منظمة حقوقية: تقارب اليمن مع روسيا يهدد مصداقيته ويعزز نفوذ الحوثيين

أصدرت منظمة “إمباكت” الدولية لسياسات حقوق الإنسان تقريرًا تناول فيه الزيارة الرسمية لرئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، إلى موسكو ولقائه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وقالت المنظمة في تقريرها إن روسيا تحافظ على علاقات دبلوماسية وأمنية مع الحوثيين، رغم استضافتها لقادة الحكومة اليمنية، مشيرة إلى تقارير استخباراتية عن وجود عملاء روس في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
وأشارت إلى أن هناك مزاعم بتزويد الحوثيين بأسلحة روسية الصنع، بما في ذلك صواريخ مضادة للسفن، عبر وسطاء مثل تاجر الأسلحة المدان فيكتور بوت.
ورأت أن زيارة العليمي إلى موسكو، التي تمت في مايو ويونيو 2024، كانت تهدف إلى تعميق التعاون الثنائي وإحياء العلاقات بين البلدين، لكنها جاءت بتجاهل واضح للفظائع الروسية في أوكرانيا.
وأضافت أن الرئيس العليمي اختار التحالف مع روسيا رغم انتهاكاتها لحقوق الإنسان، وهو ما يُبرز استراتيجية سياسية متجذرة في المصلحة الذاتية قصيرة المدى.
وأوضحت أن الزيارة مثّلت أول لقاء مباشر بين رئيسي الدولتين اليمنية والروسية منذ تشكيل المجلس الرئاسي اليمني في 2022، وضمّ الوفد اليمني وزراء النفط والصحة والثقافة والدفاع.
وبينت أن هذه الخطوة تأتي في سياق تناقض أخلاقي صارخ، حيث يواصل العالم إدانة روسيا لغزوها لأوكرانيا، بينما تصافح القيادة اليمنية مدبر هذا العدوان.
وثّقت المنظمات الدولية، بما في ذلك “هيومن رايتس ووتش”، جرائم روسيا في أوكرانيا، مثل الإعدامات بإجراءات موجزة وتعذيب المدنيين والتهجير القسري.
وأكدت أن صمت الرئيس العليمي عن إصدار بيان قلق بشأن هذه الانتهاكات ليس عرضيًا، بل هو حسابات سياسية تُعطي الأولوية للانحياز الانتهازي على حساب الوضوح الأخلاقي.
وأشارت إلى أن وزارة الخارجية اليمنية أشادت بالدعم الروسي “الثابت”، لا سيما في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث تواصل موسكو حماية الحوثيين من إدانة دولية أشد.
وتابعت أن هذا الدعم ضمن لروسيا حرية التصرف في اليمن بشأن عدوانها على أوكرانيا، وأن التقارب مع الكرملين مدفوع بالحوافز الاقتصادية، مثل جذب استثمارات روسية في النفط والتعدين والبنية التحتية.
وأضافت أن اليمن يحتاج إلى أسلحة متطورة وتدريب ونفوذ دبلوماسي في صراعه مع الحوثيين، وأن المجمع الصناعي العسكري الروسي يقدم حلولًا، رغم حفاظ روسيا على روابط سرية مع الحوثيين.
ورأت أن قبول اليمن بازدواجية روسيا يُرسل إشارة خطيرة، مفادها أن القادة الوطنيين سيتسامحون مع الدعم الأجنبي لأعدائهم طالما أن المكاسب الاقتصادية أو الدبلوماسية مُتاحة.
وأفادت بأن عواقب التقارب بين اليمن وروسيا ليست مجردة، بل هي شخصية ومميتة لمئات اليمنيين الذين جُندوا للقتال في أوكرانيا.
وأكدت أن الحكومة اليمنية لم تُدن هذه الانتهاكات ولم تُجرِ تحقيقًا فيها، وأن صمتها يُعد “تواطؤًا”.
وطبقا للتقرير، فإن التحالف مع روسيا قد يسفر عن فوائد قصيرة الأجل، لكن المخاطر طويلة الأجل كبيرة، مثل فقدان المكانة الأخلاقية والعزلة عن الحلفاء ورد فعل محلي عنيف.
ودعت منظمة “إمباكت” الدولية المجتمع الدولي لإيجاد طريقة لإشراك اليمن دون مكافأة انجرافه نحو الانتهازية اللاأخلاقية.
وخلصت إلى أن زيارة العليمي إلى موسكو تجسد توجهًا أوسع في السياسة الدولية، حيث تُهمّش الأخلاقيات من أجل البقاء.
وأكدت أن الصمت على حرب روسيا في أوكرانيا ليس حيادًا، بل إهمال، وبالنسبة لمئات الشباب اليمنيين الذين استُخدموا وقودًا للمدافع، فهو حكم بالإعدام.