اخبار اليمن

عيدروس الزبيدي يعلن تشكيل “مجلس شيوخ الجنوب العربي” وسط تحذيرات من مخاطر استدعاء الماضي السياسي

تتوالى ردود الفعل من السياسيين والباحثين اليمنيين تجاه قرار عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، بإنشاء “مجلس شيوخ الجنوب العربي”. حيث أصدر الزبيدي سلسلة من القرارات التي تشمل تشكيل “اللجنة التحضيرية لمجلس شيوخ الجنوب”، والتي عُهد بها إلى علي عبدالله سالم الكثيري.

تحذر الآراء السياسية من المخاطر المرتبطة بعودة السلطنات والمشيخات، مؤكدين أن هذا الاتجاه يهدد بتحقيق تمزق إضافي في الجنوب. وقال ياسين سعيد نعمان، السياسي والدبلوماسي، إن استحضار الماضي السياسي كوسيلة لحل مشاكل الحاضر هو أمر خاطئ، مشددًا على أهمية الهوية الوطنية ودور المجتمع في صياغتها.

وفي هذا السياق، سلط نعمان الضوء على أن قرارات كهذه قد تفتح الباب لإحياء نوع من الحكم التقليدي، مما يهدد بتمزيق الهوية الوطنية المتساوية التي سعت ثورة 67 إلى تأسيسها. واعتبر أن على البلاد أن تتجه نحو تشكيل قيادات مجتمع مبنية على المواطنة وليس على الانتماءات التقليدية.

من جهته، وصف الكاتب الصحفي عامر الدميني تشكيل هذا المجلس بأنه يعيد إحياء ماضي الاستعمار البريطاني، مشيرًا إلى أن هذا الأمر قد يؤدي إلى تفتيت الوضع القائم أكثر. وبينما اعتبر أن عيدروس يسعى إلى بناء كيان جديد، رأى أنه ليس هناك متسع من الوقت للحنين إلى ماضٍ لم يعد ملائمًا.

كذلك، أشار الباحث مصطفى الجبزي إلى أن هذه الخطوة تبدو كإشارة إلى محاولة للعودة إلى الماضي السياسي، متخذاً من تشكيل مجلس الشيوخ تجسيدًا للتحديات التي تواجه الوعي السياسي اليمني. وأكد أن التصور الحالي يسعى لاستعادة السلطة التقليدية على حساب الحقوق الإنسانية والمواطنة الشاملة.

وبينما يتنامى الجدل حول هذا الموضوع، يتوقع الباحثون أن هذا النهج قد يؤدي إلى نزاعات حقيقية تعرقل الجهود الرامية إلى الاستقرار. فمما لا شك فيه أن إنشاء مثل هذه المجالس يتعارض مع الإرث السياسي الذي تم بناؤه على مدار العقود الماضية، وقد يؤثر سلبًا على تطلعات البلاد نحو التوحد والمواطنة؛ حيث أن الشكل الهرمي الذي قد يُبنى هنا سيكون بعيدًا عن مفهوم الدولة الحديثة المبنية على قيم العدالة والمساواة.

مصدر الخبر الأصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى