الهجمات الحوثية في البحر الأحمر ترفع تكاليف التأمين على السفن التجارية

تسببت الهجمات المتزايدة التي نفذتها جماعة الحوثي في البحر الأحمر في ارتفاع كبير وملحوظ في تكاليف التأمين للسفن التجارية. وتشير هذه الزيادة إلى تصاعد التوترات في أحد أهم الممرات البحرية العالمية، وذلك بعد فترة من الهدوء النسبي.

ووفقاً لمصادر في صناعة النقل البحري، فإن أقساط التأمين ضد مخاطر الحرب شهدت قفزة تجاوزت الضعف خلال الأيام القليلة الماضية. جاء ذلك عقب استهداف الحوثيين لسفينتي شحن، أدت إحداهما إلى غرقها ومقتل بحار وإصابة آخرين بفقدان آخرين. وقد دفعت هذه الأحداث بعض شركات التأمين إلى الامتناع عن تغطية الرحلات عبر المنطقة الخطرة.

وتفيد التقارير بأن الأقساط التأمينية قفزت من نسبة 0.3% إلى ما يقرب من 0.7% من قيمة السفينة، بل وصل في بعض الرحلات إلى ذروة بلغت 1%، مما يضيف مئات الآلاف من الدولارات لكل شحنة بحرية. ويعكس هذا المستوى ما كانت عليه الأسعار في ذروة التصعيد خلال العام الجاري.

في هذا السياق، أبرز نيل روبرتس، رئيس قسم الملاحة البحرية والجوية في رابطة سوق “لويدز لندن”، أن الهجمات الأخيرة “سلطت الضوء على الحاجة القصوى للحذر عند التفكير في العبور”. وأكد مونرو أندرسون من شركة “فيسيل بروتكت” أن “المعايير الحالية للاستهداف تبدو أقرب إلى ما كانت عليه منتصف عام 2022، حيث تُستهدف أي سفينة لها صلة، ولو بعيدة، بإسرائيل”.

يُذكر أن واشنطن كانت قد أعلنت في مايو الماضي عن تفاهمات لوقف هجمات الحوثيين مقابل إنهاء الضربات الأمريكية، إلا أن الجماعة نفت وجود أي التزام يشمل إسرائيل ضمن الاتفاق.

وفي تطور لافت، نشر الحوثيون مقطعاً مصوراً يوثق استهداف السفينة “ETERNITY C” وغرقها بعد إصابتها بعدة صواريخ. وقد أسفر هذا الهجوم عن مقتل بحار وفقدان آخرين، في حين اختطفت الجماعة عدداً من الناجين. وأوضح المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، أن سبب الهجوم يعود إلى استئناف الشركة المالكة للسفينة العمل مع ميناء إيلات، الأمر الذي وصفه بأنه خرق لقرار الجماعة بحظر التعاملات مع الميناء الإسرائيلي.