“وول ستريت جورنال”: الحوثيون هزّوا البحرية الأمريكية وأحدثوا تحولا في الحرب البحرية.

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن جماعة الحوثي في اليمن أحدثت تحولًا كبيرًا في الحرب البحرية، حيث أجبرت البحرية الأمريكية على إعادة تقييم استراتيجيتها في المنطقة.
أوضحت الصحيفة أن القتال العنيف بين الحوثيين والبحرية الأمريكية في البحر الأحمر دفع بحارة الأخيرة إلى حافة الانهيار، قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوائل مايو/أيار الماضي. وأكدت أن وتيرة العمليات أثرت بشكل كبير على البحارة، الذين كانوا مضطرين للبقاء متيقظين على مدار الساعة بسبب الهجمات المستمرة من قبل الحوثيين.
قال مسؤولون أمريكيون إن القتال مع الحوثيين قدم تجربة قتالية لا تقدر بثمن، مشيرين إلى التنوع المدروس الذي أظهرته القوات المسلحة اليمنية في عملياتها الهجومية على القوات الأمريكية. وأشاروا إلى أن الحوثيين استخدموا طائرات مسيرة وصواريخ انزلاقية فوق الأمواج، مما زاد من تعقيد مهمة تتبعها.
شاركت واشنطن بنحو 30 سفينة أمريكية في العمليات القتالية بالبحر الأحمر منذ أواخر 2023، مما يشير إلى حجم الردع الذي فرضته الجماعة المتمردة في اليمن. وأكدت الصحيفة أن الحوثيين استفادوا من تكنولوجيا الصواريخ والطائرات المسيرة الرخيصة الثمن التي حصلوا عليها من إيران، مما مكنهم من شن هجمات متعددة على السفن الأمريكية.
أدى نشر القوات الأمريكية لقتال الحوثيين إلى سحب موارد وعتاد عسكري كانت موجهة إلى الجهود المبذولة في آسيا لردع الصين، وتسبب في تأخير جداول صيانة حاملات الطائرات. ويعتقد مسؤولون في البحرية الأمريكية أن قتالهم ضد جماعة الحوثي قدم لهم خبرة قتالية لا تقدر بثمن.
أشارت وول ستريت جورنال إلى أن المواجهات بين الحوثيين والأميركيين يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023 كانت أعنف قتال تتعرض له سفينة حربية تابعة للبحرية الأميركية منذ ما يقرب من قرن، حيث أسقط الحوثيون أكثر من 12 طائرة مسيرة و4 صواريخ كروز سريعة التحليق.
قال برايان كلارك، الخبير الاستراتيجي السابق في البحرية والزميل البارز في معهد هدسون، إن نشر حاملة طائرات في المنطقة يمثل “فرصة سهلة في المنطقة، وفي نطاق أسلحة الحوثيين”. وأضاف أن البحرية الأمريكية اعتادت العمل في بيئة مماثلة في الخليج العربي، لكن ردع الميليشيات مثل الحوثيين أصعب من ردع الحكومة النظامية.
خضع فقدان الطائرات المقاتلة الثلاث التابعة لحاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس ترومان” للتحقيق من قبل البنتاغون. وصرح مسؤول في البحرية الأمريكية: “إنه أمر غير مسبوق. ربما يكون مجرد مصادفة أو سوء حظ – أو ربما هناك بعض المشكلات الكامنة”.
في حين لم ينجح الحوثيون في ضرب سفينة أمريكية، إلا أنهم تحسنوا في تتبع الأهداف المتحركة. وبحسب ما ورد على لسان ضابط قضى ستة أشهر في البحر الأحمر، كانت مراجعة إعدادات الرادار وتحسينها لتجنب التقاط نتائج إيجابية خاطئة مع الاستمرار في رصد التهديدات على مسافة مناسبة من أصعب المهام ومصدرًا رئيسيًا للتوتر لمشغلي السفن.