اخبار اليمن

ترامب يعلن وقف إطلاق النار مع الحوثيين في اليمن في تحول تكتيكي يحمل ملامح التراجع الأمريكي في المنطقة

أعلنت الولايات المتحدة مساء الثلاثاء 6 مايو وقفًا لإطلاق النار مع جماعة الحوثيين في اليمن، في خطوة وُصفت بأنها تعكس تراجعًا تكتيكيًا أكثر من كونها إنجازًا سياسيًا أو عسكريًا.

وجاء الإعلان بعد أسابيع من تصعيد غير مسبوق بين القوات الأمريكية والحوثيين، خاصة في البحر الأحمر، حيث أسقط الحوثيون سبع طائرات مسيّرة أمريكية، وفُقدت طائرتان مقاتلتان، وخسرت واشنطن ما يزيد عن مليار دولار دون تحقيق مكاسب استراتيجية تُذكر.

قال الكاتب والمحلل السياسي د. عمران خالد في مقال نشرته صحيفة ذا هيل الأمريكية إن هذا التراجع الأمريكي يُعد مؤشرًا على فشل نهج القوة في التعاطي مع واقع سياسي وأمني معقد يتجاوز حدود اليمن ليطال عمق التحالفات الأمريكية في المنطقة.

الهدنة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استثنت إسرائيل بشكل لافت، مما أثار استياءً في تل أبيب وكشف عن تصدع في المحور الأمريكي–الإسرائيلي. فقد واصل الحوثيون استهداف المصالح الإسرائيلية “تضامنًا مع فلسطين”، وردت إسرائيل بقصف مطار صنعاء الدولي.

اعتبر الحوثيون ما حدث نصرًا رمزيًا واستراتيجيًا، إذ أجبرت واشنطن على التفاوض دون تحقيق أهدافها العسكرية. في المقابل، ظهرت ملامح ارتباك في مواقف بعض الدول العربية الحليفة لواشنطن، خاصة تلك التي راهنت على تحجيم الحوثيين عسكريًا وسياسيًا.

تتهم إيران بأنها المحرّك الأساسي للحوثيين، رغم أنها لم تكن طرفًا مباشرًا في المفاوضات. وتشير تقارير إلى أن طهران ربما شجعت الجماعة على الدخول في التهدئة ضمن حسابات إقليمية أوسع تتعلق بمحادثاتها النووية وسعيها لتخفيف حدة التوتر مع واشنطن.

يرى د. عمران خالد أن وقف إطلاق النار قد يكون جزءًا من تفاهمات غير معلنة بين واشنطن وطهران. وفي كلتا الحالتين، تبقى إيران المستفيد الأكبر من استمرار الحوثيين كلاعب فاعل في معادلات الإقليم.

بحسب المقال، حاول ترامب تسويق وقف إطلاق النار بوصفه “انتصارًا أمريكيًا” ونتيجة للقوة، بينما يُظهر الواقع أنه تراجع مغلف بالتهويل السياسي. ويعتبر الكاتب أن ما جرى هو “ترتيب تكتيكي” قابل للانهيار في أي لحظة، خاصة مع تأكيد الحوثيين احتفاظهم بحق استئناف الهجمات.

أشار المقال إلى أن منطقة الشرق الأوسط تدخل مرحلة جديدة من الضبابية، حيث تتقلص موثوقية الولايات المتحدة كضامن أمني، وتتزايد التساؤلات حول جدوى التحالف مع واشنطن. أما إسرائيل، التي باتت أكثر عزلة، فمصداقية ردعها أصبحت على المحك.

ختم د. عمران خالد مقاله بالقول إن قرار ترامب لا يعكس استراتيجية للسلام، بل محاولة للهروب من كلفة صراع لم يُحسم، وأن الاستراحة الحالية قد لا تطول في ظل ديناميكيات الشرق الأوسط المتغيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى