احتفاءً بشهر رمضان: التواشيح الدينية في اليمن تجمع بين الأصالة والتجديد عبر فن أيوب طارش عبسي

تتحول ليالي شهر رمضان في اليمن إلى مناسبات لترديد التواشيح الدينية والابتهالات، حيث يكتسب هذا الفن أهمية خاصة بسبب أصالة وتنوع مدارس الغناء اليمني وعلاقته الوثيقة بالدين. يعبر اليمنيون عن موروثهم الثقافي من خلال هذه الفنون المختلفة، والتي تتواجد في مختلف المناسبات الاجتماعية مثل الأعراس والعزاءات والمناسبات الدينية، حيث تؤدى فردياً أو جماعياً.
يعتبر الفنان أيوب طارش عبسي أحد أبرز المساهمين في تجديد وتطوير فن التوشيح الديني، حيث دمج بين الموروث والتجديد في أعماله. يتمتع طارش بشغف عميق للفن الصوفي، وهو ما ينعكس في مسيرته الغنائية، حيث قدم العديد من التواشيح التي تبرز موهبته في الجمع بين الألحان والكلمات الشعرية. وقد اعتمد في بعض أعماله على قصائد قدمها شعراء صوفيين، بالإضافة إلى ألحان تراثية تناقلتها الأجيال عبر الزمن.
من أبرز تواشيح أيوب طارش، “جلاء القلب”، التي تحمل معاني عميقة ولحنًا مميزًا يعكس مشاعر المتلقي. ويأتي في مقدمة تلك التواشيح أيضًا “يا رب بهم وبآلائهم” و”أنت العزيز مدد مدد”، مما يعكس تنوع وغنى تراثه الفني.
عند حديثه عن رمضانيات أيوب، يبرز توشيح “رمضان يا شهر الصيام الأوحدِ” الذي كتبه الشاعر أحمد الجابري، في محاولة لجعل ليالي رمضان تحمل طابعًا روحيًا متجدداً من خلال الموسيقى والكلمات الهادفة.
يؤكد الباحث عبد العزيز سلطان المنصوب أهمية النصوص الصوفية في أعمال طارش، مشيرًا إلى ضرورة دمج الكلمات المعرفية مع الألحان الإيقاعية، وهذا ما يسعى الفنان إلى تحقيقه. يضيف المنصوب أن اليمن يمتلك ثراءً فنياً كبيراً، مشيراً إلى دور الزوايا الصوفية في الحفاظ على هذا التراث الثقافي.
ومع ذلك، يواجه التوشيح الديني في اليمن تحديات كبيرة، نتيجة الأوضاع الاقتصادية والأمنية والاجتماعية، مما يعيق جهود توثيق هذا التراث وحمايته من الضياع. في ظل هذه التحديات، يجد الكثيرون صعوبة في تجاوز هموم الحياة اليومية مما يطال هذا الجانب الثقافي والفني.