اخبار اليمن

جبل اللسي.. حصن تاريخي في ذمار يشرف على مناطق واسعة ويحوي معادن ثمينة.

جبل اللسي يقع على بعد 13 كم من مدينة ذمار، ويرتفع حوالي 2834 مترًا فوق سطح البحر، ويتبع إداريًا مديرية ميفعة عنس في محافظة ذمار.

على قمته، تقف بقايا حصن قديم يتسم بالشموخ، ويحمل سردية طويلة من ذكريات الحرب والسلم والملاحم التاريخية التي شهدها عبر عقود طويلة.

كان هذا الجبل مصدرًا هامًا لاستخراج مادة الكبريت في اليمن، واستغله الموالون للأئمة الزيديين في صناعة الذخائر خلال حروبهم ضد العثمانيين.

في عام 1616م، أمر الوالي العثماني محمد باشا ببناء حصن قوي على قمة الجبل لمنع المقاومة اليمنية من السيطرة عليه واستخراج الكبريت.

يضم الجبل أيضًا معادن أخرى مثل الزنك والرصاص والفضة، مما يزيد من أهميته الجيولوجية.

على المنحدرات الشرقية للجبل، توجد كهوف بخارية طبيعية تتحول إلى حمامات بخارية، يعتقد الأهالي أنها تساعد في الشفاء من أمراض جلدية وروماتيزم بسبب بخار الماء المشبع بالكبريت.

الحصن كان مقرًا للسيطرة العسكرية العثمانية على مناطق واسعة، واستمر ذلك حتى انشق والي ذمار “الأمير سنبل بن عبد الله” عن العثمانيين وأعلن ولاءه للإمام المؤيد محمد بن القاسم.

بعد ذلك، بقي الحصن تحت سيطرة الأئمة الزيديين لفترة، وربما عاد تحت السيطرة العثمانية مرة أخرى خلال فترة حكمهم الثانية لليمن.

تضاءلت الأهمية الاستراتيجية للحصن مع مرور الزمن وتطور الأسلحة الحديثة، مما أدى إلى إهماله.

تم استغلال الموقع في بناء محطات الإرسال الهاتفي والإذاعي والتلفزيوني في الثمانينات والتسعينات، كما اختارته شركات الهاتف الجوال لإقامة أبراج الإرسال.

عوامل التعرية والإهمال أدت إلى تدهور حالة الحصن، الذي لم يتبق منه سوى سور كبير وأبراج حراسة وبركة ماء، وتضرر بشكل أكبر إثر زلزال مدمر في عام 1982م.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى