الكشف عن أبعاد قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية

كشفت المحامية والناشطة الحقوقية هدى الصراري عن أبعاد قرار الولايات المتحدة الأمريكية بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، حيث ترتبط هذه الخطوة بعدد من الاعتبارات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
وأوضحت الصراري أن هذا التصنيف يأتي في إطار الضغط على إيران، حيث تُعتبر الحوثيون أحد وكلائها الإقليميين. وأشارت إلى أن الهدف من هذا القرار يتمثل في تقويض الدعم الإيراني للجماعة، بما يضعف نفوذها في المنطقة. ولفتت إلى أن الحوثيين أصبحوا يشكلون تهديدًا مباشرًا لمصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، خصوصًا بعد استهدافهم السفن التجارية والقواعد الأمريكية.
كذلك، عكس القرار التزام واشنطن بدعم التحالف الذي تقوده السعودية، الذي سبق أن طالب بتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية. ورأت الصراري أن فرض العقوبات يمكن أن يمثل وسيلة ضغط لدفع الحوثيين نحو تقديم تنازلات في المفاوضات المرتبطة باليمن.
وأشارت إلى أن نجاح القرار يعتمد على عدة عوامل، منها قدرة واشنطن على تنفيذ عقوبات اقتصادية ضد الحوثيين وأثر ذلك في الميدان. كما نوهت إلى إمكانية وجود معارضة من جهات دولية، وخاصة الأمم المتحدة، إذا اعتُبر التصنيف عقبة أمام جهود السلام.
وبشأن التأثير الاقتصادي لهذا القرار، قالت الصراري إن التأثير قد يكون محدودًا، نظرًا لأن الحوثيين لا يعتمدون كثيرًا على النظام المالي الأمريكي. لكن هناك تحديات قد تواجههم، مثل صعوبة الحصول على تمويل خارجي وفرض عقوبات على أي جهات تتعامل معهم. إضافة إلى ذلك، قد يؤدي قرار إدراج أحد قادة الحوثيين في قائمة الإرهاب إلى تعقيد أي محادثات رسمية.
وفي الختام، رأت الصراري أن القرار سياسي في المقام الأول، ويهدف إلى الضغط على الحوثيين وإيران، لكنه قد يفتقر إلى تأثير اقتصادي كبير في ضوء اعتماد الحوثيين على شبكات تمويل غير تقليدية. ودخل الأمر التنفيذي الأميركي القاضي بتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية حيز التنفيذ في 3 مارس 2025، بعدما عادت إدارة ترامب لتصنيفهم بعد أن ألغته إدارة بايدن.