اليمنيون يخاطرون بالعبور إلى السعودية ويواجههم رصاص حرس الحدود ومقابر جماعية

يتزايد يأس شبان يمنيين، يدفعهم الفقر المدقع والبطالة المتفشية في بلادهم، للمخاطرة بحياتهم في رحلة محفوفة بالمخاطر لعبور الحدود إلى السعودية عبر مسارات تهريب وعرة، غالبًا ما تنتهي نهاية مأساوية على يد حرس الحدود السعودي.
على طول الشريط الحدودي بين صعدة والمملكة العربية السعودية، تتكرر صور الجثث الملقاة في الجبال والوديان لشبان يمنيّين دفعهم الفقر والبحث عن لقمة العيش الكريم إلى العبور، فespoحتهم رصاص الحرس السعودي وقذائفه، مصرعية آمالهم قبل أن تصل أقدامهم إلى أرض الحلم.
تتعدد مسارات التهريب، خاصة في محافظة صعدة ذات التضاريس الجبلية الوعرة، حيث تنشط شبكات التهريب عبر سلاسل جبال شدا ومنبه وقطابر، مستغلة الممرات الخفية التي يصعب رصدها أمنياً. يعتبر “طريق الجبانة” بمديرية شدا أبرز هذه الطرق وأكثرها نشاطًا، لكن ثماره غالبًا ما تكون الموت أو الإصابة، إضافة إلى وعورة المسالك وانعدام أبسط مقومات الحياة.
وفي منطقة “الرقو” بمديرية منبة، يقع ممر آخر يشهد حركة تهريب مستمرة، حيث لا يفصل بينه وبين الأراضي السعودية سوى سياج حدودي ووادي ضمد. أما شمال غرب المحافظة، فتعد منطقة “آل مقنع” ممرًا خطيرًا يعرف بحقول الألغام التي حصدت أرواح العديد من اليمنيين والأفارقة.
من جانبهم، يروي شهود عيان ناجون تفاصيل مرعبة عن عمليات إطلاق نار عشوائي على مجموعات من المهاجرين العزل، وحالات لضحايا تركت تنزف حتى الموت دون رحمة. وشهدت المنطقة أحداثًا مأساوية، حيث لقي عشرات الشبان، بعضهم لم يتجاوزوا الخامسة عشرة، حتفهم برصاص حرس الحدود السعودي في مناطق مثل “الجبانة”، التي أطلق عليها الناشطون اسم “طريق الموت”.
التقارير الحقوقية المٌوثقة، بما في ذلك تقارير من منظمات عالمية مثل “هيومن رايتس ووتش” و”مركز الهجرة المختلطة”، أشارت إلى استخدام مفرط للقوة والذخيرة الحية ضد مهاجرين غير مسلحين، بما في ذلك أطفال، في انتهاكات وصفت بـ “القتل الجماعي خارج القانون”. هذه التقارير كشفت أيضًا عن وجود مقابر جماعية في مناطق حدودية قد تكون تضم ضحايا لم تُعرف هوياتهم.
كما كشفت تقارير صحفية سابقة عن تعرض أطفال عاملون في تهريب القات لانتهاكات جسيمة، بما في ذلك الاعتداء الجنسي، أثناء احتجازهم لدى حرس الحدود السعودي بعد محاولات عبور فاشلة. وبينما تنفي السلطات السعودية هذه الاتهامات، أكدت الأمم المتحدة تلقيها تقارير موثوقة عن مقتل المئات على الحدود في عام واحد.