اخبار اليمن

مفاوضات أميركية-حماس المباشرة: دلالات وأبعاد جديدة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي

أعلنت الإدارة الأمريكية أنها أجرت اتصالات مباشرة مع حركة حماس في الدوحة لمناقشة اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. تأتي هذه الخطوة في وقت حساس، إذ انتهت المرحلة الأولى من الاتفاق بينما تنتظر غزة المساعدات الإنسانية المقطوعة بعد أن أغلقت إسرائيل جميع المعابر.

يرغب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق لإطلاق سراح المزيد من الأسرى الإسرائيليين دون تقديم أي تعهدات أو استكمال الالتزامات السابقة. لكن حماس تشدد على ضرورة بدء مفاوضات المرحلة الثانية، والتي تتضمن إنهاء الحرب وعودة الجيش الإسرائيلي من غزة، وتحضير المرحلة الثالثة لإعادة إعمار القطاع المدمر.

في سياق هذا الحوار الأمريكي مع حماس، قال المحلل السياسي إبراهيم المدهون إن الحركة تستقبل الحوار بشكل إيجابي، حيث ترى فيه فرصة للتواصل مع القوى الدولية، رغم أنه يحدث بشكل مباشر للمرة الأولى، مما يدل على تحول استراتيجي في السياسة الأمريكية تجاه الصراع.

الحوار الذي يقوده آدم بولر، مبعوث الرئيس الأمريكي، يركز على موضوع الأسرى. وعلى الرغم من كونه محادثات إنسانية، إلا أنه يعكس تحولاً تكتيكياً في موقف واشنطن بعد فشل الأهداف في الحرب على غزة، ويعبر عن اعترافها بأن حركة حماس تعد جزءاً مهماً من المعادلة السياسية.

ورغم الضغوط الممارسة من قبل نتنياهو على الإدارة الأمريكية لوقف هذه المحادثات، إلا أن هذه المفاوضات تُظهر حقيقة ضعف إسرائيل وعجزها عن تحقيق انتصارات؛ فعلى الرغم من استعمال جميع الوسائل، لم تتمكن من إنهاء الصراع مع حماس.

أما بالنسبة لمطالب حماس المحتملة، فإنها من الممكن أن تشمل رفع اسم الحركة من قائمة “الإرهاب” الأمريكية، والاعتراف بدورها كطرف سياسي في المنطقة، بالإضافة إلى ضمان دورها في أي عملية سياسية مستقبلية.

يرى بعض المحللين أن هذا التوجه قد يعني بداية تحول في السياسة الأمريكية تجاه حماس، مع ضرورة أن توازن الحركة بين الضغط الأمريكي والواقع الجديد. ومع كل ذلك، لا تزال تهديدات ترامب قائمة، حيث حذر من عواقب وخيمة إذا لم تستجب حماس لمطالب الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.

في النهاية، يُظهر المشهد الحالي أن حماس قد تكون أمام فرصة تاريخية لتغيير سلوكيات العلاقة مع القوى الكبرى، وأي نجاح لها في هذا السياق قد يعزز موقفها على الساحة الدولية ويعيد تشكيل الرواية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال.

مصدر الخبر الأصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى