اخبار اليمن

ما لا تعرفه عن مجمع الملك عبد العزيز لإنتاج كسوة الكعبة المشرفة

يُعد مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة أحد أهم المعالم الإسلامية البارزة في المملكة العربية السعودية، حيث يمثل رمزًا للاهتمام الكبير بخدمة الحرمين الشريفين ورعاية الكعبة المشرفة. تأسس هذا المجمع في عام 1346هـ (1925م) بأمر من الملك الراحل عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، بعد أن كانت كسوة الكعبة تُصنع في مصر لقرون طويلة.

يُعتبر مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة مؤسسة متكاملة ومتخصصة في صناعة كسوة الكعبة، حيث يستخدم أحدث التقنيات في صناعة النسيج والزخرفة. يحتوي المجمع على أقسام متعددة، منها قسم نسيج الحرير الأسود المستخدم في الكسوة، وقسم الطباعة والتطريز الذي يُستخدم لتطريز الآيات القرآنية والنقوش الإسلامية بخيوط الذهب والفضة.

يبدأ تصنيع كسوة الكعبة بتحضير الحرير الطبيعي الخام، الذي يُصبغ باللون الأسود باستخدام تقنيات متقدمة. بعد ذلك، يُنقل القماش إلى قسم النسيج حيث يُحاك بأسلوب خاص باستخدام آلات حديثة. تُنفذ بعض الأجزاء يدويًا للحفاظ على الطابع التراثي. تتم عملية التطريز، حيث تُكتب الآيات القرآنية والنقوش الإسلامية بخيوط الذهب والفضة، ويُستخدم في ذلك أكثر من 120 كيلوغرامًا من الخيوط المعدنية.

تُنقل القطع المطرزة إلى قسم الخياطة والتجميع، حيث تُجمع الكسوة بالكامل في أربع قطع تُركب على جوانب الكعبة، بالإضافة إلى قطعة خامسة تُغطى بها الستارة. تُصنع الكسوة الجديدة في صباح اليوم التاسع من شهر ذي الحجة من كل عام، بالتزامن مع وقوف الحجاج بعرفة.

يستهلك المجمع أكثر من 700 كيلوغرام من الحرير سنويًا، ويستخدم أكثر من 100 كيلوغرام من خيوط الذهب والفضة، ويعمل به أكثر من 200 موظف سعودي. يُعتبر المجمع مزارًا سياحيًا للزيارات الرسمية والعامة، مما يعزز الوعي بأهمية هذا التراث الإسلامي الفريد.

يُعتبر مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة منارة حضارية وروحية، تجسد الإيمان والفن، وتُعد تعبيرًا عن عناية المملكة المستمرة بالكعبة المشرفة، مما يضفي عليها شرف خدمة قبلة المسلمين بأعلى درجات الإتقان والتقدير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى