خلف غضب الشبان اليمنيين.. كيف نجحت الثقافة اليمنية في الصمود رغم الحروب؟

قصفت إسرائيل شمال اليمن في أوائل مايو بعد أن أطلق الحوثيون صاروخًا باليستيًا بالقرب من مطار بن غوريون الدولي خارج تل أبيب، ونُشر فيديو على موقع “X” يُظهر ثلاثة شبان يمنيين يمضغون القات ويحملون البنادق.
انتشر الفيديو على نطاق واسع في إسرائيل، حيث سخر مستخدمون من مظهرهم التقليدي، واعتبره بعضهم دليلًا على أن اليمن “عالق في الزمن” كما وصف الكاتب والصحفي تسور شيزاف الذي زار اليمن عام 2007 للقاء آخر يهود البلاد.
وصف شيزاف مدينة صنعاء القديمة بأنها مدينة حية، متجذرة في تراثها الثقافي العريق، حيث أُدرجت على قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 1986، ويُعد الحفاظ على العمارة التقليدية من أبرز سمات الثقافة اليمنية.
يقول المصور والباحث الثقافي نفتالي هيلجر، الذي زار اليمن سبع مرات، إن مدينة صنعاء القديمة من أجمل المدن التي رأى، حيث تتميز بأسلوبها المعماري الفريد، ويهتم سكانها كثيرًا بمظهرها.
وأشار هيلجر إلى أن اليمن بلدٌ منغلق ومحافظ، لذا فإن ثقافته خالية من التأثيرات الخارجية، وأن حفلات الزفاف تقام مساء كل خميس، كما حُفظت الموسيقى والإيقاع والرقص اليمني لمئات السنين دون تغيير.
في ظل الحرب التي يشنها الحوثيون، تُعتبر الثقافة وسيلة للعصيان المدني، خاصة للنساء والشباب، وتقوم منظمات مثل “نسيج” بتنظيم عروض مسرحية للتوعية بقضايا مثل زواج الأطفال.
وثقّت المصورة بشرى المتوكل وضع المرأة اليمنية، بينما ترسم الفنانة هيفاء سبيع رسومات غرافيتي في شوارع عدن تعبر فيها عن عواقب الحرب ورغبتها في السلام.
وعلى الرغم من معارضة الحوثيين للفن، تُصر سبيع على مواصلة رسالتها، قائلةً: “أحاول توجيه رسالة للنساء الأخريات: أنهين الحرب وابني بديلًا بلا عنف”.
يتميز التراث الثقافي اليمني بتنوعه، حيث تُعتبر مدينة شبام القديمة، المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، نموذجًا للتخطيط الحضري القائم على مبدأ البناء العمودي.
يُطلق على شبام اسم “مانهاتن اليمن” بسبب أبراجها السكنية المصنوعة من الطين، التي يتراوح ارتفاعها بين 13 و14 طابقًا، وتُعتبر هذه المدينة من أقدم المدن في العالم، حيث يعود تاريخها إلى حوالي 2000 عام.