تعز في أزمة مياه خانقة مع انقطاع تام لإمدادات الشرب وتضاعف الأسعار

تغرق مدينة تعز الساحرة جنوب غرب اليمن في أزمة مياه حادة، حيث يواجه السكان انقطاعاً تاماً لإمدادات مياه الشرب لليوم الثالث على التوالي، مما يضاعف من صعوبة ظروفهم المعيشية.
أفاد شهود عيان أن المياه توقفت فجأة دون سابق إنذار، مما دفع الأهالي إلى البحث عنها في كل مكان، وتحول الحصول على “دبة” ماء بسعة عشرة لترات إلى مهمة شاقة ومغامرة لا مضمونة النتائج.
في غضون ذلك، شهدت أسعار المياه ارتفاعاً جنونياً، فقد قفز سعر الجالون الواحد مما كان عليه ليصبح ضعف ما كان عليه سابقاً، كما اختفت الكميات المتوفرة في المحلات التجارية، مما أجبر المواطنين على اللجوء للمياه المعبأة بأسعار تفوق قدرتهم.
وتفاوتت آراء السكان حول أسباب الأزمة، حيث يرى البعض أن محطات تحلية المياه توقفت عن العمل عمداً للضغط على الجهات المعنية، بينما يرجع آخرون المشكلة إلى جفاف الآبار وارتفاع تكاليف نقل المياه من مناطق بعيدة مثل وادي الضباب.
وأوضح أحد مديري محطات التحلية أن ندرة الأمطار أدت إلى جفاف معظم الآبار، وأصبح تعبئة صهاريج المياه تستغرق وقتاً طويلاً جداً، وأنهم يضطرون للانتظار لأيام للحصول على المياه، مما استدعى رفع الأسعار لتغطية التكاليف الإضافية.
وأشار أحد المواطنين إلى أن الأزمة الحالية تختلف عن سابقاتها بسبب شح الأمطار، لكنه لم يستبعد وجود أسباب أخرى تتعلق بإدارة الأزمة، مؤكداً أنه بحث عن الماء من الصباح للمساء دون جدوى وأن المدينة بأكملها تعاني من نقص حاد.
في ظل هذه الأزمة، يغيب التحرك الجاد للسلطات المحلية، بينما يواصل الحوثيون منع ضخ المياه من آبار تقع تحت سيطرتهم في منطقة الحيمة بمديرية التعزية، والتي كان من الممكن أن تخفف من حدة الأزمة.
وتسعى منظمات دولية للتوسط بين الطرفين للتوصل إلى اتفاق يضمن تزويد المدينة بالمياه، لكن الجماعة المسلحة تستخدم المياه كسلاح ضغط، مستغلة سيطرتها على الأحواض المائية شمال المدينة.