اخبار اليمن

فتحي بن لزرق يتحدث عن مأساة في اليمن

رسم الصحفي فتحي بن لزرق صورة قاتمة للوضع في اليمن، معتبرًا أن كل ما يحدث من خراب في البلاد يدمي قلبه.
وأشار بن لزرق إلى طائرات “الخطوط الجوية اليمنية” المتوقفة كرمز للفاجعة، قائلاً: “يكفي أن تسرد حكاية أربع طائرات من طيران اليمنية ليُفتح أمامك باب الفاجعة على مصراعيه، فتبدأ الرواية من جناح مكسور، ومطار مغلق، وسماء يمنية حُجبت عنها الرؤية، ثم تنتهي بخاتمة دامية، عنوانها: وطنٌ في الرمق الأخير، ووحشٌ يتربّص بما تبقّى من روحه.”

وهاجم بن لزرق الحوثيين بشدة، معتبرًا أنهم “ليسوا امتدادًا لفكرة وطن، ولا ورثة حضارة، ولا حتى نتاجًا لواقعٍ يمني”.
ووصفهم بـ”تجلٍّ صارخ لعدمية سوداء جاءت من خارج الجغرافيا والهوية والذاكرة”.
وأضاف أنهم كلما بزغ فجر على هذه الأرض “دفنوه تحت أكوامٍ من الحقد، وكلما نهض الناس، أهالوا على ظهورهم جبالًا من الرمل والركام والموت”.

ولفت إلى واقع مطار صنعاء المقفل منذ سنوات، وموانئ الحديدة الصامتة، وطائرات اليمنية الراسية كـ”شواهد على قبر وطنٍ لم يُمنح حتى حق التنفس”.
وأكد أن هذا الخراب “لم يُبنَ بالصدفة، بل كان فعلاً مقصودًا، ممنهجًا، تم بإرادة سياسية لا ترى في اليمن إلا ساحة حربٍ أبدية، لا شعب له، ولا تاريخ يُحترم، ولا مستقبل يُراد له أن يولد”.

وشدد بن لزرق على أن “ليس في قاموس هذه الجماعة شيء اسمه الوطن.
لا الموانئ تعنيهم، ولا المطارات تهمهم، ولا الطائرات ولا الركّاب ولا الأمهات المنتظرات في المطارات…
هذه المآسي لا تسكن وجدانهم”.

واعتبر بن لزرق أن الشعب اليمني بالنسبة للحوثيين هو “تفصيل صغير على هامش معركتهم الكبرى، معركة استرداد ‘مقامات الأجداد’ المزعومة، لا في صنعاء ولا في مأرب أو عدن، بل خارج اليمن تمامًا”.

واختتم بن لزرق مقاله برسالة تحذيرية لمستقبل اليمن في حال سيطرة الحوثيين الكاملة، متخيلًا “وطن بلا مطار، بلا ميناء، بلا مدرسة، بلا أجر، بلا صحافة، بلا نساء، بلا أغاني، بلا أطفال يضحكون…
وطنٌ بلا حياة”.
وتوقع أن اليمن، إذا تمكن عبدالملك الحوثي من رقاب الجميع، “لن يكون بعدها سوى صفحة منسية في كتب الخراب، عنوانها: ‘هكذا انتهت الأرض التي كانت تدعى اليمن.'”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى