تعز تستعيد أنفاسها بعد عقد من الحرب: سكان يعودون بدعم من المفوضية وبفضل الأمل

تعد مدينة تعز، التي كانت تعاني من الحصار لسنوات، واحدة من أكثر المناطق تضرراً جراء الحرب في اليمن. ورغم مرور أكثر من عشر سنوات على النزاع، بدأت المدينة تسترجع أنفاسها بفضل الدعم المقدم من المنظمات الإنسانية، وعلى رأسها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR).
في إبريل الماضي، عادت سوسن الأشول، التي تعمل في المفوضية، إلى المدينة بعد سبع سنوات من الغياب، وشهدت عودة بدأتها بزيارة محلية وشارك فيها الوكالة السويدية للتعاون الدولي الإنمائي (Sida).
وقالت سوسن: “تعز ما زالت محاصرة، وما زالت تفتقر للخدمات، لكن أهلها صامدون، يعيدون بناء حياتهم، ويعلمون أبناءهم”. وأضافت أن كل ما يحتاجونه هو القليل من الدعم لإكمال طريقهم.
من خلال برامج إعادة تأهيل المساكن، التي تنفذها المفوضية بالتعاون مع منظمة صدى لتمكين النازحين في اليمن (NMO)، حصلت نحو 1,700 أسرة في تعز على مساعدات نقدية لإصلاح منازلهم المتضررة في عام 2024، مما وفر لهم الأمان والكرامة وبداية جديدة.
ورغم هذا التقدم، تحذر المفوضية من أن الفجوات في التمويل تهدد استمرار هذه المساعدات، وسط تزايد عدد اليافعين المحتاجين، والذين يقدر عددهم بنحو 19.5 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، منهم 4.8 مليون نازح داخلي.
خلال الزيارة، اطلع الوفد على مبادرات يقودها السكان بأنفسهم، مثل مراكز تطوعية لتعليم الأطفال في مبانٍ مهدمة، وتحسينات في مكاتب الأحوال المدنية بفضل أنظمة الطاقة الشمسية التي زادت قدرتها على إصدار الوثائق الرسمية.
وأكدت سوسن أن “الحل الأمثل يأتي من الداخل، كل ما نحتاجه هو أن نتمكن، وأن نعمل بيد العون”.
وفي ختام الزيارة، التقت سوسن بأستاذها الجامعي، وزارا منزل عائلتها القديم، حيث وجدت أن المدينة التي أنهكتها الحرب ما زالت صامدة، متمسكة بالحياة والأمل.
وقالت مارغريت هاريس، المتحدثة باسم المفوضية في اليمن: “أشخاص مثل سوسن يجسدون معنى الحماية الحقيقية. إنهم يجمعون بين العلم والمعرفة وثقة الناس، ويحولونها إلى عمل وإنجاز”.