أرشيف
خالد أرن: إرسيكا أول مؤسسة توفر فرص التعاون للعلماء المسلمين للبحث الأصيل

الخميس 21 ربيع الأول 1440 – 18:34 بتوقيت مكة المكرمة الموافق 29-11-2018

المنامة(يونا)-أكد المدير العام لمركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إريسكا) أن إرسيكا بدأ نشاطَهَ عام 1979 كأوَّلِ مؤسسةٍ بحثيةٍ ثقافيةٍ تُوَفِّرُ فُرَصَ التَّعَاونِ والعملِ بينَ العلماءِ والباحثينِ والمؤرخينِ والكُتَّاب المسلمين لإجراءِ البحوثِ والدراساتِ الأصيلةِ ونشرِها بمختلفِ اللغاتِ وفي مجالاتِ التاريخِ والفنونِ والثقافةِ الإسلاميةِ، وبما يُسْهِمُ في الحِفَاظِ على الفنونِ الإسلاميةِ، ودَعْمِ التقاربِ الثقافيِّ بينَ شعوبِ العالمِ الإسلاميِّ، وتصحيحِ الأخطاءِ التي عُلِّقتْ بالتاريخِ والحضارةِ الإسلاميةِ.
وقال أرن في كلمته اليوم أمام أعمال المؤتمر الإسلامي الاستثنائي لوزراء الثقافة: أنجزَ المركزُ حتى الآنَ قدراً لا يُسْتَهَانُ به من الأعمالِ البحثيةِ والأنشطةِ والفعالياتِ والتي أخذتْ أشكالاً وأساليبَ متنوعةً في الدولِ الأعضاءِ. ففي مجالِ الأبحاثِ والدراساتِ والنشرِ، تمّ نشرُ أكثرَ من مَائَتَيْ كتابٍ مرجعيٍّ في التاريخِ والثقافةِ والفنونِ والحِرَفِ اليدويةِ الإسلاميةِ وفهارسَ لترجماتِ معانيِ القرآنِ الكريمِ المطبوعةِ والمخطوطةِ، ومجموعةِ المخطوطاتِ الإسلاميةِ في المكتباتِ المختلفةِ، وأدبياتِ تاريخِ العلومِ الإسلاميةِ، وأعمالاً حولَ الحرمينِ الشريفينِ والقدسِ الشريفِ والأوقافِ المحبوسةِ عليه، وألبوماتِ الصورِ التاريخيةِ لمدينةِ القدسِ والحرمين الشريفينِ. كمَا قامَ المركزُ بتنفيذِ عَدَدٍ من الدراساتِ حولَ أَقْدَمِ المصاحِفِ المخطوطةِ (من القرنِ الأولِ الهجري)، صدرتْ منها حتى الآن ستةُ دراساتٍ هي: دراسةٌ حولَ المصحفِ المحفوظِ في متحفِ طوب قابي بإستانبول والمنسوبِ إلى سيدِنا عثمان بن عفان (رضي الله عنه)، ودراسةٌ حولَ المصحفِ المحفوظِ في المشهدِ الحسيني بالقاهرة (ونُقِلَ إلى مكتبةِ الأوقافِ)، دراسةٌ حولَ المصحفِ المحفوظِ في الجامعِ الكبيرِ بصنعاء والمنسوبِ إلى سيِّدِنا علي بن أبي طالب (كرم الله وَجْهَهُ) والمصحفِ المحفوظِ في المتحفِ الإسلاميِ بالقاهرةِ والمصحفِ المحفوظِ في المكتبةِ الوطنيةِ بباريس والمصحفِ المحفوظِ في مكتبةِ جامعة تُوبِنْكَنْ بألمانيا ويَرْجِعُ تاريخُهُ إلى ما بين 45-59هـ من خلالِ الفَحْصِ المُخْتَبَرِي. وفي مجالِ تنظيمِ المؤتمراتِ والندواتِ العلميةِ فقد قامَ المركزُ بتنظيمِ العديدِ من المؤتمراتِ والندواتِ الدوليةِ والإقليميةِ حولَ تاريخِ الشعوبِ الاسلاميةِ وحضارتِها وتوثيقِ وصيانَةِ التراثِ المعماريِّ الإسلاميِّ والحِرفِ اليدويةِ والفنونِ الاسلاميةِ.
.jpeg)
وأضاف أرن في مجالِ المهرجاناتِ الدوليةِ للفنونِ والحِرَفِ اليدويةِ، يُنَظِّمُ المركزُ بالتعاونِ مع حكوماتِ الدولِ الأعضاءِ، وفي الغالبِ بدعوةٍ منها، مهرجاناتٌ متعددةٌ تَشْمَلُ عَقْدَ مؤتمراتٍ ومعارضَ للحرفيِّين كما هُمْ في مواقعِ العملِ وجوائزَ وغيرِها من الفعالياتِ الثقافيةِ والفنيةِ الأخرَى. وتَعْمَلُ هذه المهرجاناتُ على تنميةِ الفنونِ التقليديةِ والحِرفِ اليدويةِ للدولِ الأعضاءِ، والحفاظِ على هذا التراثِ وهذا القطاعِ وإنمائِهِ، وإبرازِ أهميتِهِ الاقتصاديةِ والسياحيةِ. كما يَجْري المركزُ مع الدولِ الأعضاءِ اتصالاتٍ من أجلِ إعدادِ فعالياتٍ جديدةٍ في هذا المجالِ.
وقال أرن في مجالِ المحافظةِ على التراثِ المعماريِ الإسلاميِ المركزَ يُعنَى بهذا الجانبِ من النشاطِ من خلالِ أعمالٍ نظريةٍ وعمليةٍ. ويتضمَّنُ برنامجَ المحافظةِ على التراثِ مشروعاتٍ بحثيةٍ تَتَعَلَّقُ بالقدسِ الشريفِ وبِفلسطين، ودراساتٍ و وَرْشاتِ عملٍ معماريةٍ حولَ المحافظةِ على المدنِ والمعالمِ التاريخيةِ، وأعمالاً للترميمِ في عَيْنِ المكانِ، ومؤتمرًا دَوْريًّا عَن الآثارِ الإسلاميةِ يهدِفُ إلى تنميةِ الدراساتِ الأثريةِ حولَ الفترةِ الإسلاميةِ والآثارِ الإسلاميةِ كجانبٍ دراسيٍّ متميّزٍ في هذا المجالِ، وتكوينِ قاعدةِ بياناتٍ للمواقعِ والمعالمِ الأثريةِ التاريخيةِ للدولِ الأعضاءِ في المنظمةِ، ومؤتمراتٍ، وجوائِزَ ومسابقاتٍ، ومنشوراتٍ.
وأوضح مدير عام إرسيكا أن المركزُ بتسجيلِ المعلوماتِ والبياناتِ المتعلقةِ بالمواقعِ والمعالمِ الأثريةِ التاريخيةِ للعالمِ الإسلاميِ في قاعدةِ بياناتِ الأميرِ سلطان بن سلمان للتراث المعماري الإسلامي من خلالِ الأعمالِ البحثيةِ التي يقومُ بها وتَجْمِيعِهِ للمعلوماتِ. كما يُطْلَبُ مجدّداً مِن الدولِ الأعضاءِ تزويدُهُ بالمعلوماتِ اللازمةِ عن مواقِعِها ومعالِمِها التاريخيةِ، وتعيينِ نقاطِ اتصالٍ لدَيْها (المسؤولين المَعْنِيِّين) للتواصُلِ باستمرارٍ عن طريقِ الإنترنتْ مع المركزِ لهذا الغرضِ. وفي إطارِ الأنشطةِ المتعلقةِ بقاعدةِ البياناتِ، يَبْذُلُ المركزُ على الصعيدِ الدوليِ نَفْسَ المجهوداتِ ويُقيمُ علاقاتٍ مع المؤسساتِ المعنيةِ.
وفي إطارِ دراساتِهِ حولَ معالِمِ التراثِ الإسلاميِ في منطقةِ ناغورنو قره باغ المحتلةِ مِن ارمينيا نظّمَ المركزُ ندوةً دوليةً بعنوان “قره باغ: تاريخ وتراث”، وذلك بالتعاونِ مع وزارةِ الثقافةِ والسياحةِ لجمهوريةِ أذربيجان والأكاديميةِ الوطنيةِ الأذربيجانيةِ للعلومِ، في باكو، وتُمثّلُ الهدفَ الأساسيِ لهذا المشروعِ في تنميةِ الأبحاثِ ونشرَ المعلوماتِ الصحيحةِ عن تاريخِ المنطقةِ، وتسجيلِ الموجوداتِ التراثيةِ وتقييمِ وَضْعِها، وزيادةِ الوعيِ بشأنِ المحافظةِ على هذا التراثِ لدى الرأيِ العامِ العالَميِ. وبعدَ تقديمِ البحوثِ في الندوةِ جرى مناقشةُ بعضُ الموضوعاتِ الأساسيةِ.
وأَطْلَقَ مركزُ إرسيكا مشروعاً من المقرَرِ أن يُنفَّذَ بالتعاونِ مع المسؤولين المعنيين وبعضُ الجامعاتِ والمؤسساتِ في فلسطين، وبمشاركةِ مجموعةٍ من الخبراءِ من اختصاصاتٍ متعددةٍ، يَهْدفُ إلى تحسينِ مستوى المعيشةِ للسكانِ في القدسِ وفلسطين، وتحقيقِ الرفاهيةِ لهمْ والمساعدةِ في المحافظةِ على تراثِهمْ الثقافيِ وتنميتِهِ. وعَقَدَ إرسيكا في استانبول، عدةَ حلقاتٍ دراسيةٍ على مراحِلَ متعددةٍ ضمّتْ خبراءَ لتحديدِ المبادئ التوجيهيةِ للمشروعِ. وتناولتْ هذه الحلقاتُ التطوراتِ الأخيرةِ والوضعِ الحاليِ للتراثِ الثقافيِ والسكنِ والتعليمِ وحقوقِ الفلسطينيين على أساسِ القانون الدولي. وحَدّدَ الخبراءُ القطاعاتِ والقطاعاتِ الفرعيةِ، وكذلك المبادئَ التوجيهيةَ من أجلِ إعدادِ مجموعةٍ من الوثائقِ التوجيهيةِ.
كما نَظّمَ مركزُ إرسيكا بالتعاونِ مع منظمةِ الايسيسكو في مدينةِ استانبول يومي 1 و2 نوفمبر 2017م مؤتمراً دولياً واسعاً حولَ “حمايةِ التراثِ الثقافيِ في العالمِ الاسلاميِ”. وقد عُقِدَ المؤتمرُ بِحضورِ معالي الدكتور عِصمتْ يلماز، وزيرِ التربيةِ الوطنيةِ في الجمهوريةِ التركيةِ، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيسِ الهيئةِ العامةِ للسياحةِ والتراثِ الوطنيِ بالمملكةِ العربيةِ السعوديةِ، ورؤساءِ لمنظماتِ دوليةِ وخبراءَ في المحافظةِ على التراثِ. وتناولَ موضوعاتُ المؤتمرِ تسعةً وأربعونَ خبيراً ومِهْنِياً متخصصاً وأكاديمياً من خمسَ وعشرين بلداً مِن جميعِ أنحاءِ العالمِ، حيثُ تبادَلوا المعارفَ عن المواقعِ والممتلكاتِ التراثيةِ والتجاربِ الخاصةِ بكلٍ منهمْ في مجالِ المحافظةِ على التراثِ وإعادةِ إعمارهِ. واعتَمَدَ المشاركون بالإجماعِ إعلانَ استانبول بشأنِ حمايةِ التراثِ الثقافيِ في العالمِ الإسلاميِ.
وفي مجالِ المشروعاتِ التي تتعلقُ بالمحافظةِ على التراثِ المعماريِ في المناطقِ التي مَزَّقَتْها الحُروبُ والصِّرَاعاتُ، فإنّ المركزَ سيواصِلُ إعدادَ الدراساتِ وتجميعِ البياناتِ والمعلوماتِ لتقييمِ الأضرارِ والدمارِ، ووضعِ استراتيجياتٍ لترميمِ التراثِ المهدَّدِ أو المُتَضَرَّرِ أو الذي مَزَّقَتْهُ الحروبُ والصِّرَاعَاتُ، وإعادةِ بنائِهِ. ويدخلُ التراثُ الإسلاميِّ للقدسِ ضمنَ مجالِ اهتمامِ المركزِ وأنشطتِهِ منذُ تأسيسِهِ، ولقد شُرِعَ في دراسةِ التراثِ الإسلاميِ لِسورية، وخاصةً تراثُ دمشق وحلب، منذُ اِنْدِلاعِ الحربِ، وذلك بالتعاونِ مع منظمةِ اليونيسكو وبعضِ المنظماتِ المعنيةِ الأخرى. كما سيقومً المركزُ بدراساتٍ لتقييمِ وضعِ التراثِ المعماريِ الإسلاميِ في جامو وكشمير. وسوفَ تَعْتَمِدُ هذه الدراساتُ على مصادرَ ومراجِعَ موضوعيةٍ عن التاريخِ الثقافيِ والدينيِ لِشَعْبِ جامو وكشمير وتركيبِهِ. هذا بالإضافةِ إلى لإجراءِ دراساتٍ حولَ تقييمِ وضعِ معالمِ التراثِ الإسلاميِ في منطقةِ ناغورنو قره باخ المحتلةِ مِن قِبَلِ أرمينيا. وسوفَ يَهْدِفُ المشروعُ بالدرجةِ الأولى إلى تسجيلِ موجوداتِ هذا التراثِ وتقييمِ وضعِها الحاليِ.
وأكد أرن أن المركزُ سيواصل تنظيمَ فعالياتٍ ومؤتمراتٍ وحلقاتِ دراسيةٍ تَتَناوَلُ موضوعاتٍ عن التراثِ الإسلاميِ مثلَ مواصَلَةِ المؤتمرِ الدوليِ عن المحافظةِ على التراثِ الإسلاميِ في القدسِ الذي كانَ قد نظمَهُ المركزُ في مقرِهِ في نوفمبر عام 2014م بمشاركةِ منظماتٍ دوليةٍ وبحضورِ نائبِ رئيسِ الوزراءِ التركيِ ونائبِ رئيسِ الوزراءِ الفلسطينيِ.
((انتهى))
ح ع