الارشيف / اخبار اليمن

"فاطمة".. نازحة فقدت زوجها تكافح اهمال المنظمات

اخبار من اليمن كتب/ صدام اللحجيأطفالي لا يريدون البقاء في لحج، يشتوا يرجعوا بيتنا في حيس، ويسألوني واصل عن أبوهم متى يعود؟".. بهذه الجمل المكثفة بالحزن تكشف فاطمة “ام ناصر” إحدى نازحات الحرب عن مأساة يعيشها الآلاف النازحين ومتضرري الحرب التي شنتها مليشيا صالح والحوثي الانقلابية قبل سنوات عجاف على نطاق واسع في البلاد.
فاطمة - إحدى النازحات من مديرية حيس محافظة الحديدة - استشهد زوجها وعائلها الوحيد في معارك التصدي للمليشيا الانقلابية بعد مداهمة حيس تاركاً لها ثلاثة من الأطفال ورمتها الأقدار في مسارات من الألم والمعاناة لا تكاد تنتهي كحال الكثيرين في هذا البلد الذي أنهكته المليشيا بجرائمها وحربها.

الحرب على أشدها والمليشيا تفتك بما تبقى من الأهالي عقب اجتياح حيس من قبل مليشيا الانقلاب في العام 2017 بعد سيطرتها على كافة مقدرات الدولة، حيث لم تصمد المقاومة كثيرا أمام ترسانة عسكرية ضخمة قدمت بها المليشيا إلى حيس وغيرها من مناطق البلاد، مارست بعدها أبشع الجرائم بحق المواطنين وهجرت عشرات الأسر قسراً من محافظة الحديدة إلى مناطق شتى.

فاطمة “ام ناصر ” كغيرها من الأسر التي طالها التهجير القسري، نزحت والثلاثة أطفالها بما تبقى لها من إيمان عميق بأن يهلك الله هؤلاء الحوثيين المجرمين، لتتخذ من مدينة حيس مستقراً لها إلى حين.

مرت الأيام والأشهر وفاطمة كنازحة حرب ترزح تحت وطأة قساوة الظروف المحيطة بها ولا أفق أمامها غير ما خلقته من فضاءات تناجي وتدعو فيها الله أن يخفف عنهم ما يمرون به من تعقيدات في حياتهم اليومية.

منزل متواضع بالايجار في مدينة الحوطة بمحافظة لحج هو ما تبقى لفاطمة وأطفالها الثلاثة من وطن وحلم بالأمن والاستقرار قوضته المليشيا، ولا معيل لها وأطفالها، تعتمد على تسيير حياتها المعيشية على ما يقدم من معونات إغاثية وراتب زوجها الذي اعتمد له في الجيش الوطني بعيد تشكله.

تقول فاطمة والحرقة والوجع في أعماقها أبلغ من كل قول “راتب زوجي هو مصدر الدخل الوحيد لي وأطفالي، وما عاد لقينا حتى من يعطينا دين.. والراتب ما يصرفوه إلا كل ثلاثة أو أربعة أشهر".

بدموع تفيض من محجر عينيها تحدثت بخيتة عن معاناة أطفالها الذين حرموا من أبسط احتياجاتهم، وتقول: “أطفالي لا يريدون البقاء في هذا المنزل، يشتوا يرجعوا منزلهم في مدينة حيس ويسألوني واصل عن أبوهم متى يعود”.. فهي لم تفصح بعد لأطفالها عن المصير الذي لقاه أبوهم، لم تحك لهم كيف أن المليشيا اجتاحت قراهم وكيف نغصت حياة ملايين اليمنيين، لكنهم سيكبرون يوما ويعرفون كيف افتدى أبوهم بروحه وطنه.

شكت فاطمة خلال حديثها لـ “عدن تايم” - من عدم الإهتمام بحالة النازحين من قبل الجهات المعنية والمنظمات العاملة بالإغاثة الإنسانية في محافظة لحج .

تحدثت عن معاناتها بعدم توفر المياه، وعدم قدرتها وغيرها الكثير من النازحين على دفع كلفة “وايت الماء” الذي يصل قيمته إلى 3 آلاف ريال.. فقبلاً كان مالك وايت الماء يوفره لهم ديناً حتى يأتي الراتب، لكنه في الفترة الأخيرة يرفض تزويدهم حتى تسديد الديون المتراكمة عليهم والتي تجاوزت مبلغ خمسين ألف ريال بسبب تأخر صرف الرواتب.

وعن الإغاثة الإنسانية من سلل غذائية وغيرها تقول بخيتة إنها لا تصل لهم إلا مرة واحدة كل أربعة أشهر فقط، مؤكدة علمها أن سلال شهرية توزع لآخرين وليس لهم علاقة بالنزوح، وهم في غنى عنها.

من وسط هذا الواقع المرير الذي يعشه الآلاف من نازحي الحرب في لحج تطلق فاطمة مناشدة عاجلة للحكومة الشرعية وقيادة الجيش الوطني بصرف رواتب زوجها المتأخرة، كما ناشدت المنظمات الإنسانية النزول للإطلاع عن كثب على الوضع الإنساني الذي تعيشه الأسر النازحة هناك.

فاطمة قصة نزوح ومعاناة تلخص الوضع برمته الذي يعيشه الآلاف النازحين على امتداد الأرض اليمنية وسط استمرار الانقلابين رفضهم كل خيارات السلام التي تسعى لها الحكومة والمجتمع الدولي وتنهي انقلابهم وحربهم العبثية.

يمكن عرض تفاصيل الخبر بالكامل من مصدره الرئيسي احداث نت
"فاطمة".. نازحة فقدت زوجها تكافح اهمال المنظمات ، هذا الخبر قدمناه لكم عبر موقعنا.
وقد تم استيراد هذا الخبر "فاطمة".. نازحة فقدت زوجها تكافح اهمال المنظمات، من مصدره الاساسي موقع احداث نت.
ولا نتحمل في موقع من اليمن اي مسؤولية عن محتوى "فاطمة".. نازحة فقدت زوجها تكافح اهمال المنظمات.

قد تقرأ أيضا