الخبير العسكري الكميم: الحوثيون يتفوقون بالمرونة والقيادة الموحدة وليس بالقوة والرجال

يبرز التفوق الميداني لمليشيا الحوثي، رغم ضعفها المفترض، في قدرتها على الحركة السريعة والمرونة العالية، مقارنة بالقيادة الشرعية. ويشير الخبير العسكري اليمني، محمد عبدالله الكميم، إلى أن هذا التميز ينبع من غياب الروتين والبيروقراطية، حيث تستطيع المليشيا تحريك مئات الأطقم بكفاءة فورية نحو أي جبهة، دون الحاجة لاجتماعات أو موافقات معقدة، مما يجعل الجبهات المناوئة تبدو راكدة وغير مستجيبة.
ويعكس هذا التكتيك استغلالاً لضعف التنظيم الحوثي الذي يعتمد على إثارة النعرات القبلية ودفع الأفراد للقتال، بدلاً من الاعتماد على قوته الذاتية، كما يوضح الكميم. وعلى النقيض، تمتلك القوات الحكومية والمقاومة موارد تفوق الحوثيين بأضعاف، من حيث الرجال والعتاد والدعم الشعبي، إلا أن هذه الموارد لا تستغل بشكل فعال بسبب اختلال القيادة، وتضارب الحسابات، وغياب التنسيق والتنظيم، وضعف الحسم في اتخاذ القرارات العسكرية المصيرية.
وفي هذا السياق، يشدد الكميم على ضرورة التعامل الفوري مع ملف التمرد في المهرة، مؤكداً أن الحل العسكري بسيط ومتاح في الميدان ولا يحتاج سوى لتشكيل قوة مشتركة تتكون من لواين من المقاومة الوطنية في الساحل الغربي، ولواين من ألوية العمالقة، بالإضافة إلى سرايا مدعمة من المنطقتين العسكريتين الأولى والثانية، وكتيبة واحدة من كل محور من محاور صعدة الستة. هذه القوة، التي يصفها بالحدودية نسبياً، قادرة على إنهاء التمرد خلال ساعة واحدة فقط.
كما يذكر الكميم أن القدرة على فتح جبهات جديدة في المهرة والتحرك باتجاه صنعاء متاحة بالكامل، وأن المشكلة تكمن في افتقاد القرار السياسي والتنظيم المحترف لإدارة المعارك. ويشير إلى أن قوات “درع الوطن” وحدها تضم أكثر من ستين ألف مقاتل، لكنها ما زالت خارج نطاق المشاركة الفعلية في العمليات العسكرية.
ويختتم الكميم بالدعوة الملحة إلى التحرك العاجل، متسائلاً عن سبب التأخير في مواجهة التمدد الحوثي والتوسع الإيراني والتخريب الداخلي، محذراً من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى الندم لاحقاً، وأن الفرصة الحالية يجب اغتنامها قبل فوات الأوان.