اخبار اليمن

القهوة اليُمنية تصل إلى الولايات المتحدة بعد ثماني سنوات من الترويج لها

تعد القهوة اليمنية جزءًا من الثقافة والتقاليد في اليمن، وتُعرف بنكهتها الفريدة ورائحتها الجذابة مقارنة بالقهوة الإيطالية أو تلك المنتشرة في جنوب أمريكا. تُقدم القهوة اليمنية عادةً بثلاثة أنواع: محمص خفيف، محمص داكن، ونوع يُعرف بـ “قشر”، وهو مشروب يُحضر من قشور ثمار البن.

بدأت القهوة اليمنية في جذب الانتباه في الولايات المتحدة، حيث افتتحت سلسلة “قهوة هاوس” أول مقهى لها في ديترويت، وسرعان ما توسعت إلى عدة فروع في مختلف أنحاء البلاد. يروي مؤسس الشركة، الذي كان يعمل في وظيفتين قبل افتتاح المقهى، كيف استخدم مدخراته لبدء مشروعه الصغير الذي قدم تجربة جديدة للزبائن.

تقع الجمهورية اليمنية في الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة العربية، وتحدها السعودية من الشمال والبحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي. يُعتبر اليمن بلدًا جبليًا، ويعد من أفقر دول الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث لا يزال يعاني من حرب أهلية مستمرة منذ عام 2014.

تُزرع حبوب البن اليمنية في المقام الأول على الجبال العالية، حيث يتم زراعتها ومعالجتها بطرق تقليدية. يصل سعر القهوة اليمنية في المقاهي إلى حوالي 30 دولارًا للرطل، وقد يرتفع بناءً على المنطقة التي تُزرع فيها. يعمل مؤسس “قهوة هاوس” على توسيع أعماله، حيث يخطط لزيادة عدد المقاهي إلى 200 قريبًا.

بدأت القهوة اليمنية في أمريكا نتيجة للطلب المتزايد على تجارب جديدة في عالم القهوة. يوضح بيلر، صاحب موقع “ذا بور أوفر”، أن القهوة اليمنية وجدت قاعدة زبائن متحمسة خلال السنوات الأخيرة، حيث ساعد انتشار المقاهي المتخصصة في نموها.

يشير راندي تشابمان، الشريك والمدير الإداري لشركة “ألكس بارتنرز” لتحليل الأسواق، إلى أن نجاح القهوة اليمنية يعود إلى عاملين رئيسيين: الأول هو النمو السريع للجالية العربية الأمريكية، والثاني هو بحث جميع المستهلكين عن منتج أصيل وعالي الجودة.

في ديترويت، التي يشكل العرب فيها أكثر من 50% من سكانها البالغ عددهم 105,000 نسمة، كانت البداية المحلية لـ “قهوة هاوس”. أصبحت المدينة تُعرف كمركز مزدهر للقهوة اليمنية في أمريكا، حيث تحتضن ما لا يقل عن 20 مقهى يمنيًا.

تتميز القهوة اليمنية بنكهاتها الحلوة وطابعها الريفي مقارنة بالقهوة الإيطالية. تُقدم في معظم المقاهي اليمنية بأساليب مختلفة، مثل “البيور أوفر”، وهي طريقة تُشرب على مهل للاستمتاع بالنكهة. يقدم بعضها قهوة مع العسل، بينما يجمع “اللاتيه اليمني” بين العسل والتوابل والحليب بنكهات قريبة من الإسبريسو.

على الرغم من انتشار القهوة اليمنية مؤخرًا، إلا أنها تواجه منافسة من العلامات التجارية الكبيرة مثل ستاربكس. ورغم التحديات الاقتصادية التي دفعت بعض سلاسل المطاعم إلى التراجع، يرى أصحاب القهوة اليمنية أن هناك فرصة كبيرة للنمو، خاصة في الشمال الشرقي وأوروبا.

يواجه توسع العلامة التجارية عقبات، أبرزها استمرار الحرب الأهلية في اليمن، وقرار الرئيس دونالد ترامب بفرض حظر على السفر إلى الولايات المتحدة من 12 دولة، منها اليمن. كما تفرض حاليًا رسوم جمركية بنسبة 10% على السلع المستوردة من اليمن.

تواصل القهوة اليمنية جذب قاعدة عملاء أوفياء. يقول تشابمان: “يجب أن نعترف بأن العرب الأمريكيين يتشبثون بثقافتهم وعاداتهم… طبيعة مجتمعهم تخلق هذا الطلب.” ويضيف أن العمل جارٍ على تطوير علامة تجارية ثانية تُقدم مكونات من دول أخرى.

في الوقت نفسه، يبقى الهدف الأساسي لـ “قهوة هاوس” هو الاستمرار في تقديم القهوة اليمنية بجودة عالية. يقول مؤسسها: “ستظل قهوة هاوس تقدم القهوة اليمنية بقطع. نريد أن نبني هذه العلامة التجارية لحياتي، وما بعد حياتي.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى