مصادر سياسية يمنية: الحوثيون يعتبرون بقاء النظام الإيراني مسألة وجودية بالنسبة لهم

قالت مصادر سياسية واستخباراتية يمنية إن جماعة الحوثي تعتبر بقاء نظام “المرشد” الإيراني مسألة وجودية لها، حيث لا تستطيع الجماعة البقاء دون دعم طهران، وهي تخشى رد فعل انتقامي من قطاعات واسعة من الشعب اليمني والقوى السياسية في حال هزيمة النظام الإيراني.
وبحسب تقرير صحيفة “الشرق الأوسط”، فإن الحوثيين الذين أصبحوا قوة فاعلة في اليمن بعد دعم إيراني وسياسي وعسكري متزايد منذ منتصف الثمانينيات، يشكلون قاعدة ارتكاز أساسية لنفوذ إيران في المنطقة العربية. وحذر التقرير من أن انهيار النظام في إيران قد يعني نهاية “مأساوية” للحوثيين.
ورغم أن التدخل الإيراني المباشر في دعم الحوثيين بدأ يظهر بشكل جلي خلال مواجهات متكررة مع القوات الحكومية، فإن الجماعة بدأت تواصل اتصالاتها مع طهران منذ فترة طويلة، حيث زار مؤسس الجماعة حسين بدر الدين الحوثي طهران قبل مقتلة في 2004، وتولى أخوه عبد الملك بدر الدين الحوثي قيادة الجماعة.
وشهدت الأعوام التي تلت عام 1998 تصاعدا في نفوذ الحوثيين داخل مفاصل الدولة اليمنية، مع اختراقهم لمؤسسات عدة تحت غطاء “إحياء” المذهب الزيدي، والتنسيق مع “حزب الله” اللبناني وإيران لتلقي التدريب والدعم.
وعلى الرغم من المواجهات العسكرية ومحاولات الحكومة اليمنية كبح جماح الحوثيين، تمكنت الجماعة من التغلغل في الأحزاب السياسية الأخرى، مما ساعدها في تعزيز موقفها وحصولها على غطاء سياسي من بعض القوى المعارضة.
ومع تصاعد التوترات الإقليمية بين إيران وإسرائيل، حافظ الحوثيون على موقف حذر من المشاركة المباشرة في النزاع، مقتصرين على إطلاق عدد محدود من الصواريخ، رغم الدعم العسكري الإيراني المتواصل لهم.
وأشار الباحث اليمني محمد حسين القاضي إلى أن دعم إيران للحوثيين أصبح أكثر وضوحا بعد عام 2011 مع الفوضى السياسية التي أعقبت سقوط نظام الرئيس علي عبد الله صالح، مما أتاح لإيران تعزيز نفوذها في اليمن عبر الحوثيين.