم العروبة بينما يطردون أهلنا من بلادهم ويمنعون الجنوبي والشمالي من الإقامة والعمل في بلادهم؟ ! ... (ألم نقل انها قسمة ضيزى ) يلعبها أحمقان في جزيرة العرب !!!

الخلاصة :  يبدو أن هناك ارتباك داخل التحالف العربي الذي تقلص إلى "سعو- اماراتي" ، حيث يبدو أن التداخل الأمريكي الإسرائيلي وغريمه التداخل الإيراني الروسي هو من سيسحب البساط من المتداخلين السذج من العرب .... وها هي بريطانيا بحكم (الشرعية الأخلاقية لها كمستعمر قديم في جنوب اليمن) بدأت تلعب دور حصان طروادة في تبنيها لكيفية تقرير مصير اليمن نيابة عن أمريكا وحلفائها !

فهل يكون ضمن تفاهمات أمريكية - إيرانية قادمة ، أن تبقى قوات الأمر الواقع في الشمال (أنصار الله) مقابل قوى الأمر الواقع في الجنوب (التي حتى الآن لانعرف من هي ) ؟! وخاصة أن هادي لم يتخذ أي خطوة عملية حتى الآن لإقامة مشروعه العتيد (اليمن الاتحادي من 6 اقاليم ) !؟

وهل يكون (هادي) كبش فداء لهذه الخطة التي تطبخ على نار (هادئة) بطباخها العراب البريطاني .... خاصة وأنه (هادي وحكومته وحلفاؤه) استمرأوا  الإقامة اللينة في الرياض متبعا نهج اسلافه من الجنوبيين مثل : الجفري والمكاوي،  والأصنج ، والباسندوة،  و سلاطين الجنوب العربي ؛ ومن الشماليين : السلال والارياني و .. و  ؟

يمكن عرض تفاصيل الخبر بالكامل من مصدره الرئيسي الأمناء
: مؤتمر برلين القادم.. بداية سقوط الشرعية ! فما هو البديل ؟ ، هذا الخبر قدمناه لكم عبر موقعنا.
وقد تم استيراد هذا الخبر : مؤتمر برلين القادم.. بداية سقوط الشرعية ! فما هو البديل ؟، من مصدره الاساسي موقع الأمناء.
ولا نتحمل في موقع من اليمن اي مسؤولية عن محتوى : مؤتمر برلين القادم.. بداية سقوط الشرعية ! فما هو البديل ؟.