انهيار بئر للتنقيب عن الذهب في محافظة حجة يسفر عن مقتل 6 أشخاص.

في مرتفعات محافظة حجة بشمال غرب اليمن، يخوض عشرات الشباب مغامرة محفوفة بالمخاطر في مناجم الذهب التقليدية، بحثًا عن حفنة من المعدن الثمين لتحسين أوضاعهم المعيشية. ومع ذلك، قد تتحول هذه المناجم إلى قبور مفتوحة في أي لحظة، محوًا أحلامهم وتهديدًا لحياتهم.
في حادثة مأساوية، لقي ستة أشخاص مصرعهم عندما انهار منجم ذهب بدائي في جبل المنجم بقرية بني رَيبان بمحافظة حجة. وأوضحت الشرطة أن المنقبون غير المرخص لهم كانوا قد أطلقوا سراحهم بعد تعهد خطي بعدم تكرار العمل غير القانوني، لكنهم عادوا لمواصلة عملهم بشكل سري.
أكدت الشرطة أن الحادث أسفر عن وفاة كل من محمد علي حسين رَيبان، فاروق راجي صالح رَيبان، محمد هادي سرحان رَيبان، أحمد علي حسين رَيبان، نصر الله يحيى صالح رَيبان، ورمزي علي صالح رَيبان، بينما أصيب علي صايف مجمل رَيبان بجروح خطيرة.
أوضح شاهد عيان، أحمد رَيبان، أن “الأرض انشقت وابتلعتهم”، حيث سمع صوت انهيار مفاجئ بعد سماعهم لحفر في الصباح. ويضيف أن عمليات الإنقاذ استغرقت عدة ساعات لانتشال الجثث من تحت الأنقاض.
تتسم عمليات التنقيب عن الذهب في محافظة حجة بمخاطر كبيرة تشمل الانهيارات، وارتفاع معدلات الوفيات، والتلوث البيئي، والأضرار الصحية للعمال نتيجة استخدام الزئبق في تكرير الذهب. وقد لجأ عشرات الشباب العاطلين إلى مناطق التعدين التقليدية، مستخدمين أدوات بسيطة، بحثًا عن غرامات قليلة من الذهب.
يقول حسن علي، أحد العاملين في منجم غير مرخص: “نخرج كل صباح ولا ندري إن كنا سنعود”، مشيرًا إلى أن الفقر أقسى من الخوف. ويضيف أن العمال يعملون لساعات داخل أنفاق ضيقة وغير مهواة دون أي معدات سلامة.
لا تقتصر المخاطر على الانهيارات فحسب، بل تشمل أيضًا استخدام مواد كيميائية مثل الزئبق دون ضوابط، مما قد يتسرب إلى المياه الجوفية ويُحدث أضرارًا بيئية وصحية جسيمة. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن التعرض للزئبق يهدد الجهاز العصبي والهضمي والمناعي وقد يؤدي إلى الوفاة.
دعا ناشطون محليون السلطات الرسمية في حجة إلى فرض رقابة صارمة على أنشطة التعدين وتوفير معدات السلامة والإنقاذ، وتقديم بدائل اقتصادية لأولئك الذين يبحثون عن الذهب. وتشهد مناطق كوشر وأفلح الشام انتشارًا واسعًا لمناجم الذهب غير المنظمة، التي يحفرها السكان أنفسهم دون تراخيص وباستخدام أدوات بدائية.
تقدر هيئة المساحة الجيولوجية والموارد المعدنية احتياطيات الذهب في منجم الحريقة بأفلح الشام بـ30 مليون طن. ورغم الأهمية الاقتصادية لهذا المنجم، لم يتم استغلاله من قبل الدولة أو شركات مرخصة، مما فتح الباب أمام السكان المحليين لمحاولة استغلاله بطرق بدائية.
في ظل غياب الدولة وتفشي الفقر والبطالة، يلجأ السكان إلى التنقيب غير المنظم عن الذهب، متجاهلين المخاطر التي تهدد حياتهم وبيئتهم. وقد عبّر الناشطون عن قلقهم إزاء تلوث المنطقة وتأثيره على الصحة العامة، مطالبين بتحرك رسمي لتنظيم قطاع التعدين وتقديم بدائل اقتصادية للسكان.