أرشيف

نظرة ألمانية: هل بدأ كلوب بفقدان هويته الفكرية؟ لماذا تراجع ليفربول؟

اخبار من اليمن أصبح مدرب ليفربول الألماني يورغن كلوب موضع إثارة للجدل خلال الفترة الماضية بعد أن بدا تراجع تطبيق أفكاره واضحاً داخل الريدز ورغم أن فريقه لم يخرج بعد من دوري الأبطال ولم يفقد الأمل أيضاً بالتتويج بلقب الدوري لكن لابد من محاولة متابعة ما يحدث مع أهم مدربي ألمانيا عن قرب لمعرفة أسباب المشاكل والتفكير بما هو قادم.

بداية الحكاية:

مساحات أكبر وتباعد بالخطوط:

يرتبط أسلوب كلوب بشكل أساسي بإبقاء المسافات متقاربة بين كل لاعبي فريقه ليدافع ككتلة واحدة ويهاجم بذات الشكل لكن بالموسم الحالي بتنا نشاهد ليفربول يلعب أحياناً على طول 70 متر “بعد أن كان وسطي الموسم الماضي بين 40 إلى 50 متر” وهذا الأمر يزيد من تباعد لاعبي الوسط سواء عن الدفاع والهجوم وبالتالي يفقد الفريق قدرته ككتلة جماعية جيدة.

ببداية الشوط الثاني أمام سان جيرمان حاول كلوب دفع لاعبيه للعودة لما اعتادوا عليه الموسم الماضي لكن هذا الأمر لم يستمر لأكثر من 20 دقيقة قبل أن يُكسر من المضيف وهو دليل آخر على أن هذا الأسلوب بات للكسر حالياً لكن هل كان الخصم هو من كسره؟

نقطة تحول:

اللاعبون ليسوا ماكينات:

في كرة القدم لا يمكن تطبيق معادلة “كُن فيكون” بمعنى آخر لا يمكن تطبيق كل الأفكار النظرية بالملعب وحتى أدوات التطبيق ذاتها معرضة للتراجع والتغير وبهذا الموسم لا يمكن القول أن مستوى ميلنر سيء لكنه ببساطة لا يناسب دور لاعب المحور من حيث الجري والقتال والتمركز الصحيح بعمق الملعب وذات الأمر ينطبق على هينديرسون أما فينالدوم فهو غير قادر على حمل لواء الهجوم وتعويض ما ينقص ميلنر وهينديرسون.

بالموسم الماضي أظهر ثنائي الوسط قدرة أفضل على البناء من الخلف لكن هذا بدا وكأنه فوق طاقتهم خاصة وأن الفريق وصل لنهائي دوري الأبطال مما يعني أنه تحمل ضغط الموسم الطويل وربما أثر ذلك بشكل واضح على قدراتهما بالموسم الجديد حيث يبدو من الصعب المواصلة بذات الشكل.

علامة فشل:

المفاتيح المكسورة:

حاول كلوب إعادة إحياء أسلوبه أمام سان جيرمان من خلال التغييرات فدفع بكيتا وشاكيري لكن الصدمة كانت بأن الأمر لم يتحسن بل على العكس بقي ثلاثي الهجوم معزولاً عن باقي الخطوط، الحل الوحيد الذي خلقه ليفربول أمام سان جيرمان كان بحل فردي من ماني، كان من الممكن للأمور أن تتغير لو استثمر الفريق هجمة واحدة من الكرات التي أتيحت له مطلع الشوط الثاني لكن التفكك كان واضحاً بكل الأحوال فحتى الآن مازال الفريق يفتقد للقتالية، واحدة من أسوأ صور المباراة كانت حين بدا ليفربول غير قادر على الضغط بالدقائق الأخيرة من المباراة وسط غياب حيوية لاعبيه.

المشكلة بدأت منذ إصابة تشامبرلين، ربما هو ليس بلاعب الوسط الخيالي لكنه تشرب فكر كلوب الطامح لإيجاد لاعب يمثل حلقة وصل بين ثلاثي الهجوم ويساعدهم بالضغط، بعد غيابه كان من المفترض أن يعوضه كيتا لكن إصابات الأخير المتكررة بطأت من دخوله بأسلوب الفريق إضافة لهذا جاء رحيل إيمري تشان ليقلل من القتالية المطلوبة بوسط ملعب الفريق وكل هذا يُحسب بأنه إخفاقات لكلوب والإدارة لأن الجميع كان يعلم من الموسم الماضي بحاجة الفريق لإيجاد مقاتلين جدد بالوسط.

تطور القضية:

ما الحل بعد الآن:

النصف الأول من الموسم لم ينتهي بعد ومع عودة كيتا للفريق يمكن العمل تدريجياً على إدخاله ضمن أسلوب المجموعة إضافة لهذا بدأ شاكيري بتشكيل علامة خاصة بالوسط بفضل سرعته والتي تربك دفاع أي فريق حين ينطلق من الخلف لكن حتى الآن مازال هذا غير كافٍ لبناء الترابط المطلوب بين خطوط الفريق.

ليفربول هذا الموسم أكثر صلابة دفاعياً من الموسم الماضي لكنه أقل فعالية هجومية ببناء اللعب وبالوقت الذي تمثل فيه النقطة الأولى إنقاذاً للمدرب لا يمكننا أن نغفل عن بعض النقاط والتي توضع تحت خانة “أخطاء تكتيكية” كوضع جو غوميز مكان آرنولد بلقاء سان جيرمان حيث لم يكُن هذا الخيار موفقاً لا دفاعياً ولا هجومياً وبالتالي يحتاج كلوب لاستعادة ثقة ونجاح الموسم الماضي لإعادة بناء أسلوبه فمن دون طريقته المفضلة لن يتمكن الفريق من بناء نجاحه من جديد.

مجرد رأي:

سوق الانتقالات مطلوب:

يبدو أن رهان الاستمرار بميلنر وهينديرسون أثبت فشله أما فابينيو فلم ينجح حتى الآن بتقديم ما ينتظره المدرب والجمهور لذا يبدو أن الفريق سيضطر لدخول سوق الانتقالات مرة أخرى بحثاً عن لاعب وسط يناسب أسلوب المدرب وهنا قد تبدو الخيارات متعددة وقد يكون رامسي آرسنال واحداً من أهمها حاله حال فايغل بدورتموند أو رابيو سان جيرمان وكل هؤلاء لن يكلفوا خزينة النادي رقماً كبيراً.
 

بلقاء سان جيرمان وليفربول أظهر توخيل وجهاً مختلفاً عما اعتاد عليه حين يلاقي كلوب، صحيح أن توخيل وجد ذاته مع فريق كبير هذه المرة لكنه بالتأكيد مازال يحمل ذكريات سقوطه الأليم بالوقت القاتل حين سقط مع دورتموند بمعقل ليفربول كما سيستعيد ذكريات توقف سلسلته المثالية حين كان مدرباً لماينتس أمام دورتموند موسم 20102011 أما الرد هذه المرة فكان بدرس بالثقة بالخيارات حين طبق أسلوبه وأفكاره دون أن يخاف من اسم الخصم ونجح بتوظيف أفكاره عبر لاعبيه بشكل صحيح ليغلق المنافذ الخلفية على ليفربول ويخلق النجاح بالأمام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى