مصور فرنسي يوثق حياة سكان جزيرة سقطرى اليمنية رغم التحديات.

تُعتبر جزيرة سُقطرى اليمنية واحدة من أكثر الأماكن تميزًا في العالم، حيث تجمع بين الطبيعة الغنية والتحديات التي يواجهها سكانها. في إطار تسليط الضوء على هذه الجزيرة، قام المصور الفرنسي تشارلز ثيفين برحلة إلى سُقطرى لتوثيق حياة سكانها وكيفية تكيّفهم مع بيئتهم.
قال ثيفين في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: “كنتُ قد قرأت كثيرًا عن غنى الطبيعة في هذه الجزيرة، واكتشفت أيضًا أنها كانت محفوظة إلى حدٍّ كبير خلال الحرب الدائرة في البرّ الرئيسي لليمن منذ سنوات”. وأضاف أن تركيزه في عمله ينصب على تصرفات الناس وكيفية تكيّفهم مع التحديات.
رغم وفرة المناظر الطبيعية الخلابة في سُقطرى، لم يرغب ثيفين في الوقوع في “فخ التصوير السياحي”، حيث يأتون الزوار عادةً في جولات سريعة تستمر لأسبوع ثم يغادرون. قضى ثيفين شهرين في سُقطرى، مما مكنه من تكوين العديد من الصداقات و توثيق حياة السكان اليومية.
أشار ثيفين إلى أن سكان سُقطرى كانوا في غاية الترحيب، حيث اصطحبوه إلى رحلات الصيد ومباريات كرة القدم، وشاركوه قصصًا من حياتهم. كما لاحظ أن هؤلاء يتحلون بالعفوية، حيث قضى وقتًا طويلاً في مطعم يعمل فيه شباب من محافظة شبوة، وأصبحوا أصدقاء بعد أن بدأوا يقضون عطلات نهاية الأسبوع معًا.
خلال رحلته، اكتشف ثيفين أن غِنى البحر بالأسماك شكّل سبيلاً للبقاء في ظل صعوبة استيراد المنتجات بسبب الصراع في اليمن. وأوضح أن كل بيت في العاصمة حديبو يضم فردًا واحدًا على الأقل يجيد الصيد، مما يمكن حتى الأسر ذات الدخل المحدود من الحصول على الطعام بسهولة.
وأكد ثيفين أن الطبيعة تُعد عنصرًا جوهريًا في حياة سكان سُقطرى، ولكنهم يدركون أيضًا مدى هشاشتها. وأشار إلى حملات التنظيف العديدة التي تنظمها جمعيات المجتمع المدني في غابة “فيرمهين”، حيث توجد أشجار دم التنين الشهيرة.
وقد أبرزت رحلة ثيفين الجانب الإنساني في سُقطرى، حيث يظهر سكان الجزيرة كفاحهم اليومي وتكيفهم مع البيئة المحيطة بهم، رغم التحديات الكبيرة التي يواجهونها.