الموت يغيب الممثلة والمخرجة والكاتبة د. إقبال نعيم عن عمر يناهز 78 عاماً

فقدت الساحة الفنية العراقية، يوم الأربعاء التاسع من يوليو 2025، المخرجة والممثلة والكاتبة د. إقبال نعيم، بعد مسيرة امتدت لعقود وأغنت المسرح والفن العراقي. تفاعل الوسط الفني مع الخبر بحزن عميق، ونعت نقابة الفنانين العراقيين الراحلة في بيان رسمي، مؤكدة على حجم العطاء الفني الكبير الذي قدمته.
وقدّمت الراحلة إسهامات جليلة في تطوير المسرح العراقي، حيث انضمت لفرق مرموقة مثل المسرح الفني الحديث والشعبي، قبل أن تكون جزءًا من الفرقة الوطنية للتمثيل. لم يقتصر إبداعها على الأداء، بل امتد ليشمل الإخراج لعدد كبير من المسرحيات التي حازت على تقدير وجوائز على المستويات المحلية والعربية والدولية.
وتكريمًا لأدائها المتميز، نالت إقبال نعيم عدة جوائز قيمة؛ فقد فازت بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في مسرحية “الرهن” عام 1985، وجائزة أفضل ممثل دور ثانٍ عن مسرحية “ألف أمنية وأمنية” في عام 1987. كما توجت جهودها بجائزة أفضل عمل متكامل عن مسرحية “ترنيمة الكرسي الهزاز” في مهرجان قرطاج المسرحي عام 1987، بالإضافة إلى جوائز عن الإخراج والتمثيل والأزياء عن مسرحية “الريشة الذهبية” في مهرجان مسرح الطفل الأردني عام 2002.
وامتدت بصمة إقبال نعيم الفنية لتشمل التعاون مع نخبة من أبرز المخرجين العراقيين، منهم د. عوني كرومي، د. صلاح القصب، عزيز خيون، والراحل د. فاضل خليل. وشاركت خلال مسيرتها في أعمال فنية بارزة مثل “خيط البريسم”، “في أعالي الحب”، “سيدرا”، و”هيروسترات”. ولم تقتصر مواهبها على المسرح، بل تألقت أيضًا في عالم السينما بأفلام مثل “حب في بغداد” و”ستة على ستة”، بالإضافة إلى بصماتها الواضحة في الدراما التلفزيونية والإذاعية.
ويُعد رحيل د. إقبال نعيم خسارة لا تعوض للمشهد الثقافي العراقي بأكمله. كانت الراحلة من الركائز الأساسية للمسرح العراقي، وشكل إبداعها وتميزها إضافة قيمة للساحة الفنية، تاركةً وراءها إرثًا فنيًا غنيًا سيظل مصدر إلهام للأجيال القادمة من الفنانين.