اخبار من اليمن يعد الشيخ صالح بن صالح الوهبي شيخ قبيلة بني وهب بمحافظة البيضاء، أكبر قيادي للمليشيا بالمحافظة ويعود له الفضل في إحكامها السيطرة على المحافظة الاستراتيجية عندما كانت قوات الجيش تسعى إلى تحرير تلك المحافظة.

وقبل إعلان المليشيا عن رحيل ذلك الرقم الصعب في صفوفها ونعيه رسمياً، كشف "المشهد اليمني" أمس الأربعاء في خبر عاجل عن وفاته نقلاً عن مصادر مقربة اكتفت بالقول إنه توفي في أحد مستشفيات العاصمة صنعاء، ولم تفصح عن أسباب الوفاة وطبيعتها.

هناك عدة أسباب تثير الشكوك حول تصفية المليشيا لذلك الشيخ القبلي البارز يرصد "المشهد اليمني" أهمها ويتخلص فيما يلي:

امتلاك القرار:

ظل الشيخ صالح بن صالح الوهبي يمتلك القرار في محافظة البيضاء خصوصاً في مناطق قبيلته والقريبة منها والجبهات الشمالية والشرقية لمحافظة مأرب وجبهات جنوب مأرب وغرب شبوة، والتحكم في الطرق التي تمر بمناطق قبيلته وهو ما كان يزعج المليشيا ويجعلها ترضخ لقراراته عندما كانت الجبهات في البيضاء وعلى حدودها.

كما كان الوهبي هو من يقرر المعركة التي يشارك فيها أبناء قبيلته ويرفض توجيهات المليشيا بإرسالهم للقتال في جبهات أخرى يرى بأنها لا تعنيه أو تشكل خطورة على منطقته أو في محافظات أخرى.

إضافة إلى التحكم في الجبايات وإيرادات طريق مأرب البيضاء صنعاء والتصرف شخصياً في عائدات الطريق من جمرك عفار الواقع وسط المحافظة على مجمع الطرق من المحافظات الجنوبية والشرقية ودول الجوار.

ليس عقائدياً:

لم يكن انضمام الوهبي لمليشيا الحوثي إيماناً منه بأحقيتها في الحكم كما ترى هي والكثير من أتباعها، ولكن طمعاً في الحكم وامتلاك القرار، بعد أن رأى شيوخ قبائل مراد هم من يتزعمون القرار في صفوف الشرعية وبعد أن تم عرض عليه الانضمام إلى مطارح القبائل جنوب محافظة مأرب وعلى حدود محافظة البيضاء رفض ذلك الأمر وطلب أن تكون له قيادة المطارح وتكون باسم قبائل بني وهب والبيضاء.

وكان انضمامه لمليشيا الحوثي انضماماً لنفسه أولاً والتفرد بالحكم والسيادة على منطقته وولاءً للمؤتمر في عهد علي عبدالله صالح.

وطيلة سنوات الحرب عجزت مليشيا الحوثي في صهره وجعله قائداً عقائدياً لها يطيعها في كل الأمر ويقاتل من أجلها.

ولأهمية محافظة البيضاء وتعدد الجبهات فيها وعلى أطرافها ظلت مليشيا الحوثي تتقبل الوهبي حليفاً وليس تابعاً لها وتمنحه العديد من الصلاحيات وتغض الطرف عن قراراته الفردية وتصرفاته الشخصية والأموال التي يدرها من جمرك عفار حتى لا تنهار الجبهات الشمالية والشرقية لها بمحافظة البيضاء.

إبعاد الجبهات عن حدود البيضاء:

بعد أن أصبحت الجبهات بعيدة جداً عن محافظة البيضاء بعد أن تم إحكام السيطرة عليها والسيطرة على مديريات جنوب مأرب ومديريات غرب شبوة المجاورة لمحافظة البيضاء تضاءل دور الوهبي وأصبحت المليشيا ترى بأنها في غناً عنه ولم يعد وجوده يشكل خطراً عليها أو أهمية لها فقد تجاوزته إلى ما هو أبعد وأصبحت مناطقه ومناطق قبيلته في قلب سيطرة المليشيا.

ومن خلال تصفيته أو التخلص منه تستطيع المليشيا إحضار بديل عقائدي يلتزم بأوامرها وتوجيهاتها وتستطيع أن تحشد بشباب قبليته إلى حيث شاءت وكل عائدات منطقته من عائدات الطريق وغيرها ستورد إلى خزينة المليشيا دون نقصان أو اعتراض.

العهود والمواثيق بين الوهبي وقبائل مراد:

قيل أن هناك عهود ومواثيق مبرمة بين شيوخ قبائل مراد والشيخ صالح بن صالح الوهبي تنص على عدم دخول كلٌ منهم منطقة الآخر والتوقف عند حدودها وعدم الزج بالمقاتلين من قبيلة مراد إلى مناطق بني وهب والتزام الوهبي بعد الزج بالمقاتلين من رجال قبيلته إلى بلاد مراد، وهو ما ترى مليشيا الحوثي فيه عقبة أمام حريتها في الحشد بالمقاتلين إلى جبهات مأرب الجنوبية.

الظهور القريب مع المشاط:

قبل أسبوعين من إعلان وفاته اجتمع الوهبي مع القيادي الحوثي مهدي المشاط في صنعاء وكان يتمتع بأهم الصحة والعافية ولم يذكر بأنه يعاني من أية أمراض.

إضافة إلى أن ظل إلى حين وفاته وهو من يدير شؤون قبيلته والمقاتلين منها ودائماً كان ظهوره لا تبدو عليه أية ملامح للكبر والعجز أو المعاناة من أية أمراض.

ودائماً ما يكتنف الغموض نهايات الكثير من قيادات مليشيا الحوثي ما يشير إلى وجود تصفيات داخلية بين أجنحة وقيادات المليشيا الانقلابية إثر صراعات بينية معظمها لا يزال يحاط بسرية تامة ولم تطفو أبعاده وحيثياته إلى السطح.