اخبار اليمن

الحوثيون وصمتهم العسكري يثير تساؤلات: هل هو عجز أم تحفظ استراتيجي

أثار غياب جماعة الحوثي العسكري عن التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل تساؤلات المراقبين، خصوصًا وأن الجماعة تعد من أبرز أذرع طهران في المنطقة. هذا الصمت المفاجئ دفع معهد دول الخليج العربي في واشنطن إلى نشر تحليل معمق، طرح فيه الباحث جريجور د. جونسون ثلاث فرضيات لتفسير هذا الموقف.

جاء هذا التحليل في ظل انحصار ردود الفعل الحوثية، التي اتسمت بالهدوء النسبي مقارنة بشنها هجمات صاروخية وبحرية مكثفة العام الماضي دعماً لغزة، وإظهارها الصمود أمام الضربات الأمريكية خلال “عملية الفارس الشهم”. فقد اقتصر ردها الأخير على إطلاق صواريخ قليلة وبيانات إعلامية.

تقوم الفرضية الأولى على فكرة “العجز العسكري”، حيث يُرجح أن تكون القدرات الحوثية قد تضررت بشكل أكبر مما تم الإعلان عنه خلال العملية الأمريكية. ويُعتقد أن استنزاف مخزون الذخيرة، نتيجة الهجمات المتواصلة على السفن وإسرائيل، ساهم في هذا العجز، خصوصًا مع الاعتماد الكبير على إيران لتهريب مكونات الصواريخ الباليستية.

أما الفرضية الثانية فتشير إلى “التحفظ الاستراتيجي”، حيث يُحتمل أن يكون الحوثيون قد امتنعوا عن الرد خشية استهداف مواقعهم بشكل مباشر. يأتي ذلك في ظل أنباء عن محاولة إسرائيلية لاغتيال قيادي بارز في الجماعة، مما يعكس خوفهم من كشف مواقعهم أو تصفية قياداتهم.

وتقدم الفرضية الثالثة تفسيراً يتعلق بـ “الانتظار للتنسيق”، إذ يرى المعهد أن الحوثيين ربما ينتظرون التنسيق مع طهران لتنفيذ رد منسق وواسع النطاق ضمن رؤية إيرانية أكبر. وقد أعاق الهجوم الإسرائيلي على إيران آليات التواصل المعتادة، مما دفع لتأجيل الرد.

وخلص التحليل إلى نقطة جوهرية مفادها أن الحوثيين صرحوا علناً بعدم اهتمامهم بوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل. هذا التصريح قد ينذر بعودة التصعيد لاحقاً، ضمن استراتيجية طويلة الأمد لإبقاء الضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل، ومنح إيران فرصة لإعادة ترتيب أوراقها بعد ما وصف بالأداء الضعيف خلال النزاع الأخير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى