اخبار اليمن

الأمم المتحدة: نقص التمويل يهدد حياة ملايين اليمنيين وتفاقم الأزمة الإنسانية

يعاني اليمن من أزمة إنسانية حادة نتيجة تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي، حيث قلصت الأمم المتحدة خططها لتقديم الدعم الإنساني في البلاد. في عام 2019، كانت خطة الأمم المتحدة تتجاوز 4 مليارات دولار لتقديم الدعم لأكثر من 21 مليون شخص، ولكن في العام الحالي، وضعت الخطة الأممية هدفًا لتقديم الدعم لـ10.5 ملايين شخص بموازنة 2.5 مليار دولار، ولم تتلق سوى 10.7 ملايين دولار من التمويل المطلوب حتى منتصف العام.

أدى التراجع الكبير في التمويل إلى إجبار المنظمة على صياغة خطة طارئة تركز على الأولويات القصوى لإنقاذ الأرواح. الخطة المعدلة تدعو لتوفير مبلغ 1.4 مليار دولار للوصول إلى 8.8 ملايين شخص من الفئات الأشد ضعفًا. وأكدت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جويس مسويا أن أكثر من 17 مليون شخص في اليمن يعانون من جوع حاد، مما يشكل نصف سكان البلاد تقريبًا.

استمرار تدهور الوضع الاقتصادي في اليمن أدى إلى ارتفاع أسعار السلع ومشتقات الوقود، حيث زادت تكلفة سلة الغذاء بنسبة 33% خلال عام. تحذر الأمم المتحدة من أنه إذا لم تلب المتطلبات التمويلية العاجلة، ستنهار حالة الأمن الغذائي في جميع أنحاء اليمن، وسيعاني ما يقرب من 6 ملايين شخص إضافي من مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي.

نتيجة نقص التمويل، توقفت العديد من المنظمات المحلية عن العمل، مما أثر على القدرة على الاستجابة للاحتياجات الإنسانية. مدير مركز قرار للدراسات الإنسانية سليم خالد أشار إلى أن الأزمة الإنسانية في اليمن تُعد واحدة من أكثر الأزمات تعقيداً، حيث تؤثر على جميع القطاعات الرسمية والأهلية.

بيانات الأمم المتحدة تشير إلى أن نسبة تمويل العمليات الإنسانية في اليمن كانت مرتفعة خلال الأعوام الماضية، حيث حصلت خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2019 على تمويل مرتفع بنسبة تقترب من 87%. ومع ذلك، أدى قرار بعض الجهات المانحة الرئيسية، بما في ذلك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، إلى تقليص التمويل.

خلال الأعوام الأربعة الماضية، ذهب أكثر من نصف نفقات خطط الاستجابة الإنسانية إلى توفير الغذاء الآمن والمنقذ لحياة الأسر الأكثر ضعفاً، بينما خصصت نحو 9% من مساعداتها لصالح القطاع الصحي. نقص التمويل أدى إلى توقف العديد من المشاريع، بما في ذلك مشروع التحويلات النقدية الطارئة الذي كانت تستفيد منه أكثر من مليون و400 ألف أسرة يمنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى