اخبار اليمن

وزير يمني يحذر: هجمات الحوثيين على السفن التجارية تهديد للصدمة الاستراتيجية والاقتصاد العالمي

أدت هجمات جماعة الحوثي الأخيرة على سفينتين تجاريتين في البحر الأحمر إلى غرقهما ووقوع خسائر بشرية، مما يثير قلقاً متزايداً بشأن أمن الملاحة الدولية. أكد مسؤولون يمنيون أن هذه الهجمات، التي تأتي في وقت يشهد فيه الإقليم توتراً متصاعداً، تمثل “رسالة مدروسة بعناية” وتطوراً نوعياً في تكتيكات الحوثيين.

وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، حذر في تصريحات خاصة لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت” من أن هذه العمليات لا تهدد الأمن الإقليمي فحسب، بل أمن الاقتصاد العالمي أيضاً، مشدداً على ضرورة وجود رد دولي يتناسب مع حجم التهديد. وأكد الإرياني أن حماية الممرات الحيوية في المنطقة باتت ضرورة استراتيجية، وأن التركيز على التحالفات العسكرية المؤقتة أو الترتيبات الأمنية العابرة غير كافٍ، محذراً من أن عدم تكثيف الحماية سيجعل السفن التجارية رهينة للحوثيين.

الهجمات التي استهدفت سفينتي “ماجيك سيز” و”إترنيتي” بالقذائف الصاروخية والأعيرة النارية خلال 24 ساعة، تزعم جماعة الحوثي أنها تأتي في إطار التضامن مع الفلسطينيين في غزة. وتعد هذه الهجمات هي الأولى من نوعها منذ سبعة أشهر، ويكشف تجددها – بحسب الإرياني – عن رغبة متعمدة لتقويض أمن الممرات البحرية وتحويل البحر الأحمر إلى ساحة ابتزاز دولي، معتبراً أن الحوثيين يستخدمون “الإرهاب البحري” كورقة ضغط وواجهة أجندات إيرانية.

وقد أسفرت الهجمات حتى الآن عن مقتل 4 بحارة، فيما تتواصل جهود البحث عن بقية أفراد طاقم إحدى السفينتين. ويشير وزير الإعلام اليمني إلى أن استمرار هذه الاعتداءات سيفرض واقعاً جديداً على المجتمع الدولي، وأن الصمت أو الاكتفاء بالإدانات اللفظية لن يزيد الحوثيين إلا جرأة.

في سياق متصل، وجهت السفارة الأميركية في اليمن اتهامات للحوثيين باختطاف أفراد طاقم السفينة “إيتيرنيتي سي”، وهو ما نفتة جماعة الحوثي، مؤكدةً إنقاذ عدد من أفراد الطاقم وتقديم الرعاية لهم.

على صعيد مختلف، طرح وزير الإعلام اليمني مقاربة لاستعادة البلاد تتضمن تكامل الردع العسكري مع استراتيجية سياسية جذرية. وتشمل هذه المقاربة أربعة عناصر رئيسية: دعم الحكومة الشرعية، ووقف “مشروع اختطاف اليمن”، وتجفيف منابع تمويل الحوثيين، ووقف تهريب الأسلحة. ويطالب الإرياني بجهود دولية جادة لضرب هذه المنابع الاقتصادية والعسكرية، عبر تشديد الرقابة على المنافذ والموانئ اليمنية وملاحقة شبكات التمويل.

وتتزايد المخاوف من كوارث بيئية في البحر الأحمر جراء هذه الهجمات، مما يهدد مرور السلع الأساسية والمساعدات الإنسانية إلى اليمن الذي يعاني من أزمة إنسانية عميقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى