الارشيف / اخبار اليمن

حجور .. وهج الجمهورية في خطر

اخبار من اليمن في 23 يناير المنصرم، أشعلت جماعة الحوثي حربًا جديدة في منطقة حجور، التابعة لمحافظة حجة، وعمدت الجماعة منذ شهور سابقة لحشد الأسلحة واستقطاب المتحوثيين من أبناء المنطقة وتمويلهم بالمال والسلاح تمهيدًا لشن الحرب التي انطلقت قبل 21 يومًا وما زالت حتى اللحظة، حيث تدور الحرب في منطقة العبيسة التابعة لمديرية كشر أكبر مديريات حجور، التي يراها الحوثي بمثابة حصن قبلي مغلق، يتموضع أبناءه في قلب الجغرافيا التي تسيطر عليها الجماعة، ومع هذا لا يدينون بالولاء له. 
 
كيف أشعل الحوثي حرب حجور..؟ 
 
في البداية قامت الجماعة بسحب كل المتحوثين من أبناء قبائل حجور و قبائل المدان و حاشد و المحابشة و حشدهم في المنطقة تحت حماية بعض المتحوثيين من أبناء المنطقة و الأسر الهاشمية في العبيسة، هذا بحسب ما أفاد به (عامر السعيدي) ناشط من أبناء المنطقة، في اليوم الثاني لانطلاق الحرب. 
 

وبعد أن استكمل الحوثي تجهيزاته للحرب، قام بإخراجها بشكل مفضوح، لتبدو كما لو أنها حربًا قبلية لا علاقة له بتفجيرها، فقامت الجماعة باغتيال شيخ من أبناء قبيلة الدريني هو "عثمان طاهر الدريني" على يد متحوث من أبناء قبيلة النشمة؛ لمنح الحرب طابعًا قبلياً، والترويج بأن الحرب بين قبيلتين هما بيت النمشة وبيت الدريني وأن السبب هو مقتل أحد أبناء القبيلة على يد بيت النمشة. 
 
ثم بعد أن تمت الخطوة الأولى، تفاجأ الجميع بشن هجوم ليلي كبير من قبل مسلحي الحوثي على قبائل النشمة، بحجة الثأر للمغدور به المتنمي لقبيلة الدريني، لكن قبائل النشمة تصدت للهجوم؛ لينتهى بانكسار مسلحي الحوثي، وتتضح في الصباح الحيلة المكشوفة للجماعة في جر القبيلتين(الدريني والنشمة)لصراع عبثي يكون الكاسب الوحيد فيه مسلحي الحوثي وجماعتهم. 
 
يقظة القبائل تجاه اللعبة الحوثية
 
هذه المرة وفي حجور بالتحديد لم تنطلي الحيلة التي كانت تستخدمها جماعة الحوثي في حروبها على القبائل وانكشفت في بدايتها. 
ففي البداية قامت جماعة الحوثي بالانحياز لقبائل الدريني  بحجة الثأر لها، ثم بعد أن تتمكن من كسر قبائل النشمة، كانت ستلجأ لعقد صلحًا معها، لتتفرغ للقبيلة الأخرى، تحت مبر أخر كما فعلت في كل صراعاته مع قبائل اليمن. وفي النهاية تكون النتيجة تمكن الجماعة من تقويض الجميع لتبقى الحوثية هي المنتصر الأوحد والقوة الوحيدة التي يذعن لها الجميع.
 

إلا أن الأمور جرت في حجور على نحو مختلف منذ البداية، فقد احتشدت القبائل وأصدر مشائخ وعقال قبيلتي بني الدريني وبني النمشة بيانًا في اليوم الثاني لاشتعال الحرب، أوضحوا فيه أن خلافاتهم الداخلية العابرة سيحلونها بأنفسهم، ثم أكدوا نقاط كثيرة تتعلق بالحرب ومصيرهم المشترك وإدانتهم للهجوم الحوثي وتلاحمهم للتصدي له وكان من ضمن نقاط البيان الأمور التالية : 
 
أن الحرب الحاصلة في بلادنا وقبائلنا هي اعتداء غاشم من قبل مليشيات الحوثي على قبائل كشر وأن ما يدعيه الحوثيين أنها حرب بين قبائلنا محض كذب وافتراء. ونؤكد أننا يد واحدة على من اعتدى على بلادنا وقبائلنا ومساكننا وندعوا قبائل حجور كلها للوقوف معنا لصد المعتدين. 
 
 
جذور الحقد الإمامي على حجور
 
حاولت جماعة الحوثي اختراق حجور منذ أواخر عام 2012 ولم تتمكن من ذلك، فبعد أن انتهت حرب دماج، كانت جماعة الحوثي ترغب باختراق المنطقة والمرور منها إلى عمران باعتبار مديرية "كشر" بوابة مركزية نحو عمران، فضلا عن كونها قلعة حصينة وغالبية أبناءها لا يدينون بالولاء للحوثي، حينها حاولت الجماعة فتحها لدخول عمران لكنها فشل في ذلك فانتقلت للمديرية التي تليها وهي "قفلة عذر" ورغم أن الجماعة الحوثية تمددت ووصلت لعمران وصنعاء ثم اجتاحت كامل البلد إلا أن حجور بقت منطقة مغلقة في وجهه حتى اللحظة، انشغلت الجماعة بحروبها البعيدة، لكنها ظلت تخطط لكسر شوكة حجور، وها هي تفجر الصراع بعد 6 سنوات ن محاولتها الأولى لاختراق المنطقة وتطويع قبائلها لهم. 
 
جغرافيا الحرب وتخاذل الشرعية والجيش الوطني
 
تجري الحرب في منطقة العبيسة وهي سلسلة جبال شاهقة يمر منها الخط الإسفلتي الرابط بين حرض وحرف سفيان، ويفصل بين جحور ككل وبين مواقع الجيش الوطني حوالي 20 كيلو، حيث يتمركر أول موقع للجيش الوطني في مثلث عاهم، ويمكن بسهولة فك الحصار عن قبائل حجور في كُشَر عبر تقدم الجيش الوطني باتجاه مديرية مُستبأ ووصولًا إلى سوق عاهم أول مناطق حجور. لكن من الواضح أن الشرعية لم تحرك ساكنًا ولم يخرج مسؤول عسكري أو سياسي ليتحدث عن موقف الحكومة والجيش مما يجري. 
 
موازيين القوة بين الطرفين
 
من المعروف أن الحوثي يتوافر على سلاح دولة كاملة، وقد ظهر في المعارك استخدامه للسلاح الثقيل بما فيه الدبابات، وبالتالي على المستوى العسكري يكون الفارق شاسع بين القوتيين بما لا يترك مجالا للمقارنة، إلا أن فارق القوة العسكرية هنا يمكن تحييده بعض الشيء بالنظر لطبيعة جغرافيا القتال، حيث تصبح القوة العسكرية الفائضة شبه معطلة، وعديمة الجدوى، كون الحرب تجري في طبيعة وعرة يصعب اختراقها بالسلاح الثقيل.و يغدو استخدامه محدود الأثر .
 
بالمقابل تمتاز القبائل بوحدة تماسكها وتحصن جبهتها الداخلية في وجه الجماعة ومع كونها تقاتل بأسلحتها الشخصية إلا أنها تتفوق بخبرتها القتالية في المنطقة كونها تنتمي لنفس الجغرافيا وقد خاضت حروبا في نفس المنطقة أيضًا. 
 
الخلاصة: 
 
الموقف الموحد لقبائل منطقة حجور، منح الحرب طابعها الوطني، وأكد أن ما تقوم به الجماعة الحوثي هو امتداد لمحاولاتها تقويض المجتمع كليّا ورغبتها بإخضاع الجميع لها، ولا علاقة للصراع في حجور بأي ثأرات قبلية مفصولة عن المعركة الوطنية التي يخوضها المجتمع ضد جماعة الحوثي.
 
ومع تمكن قبائل حجور من الصمود حتى اللحظة بإمكاناتهم الذاتية، تواردت أنباء عن تدخلات للوساطة، وانتشار بنود قيل أنها تمثل شروط القبائل لوقف الحرب، وهذا الأمر إن صح يكشف موازين المعركة على الأرض وبأن الحوثي بكل قوته لم يتمكن من كسر القبائل، ولهذا سيلجأ للهدنة المؤقتة معهم. ومتى ما اتضحت الصورة أكثر حول خضوع الحوثي للصلخ سنكون أمام أنموذج مقاومة مجتمعية مذهلة تشكل إلهامًا لبقية المناطق المقموعة، وبأن الحوثي ليس آلهة لا تقهر، متى ما توحد الناس ضدة يمكنهم دحره بسهولة.
 

يمكن عرض تفاصيل الخبر بالكامل من مصدره الرئيسي اليمن السعيد
حجور .. وهج الجمهورية في خطر ، هذا الخبر قدمناه لكم عبر موقعنا.
وقد تم استيراد هذا الخبر حجور .. وهج الجمهورية في خطر، من مصدره الاساسي موقع اليمن السعيد.
ولا نتحمل في موقع من اليمن اي مسؤولية عن محتوى حجور .. وهج الجمهورية في خطر.