الارشيف / اخبار اليمن

" عدن تايم " تفتح ملف معاناة الكوادر العسكرية في لحج

اخبار من اليمن استطلاع / صدام اللحجيتصفيات، تهميش، إبعاد، وإقصاء، حرمان، موت بطيء هذه هي المكافأة التي منحها النظام السابق وحكومة المعاشيق لقيادات الجنوب العسكرية المؤهلة عقب قيام الوحدة وبدأت وتيرتها بالارتفاع في 93م عندما تم تصفية أكثر من 150كادراً جنوبياً واستمرت تلك الممارسات منذ ما بعد حرب94م وحتى اللحظة 
الكوادر العسكرية الجنوبية تملأهم حسرة مشتعلة صارت أكثر حضوراً في النفس مما تقع عليه العين، الحقوق مصادرة غائبة، والعدل مفقود والكرامة مهدورة تحولت بامتهانها قيادات جنوبية مؤهلة إلى سلعة منتهية الصلاحية لا قيمة لها حتى من ضحى بنفسه، يخدم الوطن في كل ذرة من رماله، رموا به مذموماً مقصياً بمرتب زهيد ضباط"عمداء ـ وعقداء" طمسهم نظام المخلوع صالح وأبادهم فلم يبق منهم سوى آثار أطلال وذكريات مؤلمة وهم من كانوا درعاً للوطن يحميه ، كوادر متخصصة بمؤهلات وخبرات طويلة أخرجت على مدى أعوام قادة ألوية وقادة كتائب وضباط وأفراد مؤهلين في كافة المجالات والفنون العسكرية لكنهم اليوم في منحدر الذل والهوان بعد أن رمى بهم النظام في سراديب الإقصاء والتهميش.
"عدن تايم " تفتح ملف معاناة الكوادر العسكرية الجنوبية في محافظة لحج الذين سلبهم النظام السابق إنسانيتهم وحقوقهم وما يزالون ينتظرون حلاً لقضيتهم وخلصت بالمعاناة الآتية : 

تجاهل حكومي
في البدء التقينا بالعميد المتقاعد في الجيش ورئيس الإنتقالي الجنوبي في الحوطة - أحمد علي ناصر الرجاعي تحدث لـ"عدن تايم" بكل الم متسائلا من جهته معرفة الأشخاص المسؤولين عن رسم السياسات في الدولة والتي نتج عنها إقصاء وتهميش الكثير من الضباط العسكريين وغيرهم في الوطن”.
ويضيف:" تخلت الحكومة عن مسؤوليتها تجاه هؤلاء المتقاعدين العسكريين و لم تحسن أوضاعهم وتركتهم نسيا منسيا” وأخيراً زادت الأوضاع في البلاد تعقيداً أيضاً”، متسائلا في الوقت ذاته ً “إلى أين تتجه البلاد هذه الأيام؟ وماذا بقي بعد كل هذه الممارسات التي أفسدت المجتمع وعبثت بكيان الدولة، ومن يحدد سياستها ويحافظ على أمنها؟ لماذا يحارب الأكفاء والمخلصين للوطن ويفضل عليهم المنافقون وغير الأكفاء؟”، مضيفاً “إن المؤامرة على الجنوب كبيرة جداً والتي يجري التخطيط لها من قبل جهات متعددة، ويتم تنفيذها بإياد داخلية تحت ذرائع مختلفة، الأمر الذي جعل الجنوب يعاني من مؤامرة تتمثل بتفكيك بنية الدولة من خلال نهب المعسكرات، ونشر الفوضى وتفكيك منظومة التعليم وتراجعه المستمر مع زيادة في رسوم الدراسة بالجامعات واتساع جيوب الفقر والبطالة بين طبقات الشعب دون توفير فرص عمل للعاطلين وارتفاع الأسعار والتلاعب بالغذاء والدواء دون ضوابط وانتشار الرشوة والمخدرات بين طبقات الشعب دون معالجة فعلية لها من قبل الجهات الرسمية بينما الفاسدون ولصوص المال العام يسرحون في البلاد دون حساب أوعقاب .

 تهميش وإقصاء :

مسرحون عطلت طاقاتهم عمدا وهم في أوجه العطاء والخدمة وقبل ان يبلغوا أحد الأجلين منهم العقيد - رشاد علي فضل رئيس المجلس العسكري في محافظة لحج من هؤلاء الضباط الذين جار عليهم قانون التسريح القصري يقول لـ"عدن تايم"  ـ عمل في عدة وحدات كمدرس في مدارس التدريب والتأهيل الفني للقوات المسلحة حتى عام94م ـ حسب قول العقيد رشاد يضيف  قائلاً: "نحن تحولنا إلى الوحدات كمدرسين لما نمتلكه من مؤهلات وخبرات طويلة وقد استطعنا أن نخرج كادراً مؤهلاً واليوم من بين طلابي من هم عمداء وقادة إلا أننا بعد 94 أُبعدنا عن أعمالنا وجردنا من مناصبنا وحرمنا من أدنى المستحقات. 
في الوقت الذي يمتلك بعض ممن كانوا طلاباً وأنا وأمثالي تم استثناؤنا وتسريحنا قسرا بينما جنود من ذوي الوساطات والقرابة من القيادات الشمالية تصرف لهم كل المستحقات "والرتب ـ وغيرها" وأضاف العقيد رشاد: " بعد أن نالنا التهميش والتسريح قمنا بتأسيس المجلس العسكري في لحج كان ذلك عام 14 - أكتوبر - 2000 م .. وقال رشاد : للعلم ان قيادة المجلس العسكري هم الذين في الساحات وهم الذين خرجوا في عام 2007 م وكان لهم دور مشرف في السبعينات والثمانينات وحتى التسعينات لكن الأوضاع الآن اختلفت حد وصف رشاد .

* خليك في البيت : 

العقيد /فؤاد علي حسين  ـ يتحدث معنا وقد بدت ملامح التعب والمرض على جسده النحيل يقول فؤاد التحق  بالقوات المسلحة عام87م، بعد تخرجه من الكلية العسكرية  عمل في مجال الاتصالات العسكرية كان له دور كبير في حرب 94 على الجنوب .. ويضيف تم تهميشه بعد احداث 94م الدامية التي دمرت دولة بكل مقوماتها العسكرية والمدنية .. يقول فؤاد عن معاناته : "ما حدث لنا بعد حرب صيف 94 أعتقد أنه لم يحدث حتى في الحرب العالمية الثانية والتي هي نزاع دولي بين، حلفين رئيسيين هما: قوات الحلفاء ودول المحور ، والذي حدث لنا هو "إقصاء ـ إبعاد ـ إضعاف وإذلال وحرمان وهذا بحد ذاته موت بطيء حتى شهاداتنا الأكاديمية لم تعتمد لأنها ليست من "باب اليمن" فأنا عقيد منذ عام 87م خليك في البيت حد تعبيره . بينما أنا مستحق عميد ركن بل حتى مصطلح "ركن" تم مصادرته علينا فأنا عقيد ركن لكنهم "شالوا" الركن بينما زملاؤنا من الشماليين عمداء وقادة ألوية ونحن في سلة المهملات، لذلك نحن نطالب باستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة لاسترداد كرامتنا ومكانتنا وحقوقنا المسلوبة .. يختتم حديثه بالقول : أصبحت اعاني مرض القلب وأنا بحاجة إلى إجراء عملية دعمات للقلب ولا أستطيع على تحمل تكاليفها لأني لم استلم راتبي وخليك في البيت.

* انفصاليون : 

رقيب في وزارة الداخلية  ـ عادل محمد حسين مساوئ من أبناء مدينة الحوطة  ـ تحدث لـ"عدن تايم" قائلا : التحقت في العمل العسكري في عام 1-1-1983 أخذت دورة تدريبية في ردفان لحج ليتم بعدها ترحيلي إلى أمن محافظة شبوة - في أحداث 13 يناير تعرضت للسجن في مليشيا لحج آنذاك، وبعد الأحداث الدامية عدت إلى عملي إلى وزارة الداخلية في العاصمة عدن حيث تم اعادتي مرة أخرى الى محافظة شبوة، اندلعت حرب 94 وكنت أحد من قاوم الاحتلال اليمني بعد سقوط العاصمة عدن خرجت قوة عسكرية إلى مايسمى ( صحن الجن ) حدود عمان بعد حرب 94 عاد العديد من زملائي إلى أعمالهم أما نحن تم فصلنا من العمل بحجة أننا ( انفصاليون ) يقول عادل بكل غضب "بعد الحرب المشؤومة تشردنا عقب اجتياح الجنوب ليتم أقصائنا من أعمالنا وحُرمنا من مستحقاتنا والرتب العسكرية ولازلنا منفيين داخل أوطاننا غير معترف بنا، لذلك نحن أمام نظام استبدادي احتلالي متخلف لم نستطع السكوت على ذلك الحال مع أننا نحن من نادى بالوحدة وكانت بالنسبة لنا ثقافة وكنا نحمل مشروعاً لبناء دولة مدنية حديثة تسودها العدالة والمواطنة المتساوية، لكننا فوجئنا بأنه لم تكن هناك دولة في الشمال وتم تدمير 225مصنع في الجنوب وتم إقصاء كل الكوادر الجنوبية المدنية والعسكرية حتى الآن.

* تدمير ممنهج :

القيادي في المجلس العسكري في محافظة لحج محمد محسن عياش تحدث لـ"عدن تايم" بالأرقام عن كيفية تدمير الجيش الجنوبي فقال : أكثر من (70 ألف) عسكري وموظف جنوبي أحيلوا إلى التقاعد الإجباري والقسري هكذا دمّر نظام صالح جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، تهميش الجنوبيين بعد حرب غزو الجنوب عام 1994م من قبل قوات وجيش نظام الدولة الشمالية "الجمهورية العربية اليمنية" تم اقصاء وتهميش الجنوبيين بشكل هستيري مما سبب اليوم وبعد اكثر من 22 عاماً من الوحدة اليمنية على قيام الجنوبيين بثورة سلمية تطالب استعادة دولتهم الجنوبية وجيشهم العسكري وحدودهم المرسومة ما قبل عام 1990م. وتابع محمد سنذكر لكم نماذج حية من سياسات الإقصاء والتهميش التي طالتنا نحن الجنوبيين :
- سيطرة الشماليين على قيادات الشرطة ، والأمن المركزي، والنجدة ، والقوات الخاصة ، وحتى أجهزة الاستخبارات .

* على قارعة الطريق :

في هذا الملف يستعرض عبدالرحمن عبدالله / مساعد أول وضع العسكريين المسرحين قصرا ، لـ"عدن تايم" : "بعد 94م اتخذ بحقنا قرار سياسي بتسريحنا عن العمل، ولم يراعوا من جانب إنساني، أي حق من حقوقنا، أخرجونا وكأننا لسنا من هذه البلاد، سواء في الجيش أو حتى  الموظفين المدنيين، نحن دخلنا الوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية الدولة التي انبثقت عن انقلاب عسكري ولكن الجنوب ولد من رحم الثورة  فنحن نتحدث بسبب اتخاذ قرار سياسي وقضيتنا سياسية  تركونا على قارعة الطريق، وأحرمونا من كل شيء، حولوا الجنوب من أول دولة عربية مزدهرة وأول دولة تعرف الانضباط بالجيش وأول دولة تعرف الحقوق إلى وكر وخراب".. وأضاف: "قضيتنا نحن هي بالأساس سياسية، فلأننا رفضنا الظلم والإلحاق يمارس ضدنا أبشع أشكال الحرمان والقهر من قبل من تبقى لنظام صالح  وحلفائهم أصحاب المصالح الذين لا يريدون وطنا ولا يريدون أمنا واستقرارا، يريدون دولة (الفيد)، الدولة في الشمال كانت تخضع لسيطرة نظام القبائل والنظام العسكري وأبناء القبائل والتجار والنظام الديني الذين لا يمتون للدين بأي صلة.. وهؤلاء من كانوا يحكمون البلاد نحن أتينا نريد دولة هي امتداد لدولة عربية موحدة ضمن مشروع قومي، إلا أنهم غزوا الجنوب واعتبروا كل ما فيه غنيمة واغتنموا كل المؤسسات المدنية والعسكرية وتم تسريح موظفينا منها ".

يمكن عرض تفاصيل الخبر بالكامل من مصدره الرئيسي احداث نت
" عدن تايم " تفتح ملف معاناة الكوادر العسكرية في لحج ، هذا الخبر قدمناه لكم عبر موقعنا.
وقد تم استيراد هذا الخبر " عدن تايم " تفتح ملف معاناة الكوادر العسكرية في لحج، من مصدره الاساسي موقع احداث نت.
ولا نتحمل في موقع من اليمن اي مسؤولية عن محتوى " عدن تايم " تفتح ملف معاناة الكوادر العسكرية في لحج.

قد تقرأ أيضا