اخبار اليمن

استياء واسع في تعز بسبب نقل سوق الأسماك إلى منطقة خطرة ومعزولة تهدد أرزاق الباعة والمستهلكين

يشهد سوق الحراج الرسمي للأسماك في تعز احتجاجات واسعة بين باعة وعمال السمك. يأتي هذا الغضب على خلفية قرار نقل السوق، الذي ما زال يشكّل مصدراً أساسياً للدخل لهؤلاء العمال، من موقعه السابق في منطقة زيد الموشكي إلى مكانين جديدين، أحدهما في منطقة الصياح والآخر داخل حوش المسالخ بمنطقة الضباب، دون مراعاة لظروفهم المعيشية.

تلقى محافظ تعز شكاوى متكررة من المتضررين تشير إلى أن النقل تسبب في أضرار جسيمة امتدت لتشمل الباعة والتجار والمستهلكين وحتى الأمن الغذائي بالمحافظة. وأوضح المتضررون أن الموقع الجديد يفتقر لأساسيات السلامة والنظافة، إلى جانب وجود الحشرات والزواحف، بالإضافة إلى قربه من مناطق التماس العسكري، مما يشكل تهديداً مباشراً على سلامتهم وأمنهم.

وقد أدت هذه التغييرات إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار الأسماك، عزاها الباعة إلى تزايد تكاليف النقل والتفريغ. هذا الارتفاع أثقل كاهل المستهلكين وخفض القدرة الشرائية بشكل كبير، كما تسبب في تراجع مبيعاتهم اليومية. بل إن بعض الصيادين بدأوا يبحثون عن أسواق بديلة خارج سيطرة الحكومة، لا سيما مع فتح الطريق إلى الحوبان، حيث يفضلون بيع منتجاتهم لقربها وتوفر الطلب.

لم يقتصر الاستياء على الباعة والعمال، بل امتد الشعور بالغضب بين المستهلكين الذين استنكروا هذه القرارات. يرون أن نقل السوق كان سبباً مباشراً في زيادة الأسعار بلا مبرر وتراجع جودة المنتجات المعروضة، خاصة في ظل غياب الرقابة الفعالة. يعبر كثيرون عن اعتقادهم بأن ما يحدث هو عبث بقوت المواطنين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، مطالبين بإعادة السوق إلى موقعه الأصلي لضمان استقرار الأسعار وتخفيف الأعباء عن الأسر.

وتتفاقم معاناة العمال الذين يعتمدون على أجور يومية متواضعة. فالعديد منهم من ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، ويعيشون بالقرب من السوق القديم. الانتقال إلى الموقع الجديد يتطلب منهم رحلات طويلة ومكلفة تفوق إمكانياتهم المحدودة، مما يجعلهم غير قادرين حتى على تغطية تكاليف المواصلات والطعام، ويهددهم فعلياً بفقدان مصدر رزقهم الوحيد.

في ختام مناشدتهم للمحافظ، حذر المتضررون من عواقب استمرار الوضع كما هو عليه. طالبوا بإعادة سوق الأسماك إلى موقعه الأصلي في منطقة زيد الموشكي، بالقرب من السوق المركزي. يرون في ذلك ضماناً لأرزاقهم وأمنهم وصحتهم، فضلاً عن استعادة التوازن لسوق الأسماك في المدينة. وأكدوا أن المسؤولية الأخلاقية والإنسانية تقتضي إعادة النظر في هذا القرار، نظراً للمعاناة التي يلحقها بشريحة واسعة من المواطنين الذين يعتمدون على سد رمقهم اليومي فقط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى