استبعاد المتقدمين من المنح الدراسية يكشف الفساد والمحسوبية في اليمن

أثارت قضية الطالب المتفوق عبد العزيز محسن القفان، الحائز على المركز الأول مكرر على مستوى الجمهورية والأول بين طلاب محافظة شبوة، جدلاً واسعاً بعد استبعاده من قائمة المنح الدراسية المعلن عنها حديثاً. على الرغم من استيفائه كافة الشروط المطلوبة للحصول على المنحة، فإن هذا الاستبعاد طرح تساؤلات حول آليات اختيار المستفيدين من المنح.
في رسالة مؤثرة وجهها إلى الصحفي عبد الرحمن أنيس، أشار القفان إلى معاناته المستمرة في محاولته الحصول على منحة دراسية مستحقة، موضحاً أنه تم تجاهله ومنحه الفرص لآخرين بفضل المحسوبية والوساطة. وعبّر عن استغرابه قائلاً: “تفاجأت بعدم إدراج اسمي في كشوفات المنح، رغم أنني استوفيت كل الشروط. كيف يمكن لطلاب آخرين الحصول على المنح وعدم الاعتبار لكفاءتي؟”.
كما دعا عبد العزيز الجهات المختصة إلى اتخاذ إجراءات فورية لإنصافه ومنحه حقه في المنحة. وأكد أن تحقيق العدالة هو حق لجميع الطلاب المتفوقين الذين يسعون لمستقبل أفضل.
تجدر الإشارة إلى أن هذه القضية ليست الوحيدة من نوعها، فقد تم الكشف عن فضائح سابقة تتعلق بنظام توزيع المنح الدراسية، حيث أظهرت تسريبات أن المنح تم تقاسمها بين أبناء وزراء ومسؤولي الحكومة الشرعية. وقد أثار هذا الأمر موجة من الغضب والانتقادات، باعتباره دليلاً على تفشي الفساد في وزارة التعليم العالي.
أثارت قضية القفان ردود فعل غاضبة من الأوساط التعليمية والحقوقية، حيث اعتبر الناشطون أن ما يحدث يعد نموذجاً صارخاً للفساد الإداري الذي يحرم الطلاب المتفوقين من حقوقهم. كما دعا هؤلاء إلى محاسبة المتورطين وضمان تحقيق العدالة في توزيع الفرص التعليمية.
في ظل هذه التطورات، تمت المطالبات بإصلاح نظام المنح الدراسية، ووضع آليات ملائمة وشفافة لاختيار المستفيدين، مشددين على أهمية توفير فرص تعليمية متكافئة لجميع الطلاب، خصوصاً في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها قطاع التعليم في اليمن.