اخبار اليمن

إسرائيل تنفذ أكبر تحرك عسكري منذ خريف 2023 عبر ضربات تستهدف إيران و”محور المقاومة”

استهدفت الغارات الإسرائيلية إيران بشكل غير مسبوق منذ خريف 2023 عبر ضربات استهدفت أذرع إيران في المنطقة، وفي مقدمتها حزب الله اللبناني الذي تعرض لحرب قاسية أفقدته كثيرا من عتاده العسكري وسيطرته.

فقد تكبد حزب الله خسائر فادحة منذ فتح جبهة الجنوب اللبناني دعما لحركة حماس عقب عملية “طوفان الأقصى” في أكتوبر 2023، وأسفرت المواجهات مع إسرائيل عن مقتل عدد من أبرز قياداته، بينهم أمينه العام الراحل حسن نصر الله، وتدمير جزء كبير من ترسانته العسكرية، إضافة إلى قطع خطوط إمداده، خاصة من سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

في 27 نوفمبر، أنهى اتفاق وقف إطلاق نار بوساطة أميركية الحرب بين الحزب وإسرائيل، وتضمن التزام الحزب بتفكيك مواقعه العسكرية جنوب نهر الليطاني مقابل انتشار الجيش اللبناني، فيما واصلت إسرائيل شن ضربات استباقية حتى القضاء الجنوبية لبيروت دون رد من الحزب أو إيران.

ويرى الباحث نيكولاس بلانفورد أن “قوة ردع حزب الله قد تضعضعت”، لكنه يشير إلى أن الحزب لا يزال يحتفظ بقدرات هجومية، وإن كانت الديبلوماسية السياسية الراهنة تمنع استخدام هذه القوة بسهولة.

سوريا: سقوط النظام يفكك حلقة الوصل
إسقاط النظام السوري أجهز على أحد أبرز مسارات الدعم التي كانت تعتمد عليها طهران لنقل الأسلحة لحزب الله، إذ كانت دمشق توفر غطاء لوجستيا وعسكريا للمجموعات الموالية لطهران. ومنذ اندلاع الحرب السورية، كشفت إسرائيل غاراتها على مواقع إيرانية وسورية، لضمان عدم انتقال السلاح الثقيل إلى الحزب أو وقوعه بيد أطراف “جهادية” عقب انهيار النظام.

أما حماس، التي كانت الشرارة الأولى للتصعيد في أكتوبر 2023، فقد وجدت نفسها منهكة بفعل الحرب المستمرة في غزة. فقد استهدفتها إسرائيل بغارات جوية وبرية أفقدتها كثيرا من قياداتها وتدمير بنيتها التحتية، ما أجبرها على خوض حرب استنزاف من داخل الأنفاق، مع تراجع واضح في قدراتها القتالية، رغم أن تل أبيب لم تنجح حتى الآن في القضاء عليها نهائيا.

مع تفكك خطوط الدعم الأخيرة، برز الحوثيون في اليمن كآخر ركائز “محور المقاومة” الذين لا يزالون في وضع هجومي نشط. ومنذ بدء الحرب على غزة، شن الحوثيون هجمات متواصلة بالطائرات المسيرة والصواريخ على أهداف إسرائيلية أو سفن مرتبطة بها، في البحر الأحمر وخليج عدن.

وعلى الرغم من الضربات الأميركية والإسرائيلية المتكررة، لم تتوقف عمليات الحوثيين، ما يجعلهم “الذراع الأكثر فاعلية” حاليا بالنسبة لطهران، بحسب محللين. ويتوقع أن يكونوا أول من يرد على الغارات الإسرائيلية الأخيرة ضد إيران، في حين يلوذ حزب الله وحماس بالصمت حتى إشعار آخر.

الضربات الجوية الإسرائيلية على إيران تمثل تتويجا لحملة ممنهجة لتفكيك البنية العسكرية لمحور طهران الإقليمي، عبر إضعاف حزب الله، ومحاصرة حماس، والإطاحة بحليفين كالأنظمة السورية. ومع دخول إيران كطرف مستهدف مباشرة، يبقى السؤال مفتوحا حول رد طهران، والسيناريوهات المحتملة لتوسع الحرب الإقليمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى