الخنق الاقتصادي على الحوثيين يؤتي ثماره على حساب اليمنيين والخبراء يحذرون من أزمات قادمة

بدأت آثار سياسة الخنق الاقتصادي، التي تمارس ضد مليشيا الحوثي، في الظهور بشكل ملموس، مما يقوض قدرتها على تمويل حربها ويؤثر على سيطرتها على السكان المحليين.
وقد تركزت الضربات الاقتصادية على الموانئ الحيوية مثل الحديدة ورأس عيسى والصليف، التي كانت بمثابة شرايين مالية رئيسية للمليشيا من خلال تجارة الوقود والتهريب والجمارك غير المشروعة. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الضربات إلى أزمة حادة في إمدادات الوقود ومشتقات النفط خلال الفترة القادمة.
كما تعرض مطار صنعاء الدولي لضربات أدت إلى تدمير طائرات مدنية كان الحوثيون قد استولوا عليها واستخدموها في عمليات ابتزاز، مما عزل المطار دولياً وزاد من عزلة الحوثيين. بالإضافة إلى ذلك، استهداف مصنعي إسمنت عمران وباجل، وهما مصدران هامان للتمويل الذاتي للمليشيا، تسبب في نزيف مالي مباشر.
ويحذر الخبير العسكري العميد محمد عبدالله الكميم من أن هذه الإجراءات، رغم استهدافها للحوثيين، ستلقي بظلالها على اليمنيين وبنيتهم التحتية، حيث الشعب اليمني هو من سيدفع الثمن في النهاية. ويُتوقع أن تتفاقم الأزمة مع شلل الموانئ ومنشآت التخزين، مما قد يؤدي إلى أزمة وقود خانقة.
ومن المحتمل أن يستغل الحوثيون هذا الوضع لخلق أزمات تموينية مفتعلة، ورفع أسعار المشتقات، وفرض جبايات جديدة تحت ذريعة “العدوان الخارجي”. وسينعكس هذا التدهور مباشرة على حياة المواطنين في مجالات النقل والكهرباء والمياه والصحة، مما يزيد من المعاناة الإنسانية.
لهذا، يُنصح المواطنون، وخاصة في مناطق سيطرة الحوثيين، باتخاذ احتياطات عاجلة من خلال تخزين الوقود والغاز والمواد الغذائية الضرورية، والتحسب لانقطاع الخدمات الأساسية والاستعداد لمرحلة أكثر تدهورًا.
في المقابل، لن يقف الحوثيون مكتوفي الأيدي، بل من المتوقع أن يلجأوا إلى افتعال حروب قبلية وصراعات داخلية لتشتيت الانتباه عن أزماتهم، وتشديد القبضة الأمنية لقمع المعارضة، وشن حملات تشويه ضد المعارضين بتهم “الصهينة والخيانة” لتبرير فشلهم وتغطية انهيارهم الداخلي.
ويشدد الكميم على أن المليشيا هذه لا تمثل الشعب اليمني، ولم تقاتل من أجله، بل زجت بالوطن في حروب عبثية لخدمة مشاريع خارجية. وإذا لم يتم تفكيكها من الداخل بوعي الشعب ومقاومته، فإنها لن تتردد في التضحية بالجميع لتبقى هي وحدها، حتى لو كان ذلك على حساب وطنٍ جائع ومحاصر.