إسرائيل تواجه تحديات في حربها ضد اليمن رغم تفوقها العسكري

بقيت جبهة اليمن، التي تقودها حركة أنصار الله، المعروفة بـ”جماعة الحوثي”، وحدها في ميدان المواجهة مع إسرائيل، على الرغم من الضربات الشديدة، والأثمان الباهظة التي تكبدتها الجماعة والشعب اليمني.
في يوليو/تموز 2024، أسفرت إحدى الهجمات اليمنية عن مقتل إسرائيلي في تل أبيب، جراء إصابة مباشرة بمسيّرة يمنية، مما اضطر الحكومة الإسرائيلية للرد سعيًا لاستعادة صورة الردع.
وقالت إسرائيل إنها تخوض حربًا على سبع جبهات في وقت واحد، وقد بالغت في تقدير قوة خصومها لتدعم روايتها بأنها تقود معركة أحرار العالم ضد محور الشر.
فوجئت إسرائيل بالاتفاق الذي أبرم بين جماعة الحوثي والولايات المتحدة، الذي نص على تجنب الهجوم على الأهداف الأميركية وطرق الملاحة، دون شمول الأهداف الإسرائيلية.
الهجمات اليمنية، التي شملت عشرات الصواريخ البالستية والفرط صوتية ومئات الطائرات المسيرة، لم تسفر إلا عن قتيل إسرائيلي واحد وإصابات محدودة، معظمها ناجم عن التدافع والهلع.
أطلقت إسرائيل على أول عملياتها ضد اليمن اسم “الذراع الطويلة”، ما صار تعبيرًا عن استراتيجية شاملة تعتمدها إسرائيل لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط.
النتائج المعنوية للهجمات اليمنية كبيرة جدًا، حيث أظهرت مدى اتساع الرفض الشعبي العربي للسياسات الإسرائيلية والتضامن مع الشعب الفلسطيني.
تهاجم إسرائيل أهدافًا في سورية ولبنان وحتى في العراق وإيران، دون أن تضطر طائراتها إلى دخول أجواء هذه الدول، باستخدام صواريخ جو-جو أو صواريخ أرض-أرض.
استهداف اليمن وردع جماعة أنصار الله يطرح جملة من التعقيدات، حيث تتطلب العمليات تحضيرًا وحذرًا، وتكمن الصعوبة في “العمى الاستخباري” وغياب خريطة الأهداف.
تبدو إسرائيل عاجزة تمامًا عن التفكير في حلول واقعية وسياسية خارج نطاق القصف والاغتيال والنار والدمار.