كبرى شركات الشحن تتجنب قناة السويس رغم هدنة الحوثيين.

كشفت تقارير عن أن كبريات شركات الشحن العالمي ما زالت تتجنب الممرات التجارية عبر البحر الأحمر وقناة السويس، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين الولايات المتحدة والحوثيين.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن حركة الملاحة عبر قناة السويس انخفضت بنسبة 60% منذ عام 2023، حيث تجنبت شركات الشحن الكبرى هذه المنطقة خوفًا من استهداف سفنها. وتأتي هذه الخطوة في ظل تصريحات الحوثيين بأنهم ما زالوا في حالة حرب مع إسرائيل وسيهاجمون السفن المتجهة إلى البلاد.
ورغم توقف الهجمات على السفن التجارية منذ ديسمبر، أعربت شركات الشحن عن قلقها المستمر بشأن تعرض سفنها للاستهداف، سواء عمدًا أو عن طريق الخطأ. وقال فينسنت كليرك، الرئيس التنفيذي لشركة إيه. بي. مولر-ميرسك، إن عودة السفن إلى البحر الأحمر تتطلب ضمانات بأن المنطقة ستظل آمنة في المستقبل المنظور.
وأشار محللون بحريون إلى أن وقف إطلاق النار بين الحوثيين والولايات المتحدة قد لا ينطبق على جميع السفن التجارية، مما يزيد من حالة عدم اليقين. كما أشاروا إلى أن الحوثيين وسّعوا هجماتهم لتشمل السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية.
وفي رسالة بريد إلكتروني إلى صحيفة نيويورك تايمز، قالت المجموعة المرتبطة بالحوثيين إن “العقوبات والحظر يقتصران على الشركات والسفن التابعة أو المرتبطة بإسرائيل”، مشددة على أن إجراءات القوات المسلحة اليمنية “تُنفذ من خلال آلية دقيقة”.
وأدى تحويل مسار السفن إلى طريق أطول حول أفريقيا إلى خسائر لمصر في رسوم المرور بقناة السويس، حيث قدمت القناة خصمًا بنسبة 15% للسفن الكبيرة لتشجيعها على العودة. ومع ذلك، قالت شركة CMA CGM، وهي واحدة من أكبر شركات الشحن، إنها لا تخطط لاستئناف عمليات المرور عبر قناة السويس على نطاق واسع في المدى القريب إلا إذا سمحت الظروف الأمنية بذلك.
وفي ظل هذه التطورات، أكدت جينيفر كافانا، مديرة التحليل العسكري في معهد أولويات الدفاع، أن شركات الشحن تكيفت مع الوضع الجديد، مشيرة إلى أن الطريق الأطول حول أفريقيا، على الرغم من كونه أكثر استهلاكًا للوقود ويتطلب بقاء الطواقم في البحر لفترات أطول، أصبح خيارًا مقبولًا لضمان سلامة السفن.